كان المؤمل أن يتحول التحالف الوطني العراقي الذي كان اصلا إلإئتلاف العراقي الموحد إلى قوة ليست عراقية وحسب، بل اقليمية، لانه يمثل الاغلبية من شعب العراق، وقد باركته بشكل وآخر المرجعية الدينية، أتحدث هنا عندما كان بعنوان الإئتلاف، وليس بعنوان التحالف، وقد ضم شخصيات صاحبة حظوة شعبية واضحة، وقد كان الشيعة في العراق يأملون به، سواء بعنوان الإئتلاف أو التحالف بان يكون لسانهم المعبر، ووجهم المشرق، ومنقذهم من التخلف والفقر والجهل.
لا أريد أن استعراض الوقائع هنا فهي واضحة وضوح الشمس، ولكن مما لا شك فيه لدى الجمهور الشيعي أن مشروع الإئتلاف / التحالف أصبح ضعيا، بل هو ضعيف فعلا، وما شهده التحالف بعد مشروع السيد الصدر القاضي بسحب الثقة من المالكي بين بكل جلاء إن هذا التحالف هش، وقد اربك السيد الصدر التحالف لاكثر من شهر، بشكل مثير للغاية...
ولكن من هو المسؤول عن تمزيق أو تضعيف التحالف؟
أول ضربة للتحالف يوم كان عنوانه الائتلاف كانت على يد السيد رئيس الوزراء نوري المالكي، عندما أعلن انشقاقه صراحة وعمل تحالفا مع السيد أبو ريشة، وكان ما كان.... ثاني ضربة للتحالف عندما انفصل السيد ابراهيم الجعفري عن الدعوة واسس لتيارالاصلاح، لقد كثّر من عناصر التنافس والتناحر داخل التحالف للاسف الشديد، وذلك بصرف النظر عن النوايا... ثالث ضربة جاءت من بدر عندما انشقت أو انفصلت من تحالفها مع السيد عمار الحكيم، كانت ضربة بالصميم لكيان التحالف المسكين.... رابع ضربة للتحالف جاءت من السيد مقتدى الصدر حفظه الله عندما تحالف أو عقد شبه تحالف مع عدو التحالف التقليدي، القائمة العراقية، وكانت الضربة الأكثر وجعا....
النقطة الجوهرية هنا، إضافة لما سبق، لا توجد شعبية يمكن أن نطلق عليها عنوان شعبية التحالف الوطني، بل هنا ك شعبية عناصر فاعلة داخل التحالف، اي هناك شعبية المالكي داخل التحالف، وهناك شعبية الجعفري داخل التحالف، وهناك شعبية بدر داخل التحالف، وهناك شعبية السيد عمار الحكيم داخل التحالف، وهناك شعبية السيد الصدر داخل التحالف، وفيما يتمرد أحد هؤلاءعلى التحالف ويخر ج من التحالف، تلحق به جماهيره!
إذن ليس هناك جماهيرية تحالفية، هناك جماهيرية مالكية، جعفرية، صدرية، حكيمية، وهذا يدل على أن جوهر التحالف تجمع شخصيات وليس كيانا سياسيا متماسكا، يملك رؤية يمكن أن يسير على ضوءها وفي هداها لقيادة الذين جاءوا به الى السلطة بشكل وآخر.
لا اريد أن اتحدث عن القرار السياسي للتحالف ومدى سيادته، هذه القضية أصبحت معروفة لدى العراقيين، ويندر أن تكون هناك شخصية عراقية تساهم في صناعة القرار تملك قرارها السيادي...
والآن...
إلى أين يمضي التحالف؟
من خلال متابعة ما يحدث ربما يُفهم ان السيد الجعفري يبذل جهودا مضنية لإنقاذ ما تبقى من التحالف، ومعه بطبيعة الحال بقية الأفرقاء، ولكن هل ستؤدي هذه الجهود إلى المأمول؟
العارفون بشان التحالف يشككون بذلك، وفي الوقت الذي استبشر به الناس من أن الازمة بين إئتلاف دولة القانون وتيار الاحرار قد انتهت، طلع علينا بيان جديد للسيد الصدر يطالب به المالكي بالتنح عن وزارة الدفاع والداخلية (فورا)!
إن فكرة الاصلاح التي يطرحها التحالفيون كمخرج للأزمة ليست بالسهولة بمكان، نظرا لان صناع القرار السياسي في التحالف ما زالو ا مختلفين حول ترشيحات رئاسة الوزراء المقبلة، كما أن الصراع بين أجنحتها على المكاسب الادارية والمالية ما زالت قائمة ويبدو سوف تستمر
في تصوري القاصر، أن دعم المالكي أصبح ضرورة ليس بحكم مؤهلاته التي اثبت أنها متواضع للغاية، ولكن بحكم الأمر الواقع، وعلى التحالف أن يدعم المالكي حفظا للعراق والشعب العراقي، ولكن على المالكي أن يعيد النظر في علاقاته مع الآخرين، أنْ لا يستهين بهم مهما كانوا حتى وإن كانوا من العراقية، وعليه أن يحترم غيره من صناع القرارالسياسي في داخل التحالف، وقد كانت الاستهانة بهم أحد اسباب هذا التمزق
وآخيرا...
هل ينجح صناع القرارالسياسي في التحالف أن يجعلوا من شعبيتهم في نطاق التحالف وليس في نطاق زعامتهم الشخصية؟
لا اعرف...
الذي اعرفه باني كتبته والآلام تمزقني تمزيقا....