أقدم هذه التصورات المتواضعة بين يدي وزير خارجية العراق الاستاذ هوشيار زيباري لإيماني بانه يسمع ويحاور ـ هكذا سمعت ــ سيقول بعضهم ان الكاتب يتزلف الوزير لحاجة او وظيفة، ولعلم هؤلاء إني لا أتمنى سوى الموت الهاديء السريع ــ بإذن الله تبارك وتعالى ـــ وسوف أكون عمليا وواضحا، لان الامر يتعلق بمواصفات أهم قطاع في عمل الخارجية العراقية، أي أتكلم عن مواصفات عينية مباشرة مع كل سفير في كل دولة على حدة حسب ما استطيع، وسوف لا اعيد المجتر، كأن يكون السفير يتسم بالاخلاص والنزاهة وما شابه ذلك، فمثل هذا الكلام إنشائي ممل... لأنها مصادرات لا يمكن تجاوزها بطبيعة الحال.
والحديث سيكون عبارة عن خطوط عامة والتفصيل متروك للآخرين، والتفصيل بطبيعة الحال كفيل بتوضيح المختصر والمجمل.
أولا / سفيرنا في المملكة العربية السعودية ينبغي أن يكون من المقربين الى المملكة خاصة العائلة الحاكمة، ومن العشائر العراقية ذات الوقع في المملكة،ولكن ينبغي أن يتحلى بمعرفة موضوعية عن العراق بكل مشاكله، وأن يتسم بالعقلانية، كي ينقل الصورة بأمانة للحكومة، أي يضعها بين يدي الحقيقة، ولا يورطها بمواقف عدائية، لا ينقل لها الحقائق مقلوبة، ليس حزبيا، ولا يحمل صفة أديولجية.
ثانيا / سفيرنا في الكويت، يجب أن لا يكون ممن أغدقت عليهم ا لكويت بالمال الحرام، لان مثل هذا السفير يكون طوع يد الكويت، وهو ما حصل للأسف الشديد، يجب أن يكون هذا السفير ملما باوضاع الكويت والقوى الفاعلة فيها، وستراتيجتها، وعلى دراية بكيفية التواصل مع أهم شريحة في الكويت، وهم تجار البلد، ينبغي أن يتسلح بوعي أمني ومخابراتي دقيق، لان بعض مفاصل العلاقة بين العراق والكويت مخابراتية بحكم الخلافات العميقة بين البلدين،والصراع الخفي بينهما، ويُحبذ أن يكون من الجغرافية المجاورة للكويت وليس من الجغرافية البعيدة، صاحب ثقافة جغرافية عميقة وملم بقضايا النفط والموانيء.
ثالثا / سفيرنا في سوريا يجب أن يكون ذا خلفية مخابراتية عميقة وذكية، عارف بخارطة سوريا السياسية بالتفاصيل، له مهارات في العمل المخابراتي، يدمج بين الثقافة الدبلوماسية والممارسة المخابراتية، صاحب سابقة في سوريا، عملا، وسكنا، وعلاقات، مثقف سياسيا خاصة على صعيد العمل الحزبي.
رابعا / سفيرنا في إيران يجب أن يجيد اللغة الفارسية، له علم متشعب بتاريخ إيران، مطلع على ما يجري في هذا البلد، متشبع بالثقافة الفقهية الشيعية ليس بشرط الالتزام الديني، عارف بكل تفاصيل معاملة إيران للعراقيين فيها وخارجها، يعرف بالتفاصيل صناع القرار السياسي هنا ك، عربي، معتز بعروبته، موضوعي في التقييم، يرى بعين محايدة، والخطر كل الخطر أن يكون هذا السفير من عائلة دينية، أو يؤمن بولاية الفقيه، كل ما يكون بعيدا عن الانتماء الديني يكون افضل، بل كل ما يكون علماني النزعة، وطني العقيدة يكون أفضل وأحسن.
خامسا / سفيرنا في تركيا ينبغي أن يجيد اللغة التركية،، ذو خلفية إسلامية معتدلة، ولكن يحمل الصفة الوطنية بامتياز، يستطيع أن يقيم علاقات شخصية مع كبار المسؤولين هناك، له باع بمشاكل العالم الاسلامي، شخصية معروفة لدى العالم الاسلامي، وأهم شريحة للتواصل بين العراق وتركيا هي الشريحة التركمانية العلمانية شريطة ايمانها بالعراق،أي شريحة وطنية من الدرجة الاولى.
سادسا / سفيرنا في لبنان ينبغي أن يكون من ذوي اللياقات الدبلوماسية العالية، عصري الكلمة والملبس والمأكل، لبق بالكلام، صاحب تاريخ في لبنان، لا يحمل صفة اديولجية بل صفة سياسية ممارسة، له علاقات بالشخصيات اللبنانية النافذة من كل المذاهب والاحزاب في هذا البلد، أي يجب أن يكون شخصية متنوعة كما هو لبنان.
سابعا / سفيرنا في جمهورية مصر العربية ينبغي أن يكون دبلوماسيا مخضرما، يتسم بثقافة موسوعية، له علم مفصل أو دراية مفصلة عن تاريخ العلاقات بين القاهرة وبغداد، ذو خلفية اقتصادية ثقافةً وعلما وممارسة، لان مصر تتطلع لعلاقات تجارية اقتصادية مع كل دول العالم قبل أي شيء آخر، وخاصة مع العراق، من الافضل أن يكون من ذوي الالتزام الديني المعتدل، وأن يكون مجدا في بناء علاقات عميقة بين المؤسسات الدينية المصرية والعراقية، خاصة النجف والازهر الشريف، يؤمن من الاعماق بدور مصر العربي والاسلامي، بل ويساهم في تكريس هذا الدور، ولأن مصر بلد أعلام بالدرجة الاولى، فينبغي أن يكون السفير العراقي في مصر ذا تجربة أو ثقافة أو وعي إعلامي.
ثامنا / سفيرنا في دولة الامارات المتحدة ينبغي أن يكون من ذوي الخلفيات التجارية المطمعة بثقافة عربية، يتسم بالهدوء والعقلانية، من أصحاب المعرفة بتركيبة المجتمع الاماراتي، بعيد عن شبهات الاثراء الحرام، يجيد فن العلاقات الشخصية، لا يحمل صفة اديلوجية، بل صفة السياسي المخضرم، ويحيط نفسه بطاقم عمل من ذوي النزعة الاقتصادية علما وممارسة، معروف باستقلاليته في داخل العراق وخارجه.
تاسعا / سفيرنا في البحرين ينبغي أن يُعرف بهدوءه وعدم تورطه بتوجه سياسي ثوري، ولا يُعرف عنه نزعات طائفية أو عنصرية، عارف بالاعراف القبلية، مستقل سياسيا.
هل ستأخذ هذه المقترحات طريقها للقراءة والعمل؟
لا أعتقد!
يتبع
- آخر تحديث :
التعليقات