بعد أن أفلس سليل نظام القتل و الجريمة، و تهاوت كل دعاياته حول الإصلاح، وبعد أن بات مصير النظام الإجرامي المافيوزي يسير في طريق التحلل و الفناء الحتمي، وبعد أن وصلت معارك تحرير الشعب السوري لقلب عاصمة الأمويين الخالدة، لايمتلك المجرم بشار الأسد اليوم من خيار للنجاة بنفسه و نظامه وعصابته من تبعات وفواجع ما أرتكبوه إلا المضي بعيدا في سلوك طريق الجريمة وإلا تهديم المعبد على رؤوس الجميع وعبر الخيار المرعب الذ تنتهجه عادة الأنظمة الفاشية المولغة في الدم والجريمة و الإرهاب، وهو خيار إستعمال أسلحة الدمار الشامل التي لم تكن يوما مهيئة للإستعمال ضد العدو الذي يحتل الأرض و يهدر الكرامة، بل ضد الشعب الحر المسكين إن هو فكر مجرد تفكير في التحرك و نزع الإغلال و إنهاء الإستعباد، ولجوء نظام المجرم بشار الأسد لإستعمال الأسلحة الكيمياوية ضد جماهير الأحرار السوريين ليست مجرد إحتمال قائم أو فكرة تخويفية بل أنها حقيقة ميدانية واقعة قد تتحقق في أية لحظة، فهذا النظام الذي لم يتورع أبدا عن زرع المذابح و المجازر في الربوع السورية والتي كلفت الشعب السوري الآلاف من الضحايا لايتورع أبدا عن قتل آلاف مرلفة أخرى بدم بارد و تحت ستار ( الصمود الستراتيجي و المقاومة و الممانعة )! وستتكرر مأساة ( حلبجة ) الكردية العراقية ولكن بصورة أكثر شمولية وفظاعة، وطبعا سيتهم بشار أسد دولة قطر والناتو بتدبير ذلك الهجوم!! وذلك ضمن إسطوانة المؤامرة الدولية ضد نظامه المشروخة و المعروفة.. اليوم و أمام وقائع الخزين الكيمياوي الهائل الذي قد يستعمله بشار المجرم وقد يلوح به أيضا غلمان حسن نصر الله العملاء في لبنان تكون مسؤولية حماية الشعب السوري وشعوب المنطقة مسؤولية دولية شاملة ولا سبيل أو مناص أبدا عن التلكؤ في تطبيقها عبر الدعوة و العمل للسيطرة الدولية الكاملة على المخزون الستراتيجي الكيمياوي للنظام السوري أو توجيه ضربات قاتلة للجهاز العصبي المركزي للنظام السوري لمنعه من تنفيذ تلك الجريمة التي سيستعملها لا محالة في حرب الإبادة التي يشنها ضد شعبه، فالإنتقال من الهجوم بالسكاكين و السواطير و الأسلحة الخفيفة لقتل أكبر عدد من السوريين لإرهاب الناس و تجفيف منابع الثورة الشعبية السورية الكاملة سيتبعه على الفور بعد فشل ذلك الأسلوب اللجوء لإستعمال سلاح الدمار الشامل أو لتوريط وجر عناصر ودول أخرى للمعركة كإسرائيل مثلا، فكل خيارات الرعب و التدمير و الدمار و القتل ما زالت بيد النظام السوري الذي عجزت الدبلوماسية الدولية حتى اليوم من منع جرائمه التي يواصلها في ظل تغطية فضائحية روسية ستنسحب نتائجها طويلا على الدور الروسي في العالم العربي و الشرق بأسره، نظام بشار القاتل يرفع اليوم و علنا ذلك الشعار الذي رفعه صدام حسين ذات مرة و القائل :( من يفكر بأخذ العراق منا.. سيأخذه أرضا بدون شعب )!! ورغم أن نظام صدام لم يتح له المجال أبدا لتنفيذ وعيده إلا أن نظام بشار على ما يبدو قد إلتقط تلك الوصية الفاشية ليمعن في تطبيقها و تنفيذها ميدانيا!! وهكذا هم الفاشست يتبادلون الخواطر و الأفكار الإرهابية، مسؤولية منع إبادة الشعب السوري تحولت اليوم لتكون هما إنسانيا شاملا وتتحمل فيه المرجعيات الدينية الكبرى في العالم مسؤولية أخلاقية كبرى أيضا لا سبيل للتهرب من إلتزاماتها الموجبة، ويبدو أن حبال المشانق المتدلية والتي تهدد ظلالها قادة النظام السوري قد خلقت ردود أفعال رهيبة و شنيعة قد تضطرهم للجوء لأبشع الخيارات، ولكن الأمل منعقد على إرادة الرجال الأحرار في المؤسسة العسكرية للنظام وعلى الضمائر الحية التي ترفض المضي بعيدا في إقتراف الجرائم المضافة لحماية نظام مجرم قد إنقضت أيامه وسيخرج ملوما محسورا و خائبا من مسرح التاريخ، الشعب السوري الحر اليوم أمام إمتحان فظيع للإرادة و القدرة على المقاومة وهو يصنع التاريخ من جديد، و النظام السوري وهو يخطط لجريمته الجديدة في حرب الإبادة الشاملة التي يخطط لها سيكون مصيره بشعا وقاتما و مفجعا، فالمجرمون لايصنعون التاريخ بل أنهم لعنة من لعناته، لابد من تحرك عاجل للمجتمع الدولي لوقف مجزرة إبادة كيمياوية جديدة تجعل من مأساة حلبجة بمثابة لعبة أطفال..

[email protected]