في مقابلة تلفزيونية اخيرة مع قناة غير عربية ناطقة بالانجليزية طلب مني المذيع أن اعلق على ما صرح به بشار الأسد وما قاله ناطق اعلامي سوري ودهش عندما قلت له quot;لا أعير أي اهتمام لما يقوله أي مسؤول سوري لأنهم كاذبون محترفون ولا اصدق اي كلمة ينطق بها بشار الأسد أو جهاد المقدسي او بثينة شعبان او وليد المعلم. فقد كذب بشار ألأسد على بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة وكذبوا على نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية وعلى رجب طيب اردوغان رئيس الوزراء التركي وعلى كوفي عنان وكذب على شعبه وعلى اصدقاءه الروس وكذب في مقابلته التلفزيونية مع باربرا والترز الشهيرة.quot; وسيكذبوا على الأخضر الابراهيمي خلف كوفي عنان المبعوث الدولي والجامعة العربية لحل الأزمة في سوريا. وازداد استغراب المذيع عندما قلت له أن الكذب والتضليل الاعلامي هي حرفة تتقنها العصابة التي تحكم سوريا.quot;
هذه الأكاذيب التي انكشفت للجميع وحتى لأبسط الساذجين والمؤيدين للنظام يدعمها آلة علاقات عامة واستشارات صبيانية اثبتت فشلها وسوف لا تنقذ النظام من نهاية مأساوية.
مقابلة بشار التلفزيونية مساء الاربعاء 29 أغسطس آب
رغم الترويج لهذه المقابلة بأنها هامة وان الرئيس السوري يمسك زمام المبادرة الا ان ما قاله لا يحتوي على استراتيجية او رؤية مستقبلية واضحة بل وزع التهم هنا وهناك ووعد الشعب السوري المزيد من المجازر والقتل. يكذب عندما يقول ان الوضع في سوريا أفضل من السابق وان الانشقاقات لا تأثير لها. هنا الكذب يختلط مع خداع الذات. اعترف الرئيس السوري ضمنيا ان حلوله العسكرية فشلت في اخماد الثورة. باختصار الدمار لسوريا غير مهم ولكن البقاء في الكرسي هو الأهم. والفضيحة الكبرى أن موظف اعلام سوري سابق ذكر في تعقيبه على المقابلة في تعليق لخبر عالق في ايلاف أن المقابلة هي مسرحية كاذبة حيث يتم اعطاء الاسئلة للمذيع التلفزيوني مسبقا ويقوم مختصون في العلاقات العامة بتحضير الاجوبة التي يكررها الرئيس كالببغاء. فهو لا يمتلك القدرة الفكرية ليقول ان الانشقاقات هي عملية تنظيف ذاتي. بل التزم بالنص المكتوب وهل لاحظتم ان الرئيس لم يعترف بالمجازر ودور الشبيحة وتدمير المدن.
حملة العلاقات العامة التي فشلت:
لتلميع صورة زوجها حاولت اسماء الاسد عام 2006 الحصول على مساعدة شركة بريطانية تتخصص في تحسين صورة الدكتاتوريات وهي شركة بيل بوتينجر Bell Pottinger ونصحتها الشركة أن تؤسس مكتب اتصالات في دمشق كخطوة اولية في تلميع صورة عائلة الأسد والنظام. واقترحت الشركة ان تظهر مقالات تزلفية عن اسماء الأسد وزوجها في مجلات الازياء والموضة النسائية. وفعلا ظهرت مقالات تلميعية في مجلات فرنسية واميركية مدفوع ثمنها. كان الهدف من الحملة هو الترويج لنظام دمشق كدولة عصرية تحارب ارهاب القاعدة والتطرف الاسلامي.
وفي هذا الاطار تم تتويج حملة العلاقات العامة بمقابلة تلميعية رتبت بوساطة شهرزاد جعفري نجلة الكاذب المحترف مندوب سوريا في الأمم المتحدة بشار جعفري نيابة عن شركة علاقات عامة اميركية تدعى براون لويد جيمس Brown Lloyd James وكانت النتيجة مقابلة تملقية بعنوان quot;سيدة سوريا الأولى زهرة الصحراء زوجة بشار الأسدquot;. كان الهدف من المقابلة التي نشرت في مجلة فوغ Vogue الأميركية في آذار 2011 هو تحسين صورة النظام القبيحة ولكن أتت الرياح بعكس ما تريده السفن حيث بعد شهور من الفضائح العالقة بترتيب المقابلة وتبعاتها تنصلت المجلة من المقابلة وحذفتها من ارشيف الانترنيت.
وحسب تقرير في صحيفة النيويورك تايمز 10 حزيران 2012 استعانت اسماء الأسد بخبراء العلاقات العامة الذين ساعدوا بيل كلينتون ومسز ثاتشر وادارة بوش. وجاءت مقابلة بشار الأسد مع السيدة باربرا والترز مذيعة ايه بي سي نيوز الأميركية في ديسمبر 2011 في هذا الاطار وكانت النتيحة عكس ما تمناه بشار حيث فضحته المقابلة ككاذب ومراوغ وساذج أحمق خاصة عندما قال لها quot;اي رئيس دولة يأمر بقتل ابناء شعبه فهو مجنونquot; وهذا موجود على أشرطة مسجلة. وتبين فيما بعد ان شهرزاد جعفري نجلة مندوب سوريا في الأمم المتحدة هي التي قامت بترتيب المقابلة بالتعاون مع شركة علاقات عامة اميركية. وكثمن لترتيب المقابلة طلبت شهرزادد من بربارة ان تساعدها في الحصول على وظيفة في محطة سي ان ان وعندما لم تنجح ساعدتها في الالتحاق باحدى الجامعات الاميركية.
حملة التضليل تستمر
وفي اطار حملة التضليل والكذب ظهر في الفترة الأخيرة عدد من المواقع الاليكترونية لنشر الأكاذيب وتحسين صورة النظام وتشويه المعارضة. أساليب هذه المواقع تذكرنا بالصحافة القومية من الخمسينات والستينات وتحمل هذه المواقع اسماء رنانة مثل ارض كنعان والاعلام الناقد والاعلام العربي السياسي وتقوم هذه المواقع بتوزيع اي خبر او مقال فيه اساءة للمعارضة.
وكمثال على ذلك قام موقع الاعلام الناقد باغراق الشبكة العنكبوتية بمقالات ايديولوجية مضللة ومنها مثلا بتاريخ 22 حزيران 2012 تم توزيع نشرة رقم 2924 وتحت عنوان ماذا يحدث في سوريا وفيها يلوم صاحب النشرة الغرب والاستعمار والصهيونية على تأجيج الثورة والتآمر ضد النظام من اجل بسط نفوذهم الاستعماري وسرقة النفط والثروات الطبيعية. وبناء على هذا التحليل الاعوج فان الثورة السورية هي مؤامرة صهيونية استعمارية امبرياالية. أي التبرير للدكتاتوريات والطغاة بوضع اللوم على الشماعات المعروفة. وقامت هذه المواقع بالترويج للقاء بشار الأسد التلفزيوني الأخير بتوزيع فيديو قصير يحتوي على مقاطع صوتية من المقابلة.
وكلمة أخيرة لو تم ادراج الكذب بشتى انواعه في الألعاب الأولمبية لحصل نظام دمشق على أكبر عدد من الميداليات الذهبية.
مستشار في الاعلام - لندن
- آخر تحديث :
التعليقات