الحالات الإنسانية المفزعة، وصور الظلم الوخيم، وملفات المعتقلين إعتباطيا في العراق على أيادي قوات رئيس الحكومة الخاصة التي تم إماطة اللثام عنها بعد تشكيل الحكومة العراقية للجنة الوزارية الخاصة بتقصي أوضاع المعتقلات العراقية، قد برهنت على صدق حدس الجماهير العراقية المنتفضة و الرافضة للظلم و التهميش و تسلط العملاء من الدكتاتوريين الإرهابيين الذين ترقوا في غفلة من الزمان ليكونوا حكاما وقادة ووزراء، فلولا الإنتفاضة الشعبية العراقية وشرارتها الكبرى التي إنطلقت من غرب العراق لما عرف الشعب العراقي شيئا عما يجري خلف أسوار السجون التعيسة السوداء لحكام المنطقة الخضراء الذين تحميهم فيالق مؤللة من الحرس والميليشيات من غضبة الشعب الذي إنتفض و ثار وقرر إسترداد مصيره و معاقبة كل من غدر به و سرقه و أمعن في إذلاله، فجولة نائب المالكي حسين الشهرستاني على السجون العراقية وخصوصا التي تضم النساء قد كشفت عن حالات مأساوية من الإعتقالات التعسفية والتي إمتدت لسنوات دون أن تعرض ملفاتها على القضاء أو المحاكم أو أي شيء آخر، لقد بز هل الأحزاب الطائفية التي ترفع شعار المظلومية المزيفة بمفاهيمها الطائفية المريضة أسلافهم البعثيون في الظلم و العدوان و التعدي على أبسط مباديء الحقوق الإنسانية !، فثورة شعب العراق الحر كانت بمثابة المعول الحقيقي الذي ساهم و سيساهم أكثر في تفتيت قلاع الدكتاتورية الطائفية الجديدة التي تحاول بناء دولة طائفية كسيحة مرتبطة بنظام الولي الفارسي الفقيه مع إستعمال كل ادوات الدكتاتورية المعروفة من سجون و معتقلات تعذيب و محاكم صورية متواطئة إضافة لتصنيفات فئوية مريضة للشعب و تقسيمه على أسس طائفية مريضة و مشبوهة، لقد عرف الدكتاتوريون الجدد حجمهم الحقيقي بعد أن مزقت جماهير العراق كفن الخنوع و الصمت و القبول بالذل والسكوت عن مقارعة الباطل، جماهير العراق اليوم ليست هي نفسها بالأمس، كما أنها قطعا قد شبت عن الطوق وعن أي وصاية من أي طرف كان، ومهما ( أبدع ) وزير العدل العراقي وفريقه الحكومي في نفي الإنتهاكات ضد النساء أو المعتقلين، فإن نفيهم لاقيمة له أمام إصرار الجماهير على المطالبة بنيل حقوقها و معاقبة المتجاوز و لجم كل مظاهر و نوازع الدكتاتورية، أعرف مسؤولا أمنيا في البصرة أكد لي بأن أحد المعتقلين قد توفي تحت التعذيب! فصدرت شهادة الوفاة لتفيد بأن الفقيد توفي بسبب سقوط و تداعي جدار عليه!! تصوروا هذه الحجة و التبرير..!. بكل تأكيد فإن ضمائر حكومة ( الإخوة المؤمنين الدعاة ) لم تتحرك أو تستيقظ نتيجة لصحوة إيمانية، بل بسبب ثورة جماهيرية عارمة تحسس معها الخكام الجدد رقابهم و تيقنوا من ان فضائحهم الثقيلة في سجونهم السرية المريعة قد فاحت روائحها ولم يعد من الممكن أبدا الإستمرار في مسلسل الكذب و الخديعة، لقد لجأ قائدهم لمختلف الوسائل لتسقيط المنتفضين، فمن إتهام بالعمالة و الطائفية وخدمة الاجندات السعودية و القطرية!!، إلى وصفهم بالفقاعات و النتانة وغيرها من الكلمات المعيبة التي تصدر عن زعيم للبلد كما هو مفترض !!، وبعد ان أعيتهم الحيلة كان اللجوء للتفاوض ولو من باب المكابرة و تكليف عناصر من السلطة وليس راس السلطة للإستطلاع و التفاوض مع الجماهير الثائرة، لقد دق ناقوس الإنذار وقرع جرس النهاية لكل الأساليب المخاتلة، فجماهير العراق قد حشرت عملاء حزب الدعوة في خندقهم الغميق وسيكون مصير اهل الإستبداد المغلف بالشعارات الديمقراطية المزيفة و المنتحلة نفس مصير حليفهم و نديمهم جزار الشام بشار أسد، و الحناجر الأنبارية التي هنفت بسقوط الطغاة قد قرنت شعاراتها بالتبشير بسقوط بشار أسد، لقد صمت العراقيون دهرا عن مآسي سجون الداخلية و السلطة العراقية وماجرى و يجري فيها من فظائع إنسانية و تصرفات معيبة، وطبعا الحديث لايشمل شجون و مصائب السجون الخاصة للميليشيات و الوكيلة لبعض أطراف السلطة التي كشفت أوراقها وستتهاوى كأوراق الخريف الساقطة، لقد أعلنتها حناجر الجماهير العراقية المنتفضة بأنه لاعودة أبدا لعصر الطغيان ن ولا سماح أبدا لأي دكتاتورية جديدة من أي نوع، ومآسي و رزايا سجون الطائفيين ستكون المسمار الذي سيدق في نعشهم.. تلك هي الحقيقة العارية..
- آخر تحديث :
التعليقات