تتفق الفصائل الإسلامية في سورية على إسقاط النظام. الدولة الإسلامية في العراق والشام، النصرة، أنصار محمد، وخمسة الآف فصيل آخر لها مسميات دينية تذكر بالمسلسلات التفلزيونية رديئة القصة والإخراج.
لكن، ليس اسقاط النظام وحده ما تتفق عليه هذه الفصائل، بل هناك أيضا مصيبة تتفق عليها، وهي ان الديموقراطية كفر بيّن.
على ماذا تقاتل إذا؟
وأي حرية هي تلك التي يطالب بها الجيش الحر ونصف اعضاءه لا يؤمنون بالديموقراطية؟
وأي دولة يريدون انشائها في سورية اليوم، وهم يرون في الديموقراطية الكفر العظيم؟
ثم لماذا تكون كفرا؟
هل لأنها قائمة على الإنتخاب الحر، ما يعني أن أيا من تلك الفصائل تعلم أن أحدا لن ينتخبها؟
منذ ولد الإنسان، والحرية تسكن دمه. حرية الرأي، حرية الحياة، حرية الإختيار. وليست الديموقراطية سوى المصطلح الذي يجمع كل ذلك تحت سقفه. ما يعني ان ما تطالب به هذه الفصائل هو مناقض للفطرة البشرية، للحرية الإنسانية التي كفلها الله لعباده.
لكن من قال إن هذه الفصائل تنادي بالإسلام الحقيقي؟ إن لها اسلاما مختلفا. إسلام ترسمه قصص التاريخ ومسلسلات التلفاز حيث أمير المؤمنين يقول كلوا فيأكلوا.. موتوا فيموتوا!
هل هذه هي الحرية التي نريدها لسورية والعالم الإسلامي؟ وهل هذه الفصائل تستحق من يدافع عنها ويزودها بالسلاح والمال؟
من يفعل ذلك، إن هو إلا يصافح نارا لا يد لها بل لهب يحرق.
الضواهري، القابع في كهف مغلق على العالم، يذكرني أنا أيضا بالمسلسلات الأمريكية، حيث يهدد شرير من مكان ما على قمم الجبال بتدمير العالم ان لم ينصاع لأمره.
من كهفه، يعزل الظواهري أمير مؤمنين، ويعين آخر. والآخرون يصدقونه حينا، ويتجاهلونه أكثر الأحيان. في قناعتي ان الظواهري نفسه لو ظهر في العراق او سورية، فسيكون أول من يتم التخلص منه، لأن أمير مؤمنين آخر قرر ذلك.
ما يحدث في سوريا، متصل بالعراق واليمن، وبالمثل هو متصل بما يحدث في تونس وليبيا.
هل هو مخطط إسلامي موحد هدفه السيطرة على المنطقة؟
بالتأكيد ان هناك من يطمح لذلك، لكني واثق انه لن يتحقق. ليس بسبب رفض الشارع، ولا قوة الأنظمة، بقدر ما هو بسبب الإنقسامات المستمرة بين الفصائل الإسلامية التي صنع كل واحد منها صنما لها في صورة بشرية يأمر فيطاع، بلا عقل او منطق.
نحن امام مفترق طرق إذا: فإما إسلام متطرف لا يؤمن بالديموقراطية، او فوضى لا تؤمن بكرامة الإنسان.
لكني سأبقى متفائلا.. آملا ان ينتصر العقل ولو بعد حين.