أول من سخر من الرئيس الإخواني محمد مرسي وكشفه أمام العالم علي الهواء مباشرة، كان الرئيس الروسي quot; فلاديميير بوتين quot;، الذي قال - خلال حواره مع شبكة الأخبار الأمريكية CNN - تعليقا علي قرار مرسي قطع العلاقات مع دمشق: quot; انه طارده بإصرار من أوروبا إلي جنوب أفريقيا حتي استطاع أن يلتقيه في مدينة صغيرة في روسيا.. وأضاف بوتين: ان هذا النوع من الرؤساء لا يعيش طويلا، ويرحل دائما ضمن مأساة.
أما السخرية من مرسي فقد تمثلت في قول quot;بوتينquot; حرفيا: quot;أن الرئيس السوري الذي يناصبه مرسي العداء الآن (سيبقي في الحكم) رغم انه يواجه حربا ضروس تدور رحاها علي الأرض الآن، بينما مرسي يواجه معارضة تريد أن تبقي سلمية وهي في طريقها (لخلعه) خلال أيامquot;!
كلام quot;بوتينquot;، الذي يعيد أمجاد روسيا اليوم ، كقطب دولي قوي يبدد أوهام انفراد الولايات المتحدة بالعالم، ويعيد التوان من جديد لمنظومة الشرق الأوسط المختلة، ليس من فراغ فقد سجل الروس لمرسي بالصوت والصورة (وعوده لهم) وتأكيده للاتفاق في الرأي (مع موسكو) حول الأزمة السورية، وقالوا له: (دعنا نري !).. أين مصداقيتك يا مرسي كرجل دولة؟ بل أين حمرة الخجل والروس يفضحون أكاذيبك أمام العالم؟
بالمناسبة ما قاله quot; بوتين quot; كان قبل انعقاد قمة زعماء مجموعة الدول الثماني الصناعية الكبري اليوم الثلاثاء، والتي اتفقوا فيها علي حل الأزمة السورية (سلميا).. وحسب وكالة quot; رويترز quot; فقد جاء في البيان الختامي: quot; مازلنا ملتزمين بتحقيق حل سياسي للأزمة علي أساس رؤية لسوريا ديمقراطية وموحدة وتسع للجميع quot;
quot; نؤيد بقوة قرار عقد مؤتمر quot; جنيف quot; للسلام في سوريا بأسرع ما يمكن quot;
quot; دعوة السلطات السورية والمعارضة إلي الالتزام (بتدمير) كل المنظمات المرتبطة (بالقاعدة) quot;
كل ذلك، دون أن يذكر البيان الختامي من قريب أو من بعيد (مصير الرئيس السوري بشار الأسد، ما يعني مصداقية quot; بوتين quot; في حديثه عن بقاء الأسد (وسيتأكد كلامه quot; قريبا جدا quot; عن الرحيل المأساوي لمرسي وجماعته).
وإلي جانب نجاح quot; بوتينquot; في فرض فكرة مؤتمر quot; جنيف quot;، نجح أيضا في عدم طرح فكرة quot; فرض الحظر الجوي quot; فوق سوريا، والأهم من ذلك انتزاعه رفض الجميع (دول الثماني مجتمعة) لكل ما تقوم به (جبهة النصرة) ومن يؤيدها ويدعمها من الارهابيين والأنظمة العربية التي اعلن بعضها قطع العلاقات مع دمشق!
الشئ الوحيد الذي (فات) بوتين وهو يوصف بدقة ما يفعله مرسي مع معارضيه (خيرة شباب مصر المحروسة) وفكرتهم العبقرية عن (حملة تمرد) التي بدأت بالفعل في (خلخلته) قبل خلعه 30 يونيو، أن (مرسي) هو أقوي الداعمين (والمؤيدين) للثورة ضده، بل إن سياساته هي القوة المحركة للتمرد ضده وضد جماعته، وسيذكر التاريخ يوما ما هذه (المفارقة) باعتبارها أحدث عجائب الأنظمة الفاشية (الدينية) في العالم منذ نشأته.
فقد أعلنت حركة المحافظين الجدد في مصر قبل أيام، وكالعادة تمت (أخونة) معظم محافظات مصر ndash; أي تعيين أعضاء من جماعة الإخوان المسلمين كمحافظين ndash; وتفتق الذهن الذكي للرئيس مرسي عن تعيين quot; عادل أسعد أحمد الخياط quot; محافظا للأقصر (عاصمة الآثار في العالم)، وquot; الخياط quot; لمن لا يعرفه: هو عضو الجماعة الإسلامية في محافظة أسيوط، وسبق وأن شارك ndash; بلا فخر - في قتل (58 من السائحين الأجانب) عام 1997 في الأقصر، وشق بطونهم ومثل بجثثهم، أي والله، وهو صاحب أحدث فتوي بعد 25 يناير 2011 بتغطية الآثار لأنها (حرام)!
ومثلما كان تعيين (الخياط) رسالة إلي العالم ndash; قبل 30 يونيو بالقضاء علي السياحة (أهم مصادر الدخل في مصر)، كان تصريح (العريان) ndash; عصام العريان - الحنجوري ضد دولة الإمارات العربية الشقيقة أشبه برصاصة الرحمة التي أطلقها بدم بارد علي السياحة العربية و(العمالة المصرية) في الخليج أيضا، كما يقول صديقي الدكتور مصطفي أبو النصر أستاذ الجراحة بالقصر العيني: تكبييييييييير!