أتصور ان أحداث العنف الدموي في محيط الحرس الجمهوري فجر أمس هي بداية حرب استنزاف قد تطول من قبل جماعات العنف المسلح وفي مقدمتها جماعة الاخوان المسلمين ضد الوطن كله وليس فقط ضد الشرطة والجيش٠ فالهدف الأول هو إقحام الجيش في الصراع السياسي بحيث يبدو في صورة المتهم بالافراط في استخدام العنف وقتل المتظاهرين والمعارضين العزل ناهيك عن إجهاض كل المحاولات الحثيثة الان لتشكيل حكومة وحدة وطنية في هذه المرحلة الانتقالية مما يشيع الفوضي ويشوه ثورة ٣٠ يونيو المجيدة التي خاضتها الملايين من الشعب المصري وحماها الجيش الوطني٠

أما الهدف الثاني والذي يبدو واضحا مع قطع خطوط الغاز الطبيعي المتجه الي الأردن للمرةالاولي بعد عزل مرسي وتصاعد الهجمات الإرهابية الإجرامية ضد جنودنا وأماكن تمركز الشرطة والجيش في شبه جزيرة سيناء مع تأكيد محمد البلتاجي العضو البارز في جماعة الإخوان المسلمين بان العنف لن يهدأ في سيناء إلا بعد عودة المعزول للحكم من جديد فضلا عن التحريض الفج من صفوت حجازي وابن المعزول علي استخدام الجهاد ضد المصريين لإحراق الوطن كله فهو محاولة مفضوحة لان تصبح مصر مثل الجزائر عام ١٩٩٢ أو ان تنجر للحرب الأهلية مثلما هو الحال في سوريا اليوم٠
السبب الحقيقي لما يحدث وما سوف يحدث ٠٠ وهذا للتاريخ ٠٠ هو ان فشل الإخوان المسلمين بعد وصولهم الي الحكم في مصر وتونس وليبيا أضر بالإسلام السياسي ضررا بالغا في الشرق الأوسط وأمام العالم كله بل أقول ان نهاية حكم المعزول كتبت نعي الإسلام السياسي ولا سبيل أمام جماعة الإخوان المسلمين التي ألهمت كل الحركات الإسلامية العنف الدموي تنظيما وممارسة الي كسب تعاطف الناس البسطاء مرة أخري مثلما حدث عام ١٩٥٤ لأنهم باختصار كانوا في خانة المعارضة وقتئذ وليس السلطة التي أكتوي بنارها وظلمها وظلامها وعطشها المصريون لمدة عام كامل لم يروا مثله في التاريخ الحديث كله!
الإطاحة الشعبية بالمعزول تمثل نقطة تحول في الشرق الأوسط خاصة بلدان ما يعرف بالربيع العربي عام ٢٠١١ لانها تسمح للقوي المدنية العلمانية بأخذ زمام المبادرة من جديد فما حدث في ٣٠ يونيو ٢٠١٣ اثبت ان معظم الشعب المصري وليس الشباب فقط في الريف والمدن لا يريد الحكم الثيوقراطي ويرفض الدولة الدينية وشعاراتها المعسولة٠
الأحداث المأساوية المفتعلة من قبل جماعات الاسلام السياسي في نطاق الحرس الجمهوري لن تخيل علي احد فهي تحاول مستميتة ان تبرر عنفها ضد جنودنا وكأنها في حالة حرب مقدسة وجهاد ديني ضد المحتل الأجنبي وكأن الحرس الجمهوري هو الذي اعتصم حولها وهددها واستفزها, وفات هذه الجماعات ان السلطة وحدها هي التي تحتكر العنف في الداخل والخارج ٠٠٠٠الشرطة والجيش فقط وان السلطة لا تحتاج الي تبرير في ممارسة العنف ضد الخارجين عليها وإنما هي تستند الي المشروعية ومن ثم يصبح استخدامها للعنف ضد كل من يروع أمن مصر القومي هو العنف المشروع دون سواه٠