تتطلب الموضوعية كشف أكاذيبنا الأستراتيجية وأكاذيبهم الأستراتيجية، إدعاءاتنا وأضاليلنا ونفاقنا وتبريره،ونفاقهم وتبريره، وتفاقم المواقف وتأزمها بين إدارة أوباما ودول حليفة تدعي مكافحة عصابات الأرهاب بالمشاركة العسكرية وتضم بين جوانبها وأجنحتها أعتى الجهاديين القتلة وتتستر عليهم لمشابهتهم في العقيدة الجهادية وغبار الكذب. وتتطابق في الحرب والسلم أجهزةُ دول تَسبق الحرب الجوية أو ألارضية ضد داعش بالدعاية الأعلامية وتنشر الإدعاءات والأضاليل والنفاق والأنتصارات الكاذبة العربية والأمريكية والأوروبية على الصعيدين الحكومي والأعلامي لتضيع الحقيقة بمجملها.

الاخلال بأمن المنطقة العربيىة واستقرارها بأحلال الفوضى وجعل المدن العربية مرتع عصابات الأرهاب والقتال والعبث بأمن ومقدرات شعوبها، هدف سعت إليه المخابرات الأسرائيلة ووصلت إليه بنجاح عن طريق الوكالات الأمريكية الرسمية ومعاهد الأستراتيجية الوهمية المنتشرة على طول وعرض العالم العربي.

ويطول الحديث عن دورأميركا في العالم وتبرير تدخلها بأجهزة دعايتها الأعلامية المتقلبة المتغيرة التي تسبق الكارثة وتبررها لاحقاً كما يحدث في العراق وسوريا اليوم، وكما بررته أبواقها المُضللة في مصر وليبيا وتونس والسودان واليمن. ويسهم العرب من وكلاء التحالف الدولي في أنعاشأميركا وحلفائها وقوى الأرهاب المُسلحة وتوثيق علاقاتها بمجموعات وفصائل وجيوش من أطراف متعددة لتستخدمها الأدارة الأمريكية لأغراضها لحين إنتفاء الحاجة وعندها تلفضتها. ففي القاموس الأمريكي الأستراتيجي هناك الخطة ألف والخطة باء، وهناك قوى أرهاب إسلامية متطرفة وقوى معارضة معتدلة ((من حقها أن تلجأ الى الأرهاب والقتل)). وعندما تتطلب الظروف (وبالحث الأسرائيلي) يمكن الأنقلاب على المعارضة المعتدلة بالخطة باء والقضاء على شرور فصائلها وإرهابيها، كون الأرهاب من وجهة النظر الأسرائليلية ((ليس له وجه))، وفي المفهوم العنصري الأسرائيلي، كل الدول العربية لها عصابات وفصائل وحركات ومليشيات إرهابية عربية مسلحة ملعونة في الغرب الأمريكي أبتداءاً من منظمة حماس وحزب الله.

أما الشق الآخر في سياسة الحرب ألإعلامية للدولة الأعظم في العالم "أمريكا"،فهو تحدي دول التحالف لبعضها البعض وفق سياسة من يشارك بوضع الجهد المالي والعسكري والتدريب، وفي مسؤوليةأميركا تنسيق العمل العسكري، وتباهي أوباما وكذب إدارته "عندما تتطلب الحاجة والمصلحة" تُعلن بأن مسوؤليتها الأساسية هي نشر السلام والحرية وإحلال الديمقراطية والتعامل الأنساني وإقناع الرأي السياسي الأجتماعي العام في الشارع العربي بضرورة اللحمة وعدم التشرذم الوطني. وعلى ضوء ذلك تمد بأنسانية الذراع الأستراتيجي القوي للعون والمساعدات الطبية والأدوية العاجلة الى المشردين والمُهجّرين، وتطلب من حلفائها المساهمة والأستجابة.

وبعد أن تفاقم الموقف وتأزم بين إدارتها وقطر وتركيا وتحديهما الخفي المعارض للسلوك الأمريكي تجاه الأخوان المسلمين، لن تستجيب إدارة أوباما إلا بأرسال الجنرال المتقاعد جون آلن وتعيينه منسقاً للجهد العسكري والسيطرة على الدول المشاركة في التحالف الهزيل وإقناعهم لتخصيص قوات أرضية للمشاركة الفعلية في الميدان وقابلته الدول بوعود.&

وللأنارة وترشيد الموضوع فأن هناك معرفة عامة بأن قوى الأرهاب في سوريا والعراق تتصارع في الحصول على المال والسلاح. هذه القوى ليس لديها العملة النقدية الصعبة وليست مصنّعة للسلاح، ولاتصنّع ولاتمتلك الرصاص والقنابل ومدافع الهاون. فما غاية الغرب الأمريكي بإختلاق الدعاية والمبررات لتزويد الحركات الأرهابية وتسهيل حصولها على المال السلاح والعتاد الذي لاينضب بمعونةالمزود الأمريكي والمستهلك العربي المسلم؟

ديونأميركا للصين والعالم في حدود 19 ترليون دولار، وليس في نية أي سنيتور أو نائب في الكونغرس راجح العقل تسديد هذه الديون الضخمة. كما يعرف الخبراء الماليون أنه ليس في الأمكان تسديد هذه الديون إطلاقاً، فلابد أن يكون أرسال 500 مليون دولار ووضعها تحت تصرف المعارضة السورية ومقاتليها بهذه العجلة له نوع من الحكمة الأستراتيجية المُنسقة مع تل أبيب !!!!!

سلوكية الإعلام العربي يتساوى في الكذب والتدليس والأقتباس الاختياري للأخبار المضللة مع الإعلام الغربي منذ أن إختار الله اليهود «الشعب المختار » للعبارة العبرية "هاعم هنفحار"، "وفضلَ " بني إسرائيل على العالمين ".&

ونحن في بداية القرن الحادي والعشرين الذي يتميز بأكتشاف الحقيقة في ثوان مازلنا نعلس كذب هذه الثقافة السياسية الدينية وسموم " شعب الله المختار". سنبقى نلوم الاخرين عند فشلنا فِهم إنفسنا وسلوكنا فيما نطمح إليه وفيما نريده لأجيالنا، وتسبقنا آرائنا وكرامتنا في سرعة دمج دولنا بالأحلاف الدولية وكذب وتردد مشاركتهم في العمل الجماعي للقضاء على فصائل الأرهاب وكذب الحرب الجوية ومحدوديتها والمشاركين بها وطائراتهم وطياريهم وتحضيراتهم للمعركة بغزو الصور الدعائية للطلعات الجويةالتي تُظهر أنصاف الحقائق، وتلكؤ الجارة الشمالية تركيا في المشاركة بقوات وهي تأمل إنهاك العرب في حروبهم الداخلية وإحلال الكوارث وتفاقم المواقف وتأزمها بين إدارة أوباما وحكومات لم يسبق لها إتباع خط دعم فصائل إسلامية تُلائم السياسة الأمريكية أوتُخالف خطها لتستمر جرائم فصائل الأرهاب بلا رحمة ضد السكان من مسلمين ومسيحيين وأكراد وأزيديين وتركمان، وتمكين أمراء الجهل والقمل في دولة الخلافة الأسلامية داعش من إتمام سيطرتها إمتداداً من مدينة تكريت والموصل و90% من محافظة الأنبار الى الرقة وكوباني عين العرب على الحدود السورية التركية. فمتى ستكتمل الضربة الأمريكية -العربية الحاسمة للمشروع الإرهابيّ وداعميه؟

الصمت هو سيد الموقف. والأكاذيب السياسية والعسكرية والأعلامية التي يعلوها تصريحات متناقضة من مسؤولي الحكومة العراقية والأمريكية أوصلت إلأرهابيين الى غرب مطار بغداد الدولي لتحل الكارثة المرتقبة، وتقف الدولة الأكبر كمنسق ومراقب للمعركة العربية ويوجه الجنرال المتقاعد جون آلين ومستشاريه ((دون مقر ودون قوات))، عمليات القوات العراقية التي لم تبدأ حتى بداية الشهر العاشر تشرين الأول أكتوبر ( أي بعد 4 أشهر من سقوط الموصل) ومن إدعاءات الحرب الجوية الأمريكية المحدودة وماسبقها من دعاية.

وما يحصل على الأرض من معارك خاسرة يخوضها التحالف الدولي بالضوضاء والغرور والمباهاة عمل مخجل لاإنساني يسيئ الى المجتمع الدولي الغربي ودول أدعياء الأسلام. ونحن العراقيين لانفخر بقيادات تُثمن دور الأحلاف الدولية وتُثمن كذب مشاركتهم الزائفة وتنقل آرائهم وتُردد نفس نغماتهم الكاذبة وتبرئة انفسنا من ذبح شعبنا بمعرفتنا.&

دون أدنى شك، مبدئية القوة الدولية للتحالف لها الأهمية القصوى في دحض خطر الأرهاب الجهادي المتطرف وتستطيع القضاء على كل فصائل الأرهاب دون إحلال الكوارث بالشعب العراقي، حينها نفخر بإجلال في اليد الجماعية الخيّرة والجهد الجماعي العربي والدولي، لكنها لم تأخذ هذا السبيل وهذا الجهد لم يبدأ الى اليوم.

وإستباق الأحداث بالتمني ليست ظاهرة غريبة في عالم تسوده الدعايات والأدعاءات والضجيج في الغرب الأوروبي الأمريكي والعربي والأسلامي عن حقيقة الجهد الجوي الأمريكي فوق سماء سوريا والعراق. ومن بين هذه الأدعاءات الكاذبة ذات الأغراض النفسية والآعلامية هي مشاركة 60 الى 70 دولة في الجهد العسكري ضد الوحش المُخيف داعش، وإدعاء مقتل البغدادي، أو وجوده في تركيا، وإدعاء يومي عن مشاركة مجموعة دول (لايُعرف عددها وعدد طائراتها وقواتها ) في الحملة الجوية والأرضية لسحق أو تقليل تأثير دولة الخلافة الأسلامية على المدن السورية والعراقية وتقليص مساحة مقراتهم ومطاردة قياداتهم وقدراتهم وأسلحتهم وقطع تمويلهم وتقليص تدفق المقاتلين الأجانب من دول الخليج ومصر وتونس والمغرب والشيشان.

قادة الاستخبارات الأمريكية يعتقدون ان تركيا مازالت تغيض الجميع بتصميمها عدم المشاركة بقواتها، وأن الولايات المتحدة أساءت تقدير تهديد مسلحي الدولة إلاسلامية وسيطرتهم على مساحات واسعة في سوريا والعراق الى الدرجة التي لم يعد بمقدور الغارات الجوية الأمريكية وحدها ومقاتلو وحدات الشعب الكردية في سوريا تحرير مدينة كوباني الصغيرة الكردية السكان وموقعها المهم على الحدود السورية التركية. وتأتي تصريحات أوباما للأعلام مخيبة ومُضرة بقوله "انه بالغ في تقيّمه لقدرات الجيش العراقي" ثم يضع اللوم على تقديرات أجهزة المخابرات الأمريكية وتتراقص كلماته مابين أنا أسأتُ تقدير قوة داعش، ونحن بالغنا بقوة داعش ( I underestimated ….We overestimated ).&

لتبقى الحقيقة الواضحة بأن جميع الضربات الجوية والتحالف والمشاركة الدولية هي إدعاء وتضخيم للزخم والتقييم، ولم تزحزح عسكرياً المنظمات الأرهابية في العراق أو سوريا بل زادتها قوة ونشاط. وتقوم أجهزة مخابرات أجنبية بخلق وتجنيد تنظيمات إرهابية عشائرية تستقطب المتطرفين وتضم عناصر مُدرّبة جديدة تختلف تقديرات أعدادها وتشكل على المدى القريب كارثة همجية مقروءة مقدماً.&

&

باحث وكاتب سياسي&

&