* هناك كثيرٌ من السكوت، فالكلّ يحاول أنْ يتخفّى وراء خشبة انقاذ، بينما كلُّ شيء في حالة غرقٍ كامل!
لا حاجة الى عبقري لكي يؤكد لنا أنّ الخبث الإيراني، كما قال لي أحد الشعراء العراقيين "الشيعة"، لا يوجد أخطر منه؛ إنه لقادر على انهاء ما يسمّى شيعة عرب، وجعلهم مجرد بيادق في شطرنج مصالح الملالي. وفي نظر البعض، لقد نجح في هذه المهمة.
كثيرٌ تساءل: كيف استطاع مجرمو داعش ان يغزو العراق بهذه السهولة.
أولا، لا احد ينسى كيف أنّ الخميني، سيّد التكفير الأوّل في العصر الحديث (لم يكن هناك كاتب، عربي أو غير عربي، تم تكفيره قبل سلمان رشدي)، قام بأوّل عمل عندما استلم السلطة القضاء على الطوائف الصغيرة المترسبة من تاريخ قديم كالبهائيين، البابيين الخ. وهذا يعني أنّ النظام الإيراني لتشييع منطقة وفق المنظور الإيراني، عليه، أولا وأخيرا، انْ يصفّي كل هذه الأقليات.
لكن العراق قيمته بما يمثله من موزائيك، من دونه لا وجود له. لذا طلبوا من رجلهم في العراق نوري المالكي، ان يمهّد الطريق لدخول عصابات داعش لكي ينجزوا المهمة. فلبّى المالكي الأمر عبر اتصال بقادة الجيش المتواجدين عند الحدو السورية بأن يتركوا أسلحتهم (انتبهوا أسلحتهم الأميركية المتطورة جدا) وأن ينسحبوا، فدخلت عصابات داعش بسهولة لا نظير لها في تاريخ أي غزو. وللإيرانيين علاقة سرية ( مع القاعدة سابقا،&والإرهابيين الذين كانت سوريا ترسلهم لتمزيق العراق، مباشرة بعد سقوط صدام) مع هؤلاء الإرهابيين بحيث يستطيعون التدخل في تحريكهم نحو اتجاه ما. وقد أكد هذا زعيم الداعشيين، بأن لهم اتفاقا مع إيران.
وإلا كيف سنفهم غض نطر الداعشيين عن ضرب المصالح الإيرانية... وكيف أنّ هذا التيار "السنّي" المتشدد لم يلمس حجرة من احجار إيران، ولم يعتد على إيران بأيّ شكل كان. والمخيف أن الداعشيين (حثالات التكفير الإيراني) يفجرون في أعلب الأحيان مقامات سنّية!!!
كان المخطط الإيراني يهدف، من خلال&تسريب عناصر&داعش، إلى زعزعة إقليم كردستان وبالتالي محوه (وهكذا يتحقق الحلم الإيراني بالسيطرة الكاملة على العراق)... والخطوة الثانية إبادة الطوائف الصغيرة...& وأخيرا الشعور بأن الانتقام من العراقيين شيعة وسنة الذين وقفوا مع صدام إبان الحرب مع إيران، قد تم.
كان المخطط الإيراني على وشك أن ينفّذ... أه، لو نُفّذ... لكان العراق في أكبر داهية. ومع هذا هناك خوف كبير من أن يرتكب المالكي مؤامرة للسيطرة على بغداد، فهو لا يخشى حتى المرجعية الشيعية بما أن الحرس الثوري الإيراني& يسنده. آه&يا عراق الموت ينتظرك من كل الأبواب!&
لكن لحسن الحظ أو ربّما بسبب معلومات استخبارية، تحرّك أوباما، ليغيّر مسار اللعبة، ويفسد اللعبة على الإيرانيين! لكن الخطر لا يزال: هل ستعطي إيران لنوري المالكي ضوء أخضر ليرتكب مؤامرة على البرلمان، ويأخذ العراق إلى حرب أهلية؟ نعم، هذا ما سيحدث، وإلا كل حسابات إيران ستسقط.
الآن، على العراقيين السّنّة أولا أن يدينوا كل هذه المنظمات الجهادية والداعشية، وأن يميزوا انفسهم بعيدا عن هذه التجمعات الإرهابية، وأن يبصقوا على جثة صدام وما تفرزه... وأن يعملوا مع المجتمع المدني المتنوع الطوائف...
وعلى الشيعة، أن يفهموا أنّ لا حلّ من دون السّنة وسائر مكوّنات العراق الأخرى، وإنّ الطريق المؤدّية فعلا&إلى مجتمع تسوده&الحرية والديمقراطية والمساواة،&مفتوح فقط&لموكب شعار "نحن عراقيون أوّلا"، وليس كما أجاب المالكي على سؤال رئيس تحرير الغارديان البريطانية: "أنا شيعي أولا".&
&هوامش:
* بما أن الطبيعة الجينية للعراقي تكشف لنا أن في في أعماق كل عراقي يكمن صدام صغير، على البرلمان أن يمنع ترشح رئيس أكثر من مرّة واحدة. وهكذا نُنقذف من أمثال المالكي، وأمثاله في حنايا الطوائف الأخرى!
* أ ثمّة مثقف، شاعر، كاتب نزيه،&يجرؤ على تزويدنا بلائحة كوبونات المالكي؟
* الفرق بين صدام السنة حسين، وصدام الشيعة المالكي، هو أن الأول كان هو اليد القاتلة، بينما الثاني مجرد أداة&من بين أدوات القتل الإيراني.
* المالكي أُمّي. الخطر هو أن عددا كبيرا من المثقفين&الطائفيين في العمق والمنتفعين بشكل ما (ومعظمهم صغار)، يحاولون بقدرتهم على الكتابة الإنشائية،&الدفاع عنه، حد فبركة أكاذيب مثل "داعش أسستها اميركا..." إلا أن الغارات الأميركية، كشفت عن&موالاتهم الزائفة، بحيث على المالكي أن يطردهم لعدم جدواهم!
التعليقات