الحقيقة في الشرق .. سلعة يحتكرها ذلك (التاجر السمسار) الذي يتاجر بسلعته& ويسمسر بها حسب حاجته ومشكلته& ومصلحته وظروفه.
تارة..&& يشعر تاجر الحقيقة& بالفخر والامتلاء، حينها يحاول أن يكسب كل انواع الزبائن بما يزيد من دخله، مضفيا على سلعته نوعا من الدعاية الذكية التي لا تنفر الناس من سلعته بقدر ما تصوره بذلك التاجر الأمين الذي يحرص على رضى كل الزبائن بمختلف أصنافهم.
وتارة أخرى..& يكون كالسمسار المهووس الذي يذهب هنا وهناك لاهثا وراء زبائن معينين كي يقنعهم بجودة سلعته في الوقت الذي يصاب فيه بنوع من الرعب تحت ضغط خوف معين يجعله يقلل من قيمة سلع الآخرين الى درجة انه يسعى الى احتكار كل السلع التي تشابه سلعته في المضمون وتختلف معها في الشكل، لكن رعبه وهوسه& اللذان& يدفعانه& لاحتكار سلعة الحقيقة يصورانه أيضا& في أحيان كثيرة كتاجر نصاب وسمسار كذاب، لأنه بادعائه أنه الوحيد القادر على بيع الحقيقة يصبح كالبائع وسط دكان صغير لبضاعة يذهب لشراءها آلاف الناس من ذلك الدكان الصغير وقد ادعى قدرته على توفير كل ما يحتاجه الناس من بضائع، وحينما عجز ان يوفر ما يرغبه كل المبتاعين اصبح في نظرهم محتكرا& كذابا ولصا وغبيا وانتهازيا.

أي أن الحقيقة عند من يتعامل معها كالسلعة: تخضع لظروف العرض والطلب.. فإذا بدأ الطلب يقل على سلعة تاجر الحقيقة، فذلك يعني أنه مهدد بالإنهيار نتيجة الخلل بين العرض والطلب. وتجار الحقائق يخافون كثيرا في هذه المرحلة الحساسة جدا من التاريخ بسبب تعرض سلعهم للفضح الحضاري الذي كشف عورات سلعهم المغشوشة وفضحهم شر فضح وقد& تسببوا في غش الشعوب وإحراق& مستقبل& أجيالهم.&&

من يدعي امتلاك الحقيقة: بائع نصاب وسمسار إمتلأ قلبه بالرعب خوفا من منافسة الآخرين الذي يؤمن أنهم سوف يتفوقون عليه عندما يعرضون بضاعتهم الأفضل. لكنه لو كان بائعا شريفا وسمسارا أمينا ما سكن في قلبه الرعب بسبب منافسة الآخرين له، لأن من يملك بضاعة حلالا لا يخاف من ذنب حرام، ومن يمتهن عملا شريفا لا يخاف من منافسة الشرفاء له، ومن يملك جزءا من الحقيقة لا يدعي امتلاك الحقيقة كلها ، لأن من يدعى امتلاك& الحقيقة& لا يملك سوى الزيف والذنب والباطل !

الحقيقة.. في سوق الشرق: فقدت قيمتها كبضاعة يبيعها الجهلة واللصوص والمرتزقة والمأجورون. وهي لم تكن على مر التاريخ سوى ظل يطوف& حول فكرة& طاهرة تنبت في عقل يتأمل وتترعرع في وجدان نقي، وكلما كبرت تلك& الفكرة كلما كبر ظل الحقيقة حولها، لكن الفكره لا تستطيع ان تحوي كل ظل الحقيقية وظل الحقيقة لا يمنح كل مساحته لاحتواء فكرة واحدة، مما يجعل ظل& الحقيقة نسبيا، فلا يستطيع أحد أن يدعي امتلاك ظلها فكيف بمن يدعي امتلاك نواتها كذلك التاجر النصاب والسمسار الفاقد عقله ؟!.

الحقيقة.. في سوق الشرق : تتعرى منذ عقود قريبة بشكل لم تتعرض فيه للتعري منذ قبل ويوشك& ظلها أن ينحسر أمام قوة الأشعة الكاشفة حولها.. لتظهر الفكرة بكامل زينتها في العقل الجميل.. وبكامل قبحها في العقل القبيح.. وبرغم التعري والكشف.. ستظل الحقيقية نسبية حتى وهي تتعرى.. لكن إنكشاف المستور في مساحة أكبر وتحت قصف وفضح الأشعة سيكون: خبر القرن الواحد والعشرين المثير، وسيكون الإنقلاب الأكثر في المفاهيم.. والثورة الكبرى ضد كل فكر يتستر بالفضيلة كي يبقى ممتطيا ظهر الحقيقة.

الحقائق: من الشرق& بدأت نواتها تتشكل.. ومن الشرق.. تتعرى الحقائق على شطآن الأشعة وقد نقشت على أجسادها أسماء الذين شاركوا في تزييف صورة الحقيقة كل القرون الماضية.

الحقيقة في الشرق: أنثى مورس في حقها الاغتصاب.. تسمى: رذيلة وعاهرة .. ويتسمى مغتصبوها: فضلاء!&&&&&&&&
&