عادت وتيرة العنف بين الفلسطينيين والاسرائيليين ووصلت الى مديات مخيفة منذ اندلاعها في الشهر الفائت ومازالت مستمرة الى الان& ولانرى بارقة امل في ايقاف المناوشات التي تسود القدس وبقية مدن الضفة الغربية ويُخشى من ان تتحول تلك الحالات العنفية الى انتفاضة ويبدو ان المناشدات بين السلطة الفلسطينية والجانب الاسرائيلي لايقاف القتل السائد في الشوارع وفي الاماكن المكتظة والحافلات وحالات الدهس المتعمدة سوف تتسع اكثر فاكثر ان لم تتخذ الجهات الرسمية المعنية الاجراءات الرادعة والحازمة لوقفها
ولايخفى ان تنظيم التظاهرات والاعتصامات في فلسطين هو نوع من الإحتجاج السلمي وتعبير عن عدم رضا الجماهير عن الاجراءات التي تقوم بها الحكومة الاسرائيلية& حتى وصل المنع الى أقل مايمنح من منع الفلسطينيين من ممارسة واداء شعائرهم الدينية البسيطة وصلاة الجمعة في القدس الشريف بالضدّ من تطلعات شعبنا الفلسطيني واحترام طقوسه الروحية ، فكيف سيكون الحال بالنسبة للمطالب الاساسية بدءا من تشكيل كيان فلسطيني حاكم معترف به كدولة مستقلة عالميا امام اشتراطات نتنياهو بالاعتراف العلني الصريح بدولة اسرائيل ككيان " يهودي " اولا باعتباره المفتاح لبدء المفاوضات المباشرة بين الطرفين
وبعيدا عما يمارسه الاسرائيليون الان ومن قبل ضد ابناء الضفة الغربية وغزة ؛ تمارس الحكومات الاخرى اساليب عديدة لردع تلك التظاهرات وفضّ التجمعات ، ومن هذه الاساليب المتعارف عليها مواجهتها بالعسكر والدرَك للحدّ من اتساعها مما نسميه نحن " شرطة مكافحة الشغب " التي تعتبر الذراع العسكرية للسلطة الحاكمة
وتستخدم الدول المتحضرة اساليب غير مؤذية حيث تنشر قطعاتها حول المتظاهرين حمايةً لهم من حدوث اية حوادث او اختراق والسماح لهم بعرض احتجاجاتهم وإظهار مطاليبهم والاستماع لما يقولون وتبقى هذه القطعات العسكرية تساير المسيرات الاحتجاجية الى ان يتمّ فضّها بسلام& ونادرا جدا ان يرافقها العنف والمواجهات الدامية مادامت سلميّة
لكن بعض الدول والحكومات تقسو اكثر فاكثر فتستخدم الهراوات والضرب غير المبرح وتقوم برشّ المياه الدافقة السريعة عسى ان تنجلي هذه التجمعات وتتفرق واذا اشتدّ الامر تلجأ الشرطة المعنيّة الى استخدام الغازات المسيّلة للدموع بهدف تشتيت المتظاهرين . وحين يتفاقم الوضع ويزداد تأزّما تضطر قوات مكافحة الشغب الى استخدام الرصاص المطاطي وربما المفرقعات غير القاتلة كي تخيف المحتجّين ، وهذا الرصاص المطاطي وان كان غير قاتل لكنه قد يسبب الأذى والجراح ولكن على نطاق ضيق جدا عندما يكون قريبا جدا من الحشود
اما الرصاص الحيّ كوسيلة ردع فقلما يتمّ استخدامه اللهم الاّ من قبل الزمر الدكتاتورية والحكّام الطغاة باعتباره آخر الحلول حين يتعذر الردع بالوسائل التي ذكرناها آنفا وغالبا ماتستخدمه قوات مكافحة الشغب اول الامر وتطلقه في الفضاء دون ان يمسّ اجساد المتظاهرين ورؤوسهم
ومن مبتكرات ربيعنا العربي ونكدِه فقد قامت اذرع السلطة والبلطجية في مصر باستعمال الخيول والجِمال لتشتيت المعتصمين في ميدان التحرير وسط القاهرة فيما سُمّي – تهكّماً-- بمعركة الجمل ولم تكتفِ السلطة الحاكمة بذلك بل اشركت سيارات الاسعاف والعجلات التابعة للشرطة في دهس الشباب الذي طال اعتصامه في الميدان ، وراح الكثير من الشباب الثوّار ضحية هذه العمليات القذرة والتي مارستها سلطات حسني مبارك خلال اندلاع الثورة
ولكن ماذكرناه من وسائل رادعة وعنيفة في مواجهة المحتجين والمتظاهرين لايساوي شيئا امام ماتفعله اسرائيل ضد ابناء شعبنا الفلسطيني فقد قامت اسرائيل منذ ثمان& سنوات تقريبا بتصنيع سائل كريه الرائحة جدا يُرشّ على المتظاهرين ويطلق من مدفع رشاش فتطغى العفونة والنتانة في المكان الذي يتجمع فيه المتظاهرون والانكى ان هذه الرائحة لا تُمحى بسهولة ويصعب زوالها سريعا وتستمرّ لعدة ايام ولايمكن لأيّ عطر او مسحوق غسيل فعّال من محوها او حتى التقليل من زناختها ومن يتلطخ بها من المتظاهرين لايقترب منه احد لشدة انبعاث الروائح الكريهة التي لاتطاق
ويسمي العساكر الاسرائيليون المادة ب " الفكاه " لكونها تطلق من مدفع رشاش بهذا الاسم لكن الفلسطينيين يطلقون عليه اسم " الخراء " نعم الخراء ومعذرة لهذا اللفظ المخدش ولكنه الواقع بعينه ولايرون كلمة مناسبة أكثر ايضاحا ودقّة غير تلك اللفظة المقززة
ويجدر بنا القول ان هذا السلاح النتن قد ابتكرته شركة اسرائيلية عام / 2008 بطلبٍ من جيش "الدفاع" الاسرائيلي ومازال مستخدما الى الان على نطاق واسع في الضفة الغربية ، ولاننكر ان السائل القذر هذا يفعل فعله في تفريق المتظاهرين غير انه بالتأكيد لايمكنه ان يهزمهم ابداً
عذرا لاتعتبوا عليّ اذا قلت ان من يقذف هذا السائل هم اتباع وأذيال السيّد نتن ياهو
&
التعليقات