وجهت الرياض الدعوة لنحو 80 من قيادات المعارضة السورية التى توصف بالإعتدال والتعقل للمشاركة في المؤتمر الذي سينتظم يومي الثلاثاء والاربعاء القادمين ( 8 و 9 ديسمبر الحالي ) للتوافق حول تريتبات الأشهر القليلة القادمة بهدف الخروج بموقف " توافقي " حول شكل وطبيعة المرحلة الإنتقالية التى تسعي كافة الاطراف الإقليمية والدولية لوضع أجندتها كبداية عملية لإنهاء أزمة الصراع الدموي فوق الارض السورية وما نجم عنه من تداعيات انعكست اثارها السلبية الدموية علي المنطقة وامتدت اذرع أرهابها إلي عدد من المجتمعات الأوربية، ويتنبأ البعض بقرب أنتشارها إلي غيرها وربما إلي عمق ولايات امريكية..&

يعقد هذا المؤتمر بتأثير&مباشر للإعتداءات الدموية التى شهدتها باريس مساء الجمعة 13 نوفمبر الماضي، والتى صدمت المجتمع الفرنسي والغربي والدولي بنسب تجاوزت كافة التوقعات.. هذا التأثير الذي دفع لوران فابيوس وزير خارجية فرنسا إلي الإعلان – في مقابلة نشرتها صحيفة لوبروجريه دو ليون يوم 5 ديسمبر - عن عدم تمسك حكومته بضرورة التنحي الفوري للرئيس السوري " قبل وضع ترتيبات المرحلة الانتقالية " التى ترعاها قوي اقليمية ودولية..&

وبمجمل النتائج التى تمخضت عنها زياراتي الرئيس الفرنسي إلي كل من واشنطن وموسكو قبل نهاية الشهر الماضي والتى توافقت علي ان محاربة الإرهاب الذي تمثله داعش وغيرها من المنظمات الارهابية تمثل أولية قصوي يجب ان يلتف حولها الجميع اقليميا ودوليا.

مضاعفة التحالف الغربي لقواته العسكرية العاملة فوق الأراضي السورية والعراقية خاصة بعد موافقة مجلس العموم البريطاني علي تمديد الغارات التى تقوم بها قوات بلاده العسكرية لإجتثاث جذور الإرهاب من العراق إلي وسوريا..&

وكذا نتائج الغارات التى يقوم بها الطيران الروسي ضد قواعد هذه التنظيمات وايضا ضد تجمعات عدد من قوي المعارضة المناوئة للنظام القائم في دمشق..&

كل ذلك:

1 - لم يغير من موقف الإدارة الأمريكية التي لا زالت متمسكة بتكتيك التعامل مع الأزمة السورية عن بعد عن طريق التحالفات التى عقدتها مع بعذ التيارات المدرجة ضمن قوائم المقاومة والتى فشلت حتي اللحظة في التأسيس لمقامة مسلحة ترضي عنها غلبية الفصائل الساعية للتغيير في البينة السياسية الحاكمة في سوريا..&

2 – ولم يضيق الخناق علي الإرهاب العابر للقارات الذي تمثله داعش دون تورط فيما هو اكثر من الحملات الجوية التي تصيب مرة وتخطأ مرات، وفق ما جاء علي لسان الرئيس باراك أوباما تعليقا علي اجتماعات مجموعة العشرين التى عقدت بمدنية انطاكيا يوم 14 نوفمبر الماضي..&

3 - ولم يحقق أي تقليص لمساحة الأراضي التى يسيطر عليها الداعشيون ولم يلفلح في ابحد من قد رته علي اجتذاب المزيد من المقاتلين القادمين إليه من بعض الدول الاوربية..&

هذا بينما تعمل روسيا في العلن علي قطع كل يد تجمل سلاح معادي للدولة السورية وتخطط في نفس الوقت لوقف اطلاق النار علي مستوي الوطن السوري ككل خلال الثلاثة اشهر الأولي من العام القادم وفق ما تم الاتفاق عليه في اجتماع فيينا في منتصف شهر نوفمبر الماضي !! يعقبها العمل معا اقليميا ودوليا علي وضع جدول زمني مدته ستة أشهر للصياغة دستور جديد لسوريا يقود لعملية انتخابات نهاية العام القادم يشارك فيها كل من برهن بالفعل علي انه يراعي مصلحة الدولة السورية وشعبها..&

غير ارهابي وغير مدرج علي قوائم العنف لدي واشنطن وموسكو:

وهكذا بعد ما يقرب من خمس سنوات، تم عسكرة وتدويل الصراع فوق التراب السوري واصبح هناك من يعمل علي منح الجيش النظامي السوري الفرصة كاملة لأن يعيد سيطرته علي الجزء الأكبر من اراضي الدولة التى تحتلها الفصائل المسلحة الإرهابية والمعادية..

في ضوء هذه المعطيات يمكننا القول:

سيشارك في مؤتمر الرياض المرتقب كل من يستطيع ان يبرهن عمليا وواقعيا انه فصيل مقاوم " للتسلط والديكتاتورية يعمل من اجل مصلحة الشعب السوري المناضل من اجل حريته ومستقبلة الديموقراطي "..&

وكل من برهن عمليا وواقعيا " انه غير ارهابي وغير مدرج علي قوائم العنف لدي واشنطن وموسكو وكذا مجلس الأمن ".

وكل من " تخلي طواعية عما تحت يده من سلاح او علي الاقل حيده، وابتعد بنفسه عن التحالف مع داعش والنصرة ولم يكن من المحاربين إلي جانبها ".

الملفت للنظر هنا ان الاطراف الإقليمية والدولية لا تركز علي قدرات اطياف المقاومة السورية التى يمكن ان تتحمل مسئولية إدارة شئون البلاد ومؤسساتها فيما يلي مرحلة نظام حكم بشار الاسد، لأنها برغم ابتعاد غالبيتها عن وصمة الارهاب والتخطيط لنقل عملياتها إلي المجتمعات الغربية والتعاون مع التنظيمات المُجرمة دولياً وعالمياً إلا أنها تختلف بسبب تحت وطأة المظلة الإقليمية والدولية التي تستظل بها حول رؤية كل منها لمصير الرئيس السوري.. هل يتنحي ويرحل بعيدا عن المشهد السياسي فوراً ام يبقي حتي نهاية الفترة الانتقالية ؟؟ وكيف سيتم تشكيل الحكومة التى ستتولي مسئولية إدارة شئون الوطن السوري ومؤسساته السياسية والاقتصادية والامنية والعسكرية ؟؟..&

وهذه النقاط علي وجه التحديد تمثل موطن الخلاف الرئيسي بين اطياف المعارضة السورية برمتها وبين من سيشارك منها في مؤتمر الرياض.. لذلك تؤكد معظم التحليلات التي تتابع الملف السوري " أنه ليس هناك ضوءا يُري في نهاية النفق " ومن ثم اقصي ما تتوقعه ان يتفق الحضور.

ويبقي السؤال.

[email protected]