&
بذلت المملكة العربية السعودية جهدا كبيرا عبر اتصالات واسعة لتجميع هذا العدد ( 103 شخصية ) من قوى سورية تصنّف ضمن تسمية " معارضة "، وهو تعبير أو صفة فضفافة ليس بخصوص القوى السورية فقط بل غالبية القوى في العديد من الأقطار العربية، إذ تضم هذه الصفة تنظيمات متعارضة مع بعضها أكثر من معارضتها للنظام السوري. ومن الملفت للنظر هذا العدد الهائل من الحضور مما يعني تفتت وتشتت هذه القوى، و أنّ سبب دعوة هذا العدد فقط لإرضاء غالبية الذين أصرّوا على الحضور فقط من أجل اثبات الوجود الشكلي الإعلامي والتنقل والسياحة، لأنّ أي تنظيم معارض للنظام لديه رؤية واضحة للصراع الدائر منذ قرابة خمسة سنوات لا يلزمه أكثر من ثلاثة أعضاء للمشاركة في أي مؤتمر كي يوضحوا ويطرحوا رؤيته حول موضوع المؤتمر. ولو افترضنا أنّ كلّ خمسة من المشاركين كانوا يمثلون تنظيما فهذا يعني وجود حوالي عشرين فصيلا وتنظيما وجبهة، ويبدو أنّ الصراع والتناقض بين هذه التنظيمات والشخصيات المشاركة قد ظهر للعلن قبل انطلاق المؤتمر بدليل انسحاب ما تسمّى " جبهة أحرار الشام " منه، وهي التي كانت قد طرحت مطالب على المؤتمرين منها: " تحرير كامل الأراضي السورية من الاحتلال الروسي - الإيراني والمليشيات الطائفية التي تساندهم ، و إسقاط نظام الأسد بأركانه ورموزه كافة، وتقديمهم إلى محاكمة عادلة، و &تفكيك أجهزة القمع العسكرية والأمنية، و الحفاظ على وحدة سوريا أرضا، وشعبا "، والغريب أنّه رغم الإنسحاب ظهر توقيع واسم الجبهة في نهاية البيان الختامي للمؤتمر. ورغم أنّ مطالب جبهة أحرار الشام عادلة ، كانت وما زالت هدف الثورة السورية التي انطلقت في مارس 2011 ، إلا أنّها مرفوضة من بعض المشاركين في المؤتمر كونهم معروفين ليس بقربهم من نظام الأسد بل ممثلين له وعنه، كما أنّ القوى الكردية المشاركة تطمح إن أعلنت أم لا لحكم ذاتي على الأقل للمناطق الكردية في سوريا رغم أنّ بعض هذه القوى تحارب وتقاتل صراحة مع جيش بشار الأسد ضد القوى المعارضة له. لذلك فإنّ هكذا تركيبة و ولاء ل 103 المشاركين في المؤتمر، ما كان مؤملا أن يصدر عنهم توصيات حاسمة واضحة صريحة، بل مناشدات ضبابية فضفاضة لن تحسم الوضع السائد في سوريا لحساب معارضة حقيقية تمثّل مطالب الشعب السوري.
&
ماذا صدر عن مؤتمر الرياض ؟
أهم وأخطر توصية للمؤتمرين هي " تشكيل الوفد المفاوض – أي المفاوض لنظام بشار الأسد – من 25 شخصا تحت اسم "الهيئة العليا للتفاوض "، و أيضا تمّ توزيع هؤلاء الخمسة والعشرين على الفصائل والتنظيمات والمستقلين...إلخ...وسوف تفوض هذه الهيئة 15 شخصا من بينها لقيادة المفاوضات مع الحكومة السورية المزمع عقدها أوائل العام المقبل بإشراف الأمم المتحدة، كما سيجري تعيين متحدث رسمي باسم "الهيئة العليا للتفاوض"، ومن المتوقع أن يتم اختيار أمانة عامة لها، على أن يكون مقر عملها في الرياض ". وكون أنّ المؤتمرين قرّروا أنّ الحل للمشكلة السورية هو سياسي فقط فهذا يعني البدء بالتفاوض مع نظام بشار الأسد، والتناقض في نتيجة المؤتمر هو إقراره بالمفاوضات مع النظام وفي نفس الوقت المطالبة برحيل بشار الأسد، وهل يمكن عبر المفاوضات أن يقبل نظام بشار بالرحيل؟، وهو:
&
الذي وصف المؤتمرين مسبقا بأنهم إرهابيون،
إذ صرّح قبل انعقاد مؤتمر الرياض وهو يعرف المشاورات الجارية لإنعقاده ومن سوف يشاركون فيه، صرّح قائلا ما مضمونه لن أتفاوض &مع الإرهابيين وجميع من يعارضون نظامه في أية مسألة هم إرهابيون في وجهة نظره، لذلك جاءت مواقف روسيا وإيران وحتى أمريكا معارضة لما صدر عن مؤتمر الرياض خاصة تصريح وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الذ صرّح عقب انتهاء المؤتمر قائلا: " أنّ على الرئيس بشار الاسد ان يذهب إما بالمفاوضات وإما بالسلاح " ، وإذا كان سلاح عدة تنظيمات طوال خمس سنوات لم يطح بنظام بشار الأسد فهل ستطيح به المفاوضات؟
لذلك فمعاناة الشعب السوري مستمرة،
لأنّه إذا كانت جينيف 1 و جينيف 2 و جينيف 3 &لم تضع حدا لهذه المعاناة، فهذا يعني أنّ الرياض 1 حتى لو أعقبها الرياض 2 والرياض 3..4..لن توقف قصف البراميل المتفجرة طالما حلفاء نظام بشار الأسد: إيران وحرسها الثوري، وروسيا وجيشها وطائراتها، و حزب حسن نصر الأسد ومقاتليه يعملون ميدانيا على الأرض السورية لدعم نظام البراميل المتفجرة، بينما مدّعي دعم الشعب السوري يكتفون بالبيانات الخطابية ، فهذا يعني " انعم بطول البقاء يا أسد ".
www.drabumatar.com
&
التعليقات