&
القرار الذي اتخذه مجلس الأمن و لأول مرة بالإجماع حول الحل السياسي للأزمة في سوريا والذي يبدو ايجابيا من حيث الشكل لكنه يبقى غامضا في تفاصيله خاصة من حيث الالتزام بالتنفيذ و مصير الأسد وغيرها من المسائل الاساسية.&
الملفت في القرار هو ما يتعلق بشروط الحوار السياسي وتعريف الحركات و المنظمات التي سوف يقبل بها النظام لتكون ضمن قائمة المفاوضات وشرط محاربة الإرهاب وداعش وبقية التنظيمات المصنفة حسب تقييمها و طبعاً فان الاردن كانت قد كلفت بتلك المهمة في تقديم قائمة بالمجموعات الإرهابية في سوريا وذلك قبل بدء المفاوضات المقررة في كانون الثاني بين المعارضة السورية والنظام في جنيف.&
وحسب تقارير عدة فان داعش وتوابعها من الكتائب وكذلك جبهة النصرة والميليشيات التابعة لها هي معدة سلفاً ضمن قائمة الإرهاب اضافة الى مجموعات كثيرة اخرى مثل ( كتائب احرار الشام، لواء التوحيد، جيش الفتح، كتائب نورالدين الزنكي، كتائب الانصار و....) وغيرهم.&
بطبيعة الحال فان اعتماد القائمة سوف يراعي مصالح و رؤية اغلب الدول الراعية للحوار ومصالح الكبار من المتصارعين حول سوريا لان تقييم الارهاب سوف يراعي ذلك جيداً وسيكون لكل دولة اسماء ومعاييرها وهي متناقضة لجهة التعريف الاصح للارهاب لانها ستكون توافقية اكثر ما تكون معبرة عن ارادة وقناعة الشعب السوري لانها في النهاية تعتمد مبدأ المحاصصة حتى في فرز المجموعات ( الإرهابية).&
النظام السوري ومنذ بداية الثورة السورية كان يقول ويدعي بانه يحارب الارهاب حتى عندما كانت سلمية قبل أن يعسكرها هو نفسه، وحتى انذاك كان يحذر العالم بانه سوف يصدر الارهاب الى قلب اوروبا و العالم( وهذا ما جرى حقيقة في اكثر من دولة اوروبية). استطاع النظام ايضاً ان يحول انظار المجتمع الدولي من دعم الثورة السورية الى تصورها وكانها لم تعد ليكون ( محاربة الإرهاب) من اولويات كافة الدول ولم يعد هناك حديث عن نظام الأسد وجرائمه ومئات الالاف من الشهداء والملايين من المهجرين و اللاجئين واصبح الجلاد و الضحية في ميزان واحد بالنسبة للمجتمع الدولي وتناسوا ما وعدوا به وبان النظام غير شرعي و عليه الرحيل، الكل ينضم لتحالف محاربة داعش والارهاب وتم تأجيل ملف الأسد ولم يعد شرطاً في مستقبل الحوار، بل ودعي او كلف الداعمين له مثل روسيا و ايران في ادارة الملف وانخرطوا رسمياً وبشرعنة دولية في القتال الى جانب النظام تحت مظلة محاربة الإرهاب.&
لكن حقيقة الأمر والذي يعلمه الجميع بان النظام نفسه هو يمثل هرم الارهاب مع نظام ولاية الفقيه الايراني وميليشيات حزب الله وشيعة العراق ابو الفضل العباس.&
ماذا لو صنفوا ضمن قائمة الارهاب!!؟ هل تناسى القائمون على مشروع الحل السياسي في سوريا حقيقة تعريف الارهاب الذي يمثله اولا النظام؟ كان الاولى تحديد ذلك وكان لابد من استبعاد النظام من اي حوار حول مستقبل سوريا، اذا كيف يكون الارهابي طرفاً في المفاوضات حيث لا يمكن ومن الاجحاف المساواة بين الضحية و الجلاد والقفز فوق ما فعله النظام طيلة السنوات السابقة وحتى اليوم وبعد قرار مجلس الأمن 2254 والمفاوضات على الابواب يرى العالم كله كيف يستغل النظام ذلك ويستمر في تصعيده قصفا و براميل متفجرة ضد المدنيين و هو يطبق عمليا تعريف الارهاب. انها مفارقة عجيبة ان يتم تسويق هذا النظام تحت بند محاربة الإرهاب وتكون النتيجة اي قرار مجلس الأمن هو فعل لما كان يقول به النظام حول مفهوم الارهاب و المعارضة والثورة ومن ثم يفرضها عبر حلفائه الدوليين ليكون هو محارب الارهاب!!!&
يبقى القرار في تعريف الارهاب و كذلك اجماع مجلس الأمن تنفيذ لاستراتيجية النظام وسوف يبقى الأسد في الفترة المقبلة ولانها غير واضحة المعالم وحتى بعد ذلك اي بعد الانتخابات ( اذا جرت وستكون برعاية النظام نفسه ومراقبيين دوليين شكلاً) سيكون الأسد مرةً اخرى فرس الرهان وهكذا سيبقى النظام رغم ضحايا الشعب السوري من الشهداء.
&
التعليقات