كانت العيون منذ انتشار آفة داعش في العالمين العربي الاسلامي على الازهر باعتبارها مؤسسة دينية تعنى ب وتدرّس وتُصدِر الفكر الاسلامي المعتدل والمنصف فقها واجتهادا وتفسيرا وتأويلا لكن ادارة الازهر مع الاسف لم تكن هذه المرة بمستوى الآمال والطموح فحادت عن ممارسة دورها المؤسسي وتوانت عن اتيان واجبها المرسوم دينيا فامتنعت عن التعرض لداعش بعبارات التكفير ونعتت نفسها بالوسطية كي تنٱى بروحها عن المواجهة وفسرت لنفسها الوسطية ان تمسك العصا من المنتصف ( الوسط ) حيال داعش هذه التي شرعت مذ ابتلاء الكون بها واستفحال فكرها الارهابي الضال وغير المسبوق بازهاق الارواح وبترالاعضاء والتمثيل بالجثث وتعدت ليس فقط على الحريات والحقوق المتعلقة بالطبيعة البشرية اوازلت من هناك الاختلاف والتنوع وباشرت على ضوئه بالقصاص من كل مختلف او مخالف او حتى غير متماه مع توجهاتها اللاانسانية سواء كان غير المتماهي هذا مسلما ام غير مسلم بل اعادت الحياة في البلاد العربية والإسلامية التي تمكنت منها الى الجاهلية الاولى واحيت مع تلك الجاهلية العمل بفقه الغزو ( الحرب) وما قد ينتج عن هذا الغزو من غنائم ومصادرات وقصمت - بالصاد - العالم الى دار كفر ودار ايمان اي اسلام وفق التصور الداعشي فانتهكت الاعراض وبعثت الروح في مصطلحات كان الزمن تقادم على استعمالها بعد توقف العمل بها “كالسبي“ ومنذ قرون في العالم الاسلامي وذلك لأن العالم المتمدن من حول المسلمين كان منع الاسترقاق وكل صورالتعبد الأخرى من زمان بعيد هذا من جهة كما وعطل الواقع لدى المسلمين أيضا المواظبةعليها (من باب تقييد المباح مراعاة لتحقيق المصالح ودرء المفاسد) بناء على التحريم والمنع الدوليين من جهة اخرى.

داعش،الازهر والكساسبة: منذ ان دبت داعش على الارض وطفقت تنفث سمومها في البشر والوجود كان ينبغي على الازهر ان تتصدى فكريا و دينيا وافتائيا لما من شأوه ان لوث ونز عن داعش باسم الله وتحت راية الإسلام..كان على الازهر ان يعزز وسطيته المزعومة ويحافظ تاليا على مريديه من الوسطيين المسلمين وما اكثرهم في كل بقاع العالم لكنها اكتفت بالتفرج على الإبادات التي اقدم عليها التنظيم الإرهابي الاكثر تطرفا في العالم وعلى المجازر الجماعية المروّعة والاعمال الشائنة غير الإنسانية الأخرى المقرونة بالعنف والقسر والاكراه التي اطلقتها من اسمت نفسها بالدولة الإسلامية في العراق والشام وهي تعدم بها حياة وامن وشرف وهوية المجتمعات العربية والإسلامية وما بين ظهراني هذه المجتمعات من أقليات دينية ومذهبية وقومية كانت اقلها متعايشة ومعتادة بعضها على بعض حتى تصدعت اللوحة بكامل فسيفسائها الجميل اثر الهمجية الداعشية الباترة ونتيجة لرعونة ممارساتها واطاريحها الهدامة وسط سكوت مريع من الازهر وسواها من المؤسسات الإسلامية التي التزمت الحياد حيال تخريب بل الغاء التعدد والتنوع الاصيل وإعدام الإرادة الى ذلك حيث لم تنبس الازهر ببنت اعتراض او فتوى او حكمة إزاء مجازر وابادات الرقة وحلب وحمص وديالى والرمادي ودير الزور وشنكال وكوباني وسهل نينوى وتلعفر وحضرموت و وبنغازي وسواها ثم ظهر لها بغتة صوت خافت بعد شهادة الكساسبة عبر موقف هزيل ولكن رغم ذلك فثمة من يتساءل هنا.. اين كانت الازهر ومشايخ الفتاوى والدين المعتدل فيها..اين كانت وكانوا والإرهاب يرسم لوحته الداعشية وينهل الوانها من شرف وكرامة وحياة ودماء ورؤوس الآمنيين من البشر مسلمين اوغير مسلمين ويتجاوزعلى السلم والامن والاستقرار ويتلاعب بالافكار والقيم ويزرع تحت الغطاء الديني في الأجيال بل يورّثها الحقد والتكاره والضغينة..اين كانت وكان دورها الديني في التوعية يوم نطقت داعش باسم الاسلام السني الذي تعبر الازهر عنه وسحبت البساط من تحت اقدام جمهورها السني الوسطي لمَ لمْ تدفع وكانت تمتلك القدرات والأدوات والآليات ان داعش لايمثل السنة ولا يعبر عن النَفَسِ السني.. لمَ.. وهل ادركت بعد فوات الاوان معنى هذه الآية من سورة الانعام:&"وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِى حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ"

http://www.youm7.com/story/2015/2/3/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B2%D9%87%D8%B1--%D9%82%D8%AA%D9%84-%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B3%D8%A7%D8%B3%D8%A8%D8%A9-%D8%A5%D8%B1%D9%87%D8%A7%D8%A8-%D8%AE%D8%B3%D9%8A%D8%B3-%D9%88%D9%82%D8%A7%D8%AA%D9%84%D9%88%D9%87-%D9%8A%D8%AD%D8%A7%D8%B1%D8%A8%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%84%D9%87-%D9%88%D8%B1%D8%B3%D9%88%D9%84%D9%87/2052906#.VNVA2C6-Zv8)ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون)

اوانفتحت من ثم وهي المؤسسة الدينية الأكثر فهما للنصوص على : (الانسان بنيان الرب..)​​​.

فعثرت بعد وقع الفأس في الرأس وهي الضليعة بالارث الديني كله على الوصية النبوية:&(اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا).

يبدو ان معاذ الكساسبة الذي استقام وسط النار يكافح بطوله الفاخرمثل رمح في وجه الباغين هو من افتى لا الازهر حين احالته نار الإحراق الى ومضاتِ نور يدعو مثل استشهد من قبله من قبائل الشعيطات والبونمر ان يندفع أبناء المذهب السني الى دفع التهمة المشينة عن انفسهم والى السعي الحثيث نحو التعايش قولا وفعلا وممارسة مع الاخر المختلف وحتى المخالف مادامت المؤسسات الدينية التي في حجم ومقام الازهر تتوانى او تغاضى او تسكت.. أم ان الازهر بعد ان انطقها الشهيد الكساسبة لن تسكت الا بتكفير الدواعش ثم الانجذاب الى أهل السنة واستعادة من جذبته الجذبة الداعشية الى الوسطية والاعتدال والانفتاح على الاخر..الزمن فقط الزمن كفيل بالإجابة!&

&