على الرغم من أن الجرح لا يزال أخضر، إلا أنه يجب الهدوء والتفكير بعقلانية. حين نسمع خبرا، يجب أن نتحقق من صحته، والسبيل إلى ذلك وقراءة الأخبار من أكثر من مصدر أجنبي وليس عربيا. لأن العرب سرعان ما يرشقون بعضا بالخيانة وسياقة الحجج الواحدة تلو الأخرى. ولو هدأنا قليلا ورجعنا إلى مراكز الأبحاث الأمريكية والبريطانية وقرأنا أبحاثهم وتقاريرهم باللغة الإنجليزية، لوجدنا صورة مختلفة. وليس المقصود هنا الصحف الأجنبية، لأن الصحف تلتزم بتعليمات الدولة بعدم نشر المعلومات السرية المتصلة بالأمن القومي. ولا نزال نتذكر كيف علمنا بوصول شحنة من اليورانيوم المستنزف إلى القاعدة الأمريكية لقصف الشعب العراقي في عام 2003 من الصحف البريطانية، ثم سحب الخبر بعد سويعات قليلة من نشره.&

الحديث هنا هو عن الدولة الإسلامية "داعش". وهي بنظر الكثيرين ممن لا يقرأون منظمة ذاتيا وقد استغلت فوضى القتال الدائر وأسست قاعدة لها لتأسيس دولتهم واستعادة خلافتهم، والأمر أبعد ما يكون عن الصواب، فهؤلاء أتت بهم الولايات المتحدة الأمريكية ومولتهم دولة عربية ثرية بهدف إقامة دولة الخلافة الإسلامية وضرب السنة والشيعة ببعضهم البعض وإتاحة التواجد العسكري الأمريكي الدائم في المنطقة لتحقيق منافع كثيرة جدا للولايات المتحدة التي لم تكن يوما جادة بقتال داعش. وها هو التاريخ يعيد نفسه، فقد أسست الولايات المتحدة القاعدة لتحقيق هدف معين تم إنجازه ثم أفلتت يدها للتنكيل بأفغانستان ولكن عندما انقلب السحر على الساحر وطالت نيران الخلافة الإسلامية أمريكا في أحداث 11 سبتمبر، تم التخلص من طالبان والقاعدة ومن لف لفيفهما في أقل من أسبوع غير مستنجدة بأي تحالف، وليس مستبعدا أن طائرة معاذ الكساسبة سقطت بنبران أمريكية (صديقة)، لأنه لغاية الآن لم نسمع عن طائرة أمريكية أسقطت.&

المراد من هذا المقال هو ضرورة قراءة الأخبار من مراكز الأبحاث الكبرى التي تنشر القضايا الحساسة معتقدة أن العرب لا يقرأون ولا يعرفون الحقائق ويساقون كالأنعام، وهناك الكثير من المصادر البحثية والإخبارية المرموقة التي طالما كشفت عن الحقائق وهذه بضعة منها:

- جلوبال ريسيرتش: http://www.globalresearch.ca/isis-made-in-usa-iraq-geopolitical-arsonists-seek-to-burn-region/5387475&

- ذا ديبلومات http://thediplomat.com/2014/09/how-the-us-made-isis-a-threat/

- البرفسور نعومي تشومسكي. http://topinfopost.com/2014/10/06/noam-chomsky-the-united-states-created-isis

- ذا نيو أمريكان. http://www.thenewamerican.com/usnews/foreign-policy/item/18910-obama-helped-isis-in-syria-now-fights-it-in-iraq

&

لا شك أن لكل دولة عربية سفارة في البلدان الأجنبية وهي مكلفة بدراسة جميع التقارير التي تنعكس مباشرة على أمن وسلامة أرضها وشعبها، وهي تعلم من الذي أنشأ داعش ومن الذي قام بتمويله وهل يجب عليها أن ترسل كوادرها العسكرية لمشاركة التحالف ضد داعش. وهم يعلمون أكثر من غيرهم أن الولايات المتحدة قادرة على سحق داعش في أقل من أسبوع. ولعل ما حدث للطيار الأردني كان درسا للدول العربية أن تتيقظ ولا تنساق خلف الولايات المتحدة في استعراضاتها العسكرية غير الجادة.&

يبقى أن نقول أن ما يجرح القلب هو أن الدول العربية تتخبط ولا تنسق مع بعضها البعض لتضع خططا مدروسة تكفيها شر الأحداث المأساوية.