قبل نيسان 2003 كان ديوان الرئاسة في العراق بمثابة الاسم المرعب في البلد لانه وببساطة يعني صدام وعدي وقصي وذيولهم عبد حمود وارشد ياسين وحسين وصدام كامل ومصطفى زوج حلا بنت صدام، خليط من الأجلاف ومن الأجرام والفساد والصنمية والهمجية والقتل والبطش والدمار والتخلف والطائفية.
اما ديوان الريف فهو برنامج للغناء والفن الجنوبي العراقي الريفي النقي الأصيل كان يبث هذا البرنامج يوم الجمعة لمدة ساعة واحدة مع اغاني داخل حسن وحضيري ابو عزيز وفرج وهاب وغيرهم.وكان ساعة الديوان الريفي تعتبر (مكرمة) رئاسية من الديوان الرئاسي السني الذي يمثل أقلية سكانية حاكمة في البلد مقابل أغلبية شيعية سكانية ساحقة محكومة، ومن ضمن اهداف عرض هذا البرنامج تقزيم الاغلبية بهذه الصورة الريفية الغنائية فحسب لااكثر.ويقال ان احد الفنانين أجر تاكسي فقال للسائق الى الديوان فرد عليه (صار أستاذ ) وبعد ان لاحظ ان التاكسي تتجه نحو جسر المعلق حيث القصر الجمهوري وديوان الرئاسة، سأله الفنان يااخي أين تتجه انا قصدت الصالحية حيث الاذاعة والتلفزيون! فتوقف سائق التاكسي منفعلآ شاتمآ للراكب قائلا له ( تصورتك ديوان الرئاسة وانا اظهر لك احترامي الكبير منذ صعودك معي !!)
ان المعركة المستمرة في العراق منذ 2003 وحتى يومنا هذا معركة حكم لا أكثر رغم تغير الوجوه والأسماء بين الزرقاوي والبغدادي وأبو بكر الارهابي. فهولاء مطايا لآخرين من السنة دول وأحزاب وأفراد وكلاهما يلاعب الاخر بالسر والعلن. لجني المكاسب لنفسه تحت يافطة (عودة الحكم للاقلية السنية في العراق ) يختلفون بكل التفاصيل بينهم ويتفقون على هذه النقطة الجوهرية الكبرى. ساعدهم في ذلك الدول العربية الطائفية ولكن يبقى المساعد الاكبر لهم وجود ممثلين في الواجهة السياسية الشيعية وهم عبيد الكراسي وخدام للمناصب لايرون العراق البلد ولا الاغلبية الساحقة التي أوصلتهم لهذه المناصب بل يرون فقط الراكب السالب من الانساب ومعهم الاولاد والعائلة والعشيرة وبعدها الحزب وكلها سمات صنمية باامتياز.
جماعة الديوان الرئاسي الساقط يصرون على إرجاع عقارب الساعة الى الخلف وكأن الزمن متوقف عندهم، وفات عليهم أن احلام العصافير هذه أبعد عنهم من السماء وأن دون ذلك رقبة العراق نفسه. وأن معركة داعش صنعت نوع من الحضور الذهني والبطولي الفريد لدى الغالبية العراقية والمتمثل باابطال الحشد الشعبي والخبرة التي اكتسبوها لمقارعة رموز وادوات الديوان الساقط ومطاياهم من الشيشان وافغانستان وبعض الدول العربية.&
وتبقى المفارقة المحزنة ان ديوان الرئاسة اليوم يسير بخطى ثابتة على خطى ديوان الرئاسة قبل 2003 فيحكمه الأنساب والاولاد والعشيرة والحزب. والمفارقة الأكثر إيلام اختفاء برنامج ديوان الريف على اعتبار أن غناء داخل حسن وفرج وهاب حرام لكن سرقة المليارات وزيادة الجوع والعوز وأبعاد الكفاءات حلال، أنه دين السلطة دين معاوية الذي عمل به السنة سابقآ وجاء السياسين الشيعة ليعملوا به ضد جمهورهم ومذهبهم ليكملوا على نفس خط خصمهم التاريخي معاوية وأبنه يزيد وحفيده صدام!
واذا كان فالح حسن قد أبدع بعزفه على الكمان في ديوان الريف السابق فاالدعوة مفتوحة لشبكة الاعلام العراقية التعبانة المتخبطة أن تؤسس وتطلق برنامج (ديوان الصحراء) يختص بغناء المناطق الغربية في العراق ولتعزف ربابة جبار عكار لحنها المكرر على وترها الاوحد الذي بقي جامدآ في مكانه ولم يتطور لا باأضافة وتر أخر للربابة و لا كجملة موسيقية جديدة، لذلك ومن المؤكد ان برنامج ديوان الصحراء مقابل ديوان الرئاسة الحالي سيكون وبكل سلبياته هو صورة واقعية لعراق اليوم،، وعلى فنان ديوان الريف السابق ان يأخذ التاكسي مرة اخرى ولايقول الا كلمة واحدة لا أكثر وهو واثق مطمئن الى،،، (الديوان). حيث ديوان الحكم في العراق رغم سلبية رموزه الفائزين لكن يبقى تجربة ديمقراطية ممكن كنس رموزها المسيئة في اقرب نقطة وعي وتجربة انتخابات، أما دونه رقبة العراق البلد نفسه أن فكر البعض بقلب معادلة الدواوين الجديدة هذه.رسالة لمن يهمه الامر&
&
التعليقات