&قبل اسبوع أعلنت تركيا عن تهريب جدها العثماني سليمان شاه من سورية بعد أن توغلت 40 دبابة مع 600 جندي تركي لموقع القبر الذي يتواجد فيه اصلا حوالي اربعين جندي تركي حسب الاتفاقية العثمانية مع قوات الاحتلال الفرنسي عام 1921. وكان سليمان شاه قد هرب امام التقدم الفرنسي و تم قتله بجانب النهر حيث قبر. وهذه ميزة الاحتلال العثماني للبلاد العربية ومنها العراق حيث سلم العثمانيون البلد الى الاحتلال الإنكليزي بعد احتلال عثماني بغيض تجاوز 402عام. واذا صدق القول بوجود احتلال نبيل وآخر بغيض على اعتبار أن المحتل الفرنسي خلف بعده في مصر بعض المطابع والأمور الاخرى وكذلك الإنكليز خلفوا ببعض البلدان بعض النظم والتقاليد المتقدمة فان الاحتلال العثماني لم يخلف في بلداننا سوى التخلف الاداري وثلم الوئام الاجتماعي وتدمير وحرق مئات الالاف من الكتب والمراجع النادرة لمجرد الاختلاف المذهبي وكما حدث في بغداد ودمشق وجبل عامل في لبنان وبعد ذلك يأتيك من يطلق عليها الخلافة الاسلامية العثمانية.

وتبقى المفارقة الفضيحة أن هذا اللواء العسكري بدباباته وجنوده توغل 30 كيلو مترا داخل الاراضي السورية وفي منطقة تجمع فيها كل أرهاب الدنيا وفي مقدمته داعش والنصرة والجيش الحر والخرساني ومع ذلك لم تطلق اطلاقة واحدة على الرتل التركي!! مما لاشك هذا دليل أضافي تكميلي للدور التركي التدميري في البلاد العربية.

ومع اخبار داعش في الموصل التي دمرت الاثار العراقية العريقة في متحف المدينة فان التزامن بين تهريب جثة سليمان شاه وتدمير الأثار في متحف الموصل ورغم قساوة الاخير لكنها علامات كبرى لهزيمة المشروع الاوردغاني العثماني في حواضر الانسانية والأمة العراق وسورية ومصر.

وتهريب جثة المحتل سليمان شاه من سورية أشارة أستباقية مهمة لانهزام المشروع الداعشي التدميري الطائفي في سورية والذي مر عبر تركيا الاوردغانية بعقلية عثمانية بحته تنتمي الى مدرسة مراد الرابع أهم قادة العثمانيون حينها. ويبدو أن زيارة اسامة النجيفي نائب الرئيس العراقي الى تركيا قبل يومين لتلقيه صورة عن هذه الاحداث وبالتالي الحدثين مع الاستدعاء يشكل وجه ايجابي يعكس السقوط الاوردغاني الكبير في سورية والعراق وبداية هزيمة المشروع التخريبي في البلدين. فما حدث في تهريب سليمان شاه من قبره في سورية وتدمير الاثار العراقية العريقة المودعة في الموصل هو حدث واحد مترابط غير منفصل والقاسم المشترك فيه مشروع داعش وتركيا العثمانية&التي لاح فصول هزيمتها الكبرى مع بعض الاحزاب والاطراف والدول العربية.

ويبقى موقف اهل الموصل وسكوتهم المخيب منذ سقوط مدينتهم وتدمير مرقد النبي يونس وحتى تدمير أثار الحضارة العراقية في متحف الموصل ومابينهما من تدمير وقتل وبطش وأغتصاب سيبقى هذا الموقف فصل بائس ومخيب سيكتبه الحاضر والتاريخ بصفحات لاتسر حليف أو صديق الا اذا كان من طراز اوردغان العثماني.

&

[email protected]

&