نصائح جلبت الكوارث لسوريا:
ليس فقط فشل النظام عسكريا في اخماد الثورة بل فشل سياسيا في التوصل الى حل مع المعارضة كما أن النصائح التي استلمها على مدى 4 سنوات لم تخدم النظام بل بالعكس جلبت الكوارث للشعب السوري وستجلب الكارثة للنظام ذاته في الشهور المقبلة.
سأتطرق للنصائح التي انهالت على النظام منذ صيف عام 2011 ووصلت أوجها اواسط عام 2012.
في بداية الثورة قبل 4 سنوات وجهت عصابة دمشق الاتهامات الى الموساد والسي اي ايه والسلفيين والفلسطينيين والقاعدة والأردن والسعودية وتركيا وقطر. ثم بالتعاون مع حلفائه في طهران تم هندسة وتصميم تنظيم داعش الارهابي لتشويه المعارضة وتضليل العالم ان دمشق تحارب الارهاب.
آلة بشار الأسد الاعلامية البائسة فشلت في اضعاف الثورة وفي اقناع العالم ان النظام يكافح الارهاب. وهو يعرف تماما ان حلفائه سيتخلوا عنه في النهاية ولكن جوقة المدافعين والمبررين للمجازر لا تزال تحاول جاهدة تأجيل الانهيار المتوقع. وفي محاولة يائسة لانقاذ النظام تطوعت عناصر من المؤيدين والطابور الخامس لتقديم النصائح والاستشارات لبشار الأسد ونظامه. واستعرض فيما يلي بعض هذه النصائح والاستشارات الساذجة التي تم تقديمها للنظام. وهذه التفاصيل موثقة في تسريبات ويكيليكس لصحيفة الغارديان البريطانية وموقع&العربية. نصائح من لندن لاحظنا في نهاية عام 2011 وبداية عام 2012 تطور جديد في الخطاب الاعلامي السوري الفاشل. وهذا الخطاب جاء نتيجة لنصائح مدفوعة الثمن استلمها النظام من مختصين يتواجدون علىى الساحة البريطانية في مجال الأكاديميا والاعلام السياسي والحملات الاعلامية السياسية والعلاقات العامة ولهم ارتباط مع النادي الاجتماعي السوري البريطاني. ويمكن تلخيص النصائح التي قدموها للنظام بالآتي: اولا: الاشارة الى الجيش السوري الحر بالعصابات الارهابية. اي عمليات عسكرية ينفذها الجيش السوري الحر يجب وصفها بأعمال تخريب واعمال ارهابية.
ثانيا: التأكيد على أن النظام السوري لا يستهدف المدنيين بل يكافح الارهاب. النظام حريص على المحافظة على ارواح المدنيين ولكنه من واجب الحكومة ملاحقة الارهابيين والقضاء عليهم لحماية المدنيين
ثالثا: تأسيس قناة فضائية للجيش السوري لتحسين صورة الجيش في اذهان الناس ولكي يوضح الجيش ما يقوم به من عمليات عسكرية.
رابعا: التركيز اعلاميا بوصف المعارضة كالسلفيين والقاعدة وجرذان الناتو والارهابيين المدعومين من قطر والسعودية وتركيا.
خامسا: تكرار النغمة ان الثورة ضد النظام هي مؤامرة اميركية صهيونية وبدعم عربي واقليمي.
نقفز للأمام 3 سنوات حيث تم تجديد النصيحة لكي تشمل نفي استخدام النظام للبراميل المتفجرة والغازات السامة رغم وجود أدلة قاطعة ذلك.
ومن يستمع لأقوال واجوبة وزير الاعلام عمران الزعبي وابواق النظام من امثال شريف شحادة واحمد صوان وسلمان حيان يظن أنه يستمع لمن&تقمصوا شخصية محمد سعيد الصحاف وزير الاعلام العراقي اثناء الغزو الأميركي عام 2003.
وحسب تقارير ظهرت في الغارديان The Guardian بتاريخ 15 مارس 2012 وصحيفة الخليج تايمز Gulf Times تم تسليط الضؤ على النادي السوري البريطاني ونشاطات فواز الأخرس الذي يتقاسم رئاسة النادي مع آخر. الدكتور فواز الأخرس تناولت صحيفة الغارديان البريطانية The Guardian في 15 مارس 2012 الدور الذي لعبه فواز الاخرس بتقديم نصائح لتضليل الاعلام. وبتقرير آخر 20 مارس بعنوان (تعرض فواز الأخرس لضغوط بالاستقالة من النادي البريطاني البريطاني السوري الاجتماعي)). في 6 فبراير شباط 2012 قدم والد زوجة بشار الدكتور فواز الأخرس المقيم في الحي الشعبي في أكتون غرب لندن نصيحة للنظام باستضافة معارضين خليجيين للظهور على القنوات السورية التلفزيونية حسب موقع العربية 18 مارس 2012. وعندما أذاعت قناة 4 البريطانية برنامجا وثائقيا عن تعذيب الاطفال في سوريا نصح الأخرس النظام ان يشكك في مصداقية البرنامج. وكذلك نصح النظام السوري ان يبرر التعذيب بالقول ان الأميركيين استعملوا التعذيب في العراق. هذه نصائح رجل مهنته علاج المرضى وانقاذ حياتهم.
والنصائح الايرانية: استلم بشار الأسد نصائح من اشخاص لهم علاقات مع ايران بأن يقبل المبادرات ويوافق على مقترحات كوفي عنان تكتيكيا وللاستهلاك الاعلامي ثم المماطلة التي لا نهاية لها كما تفعل ايران في موضوع الملف النووي أي التفاوض والمماطلة والتأجيل والتأويل وشراء الوقت وبيعه. وموافقة النظام على تعيين الأخضر الابراهيمي كوسيط جديد يأتي في هذا الاطار المعروف. وحسب موقع CNN وبتاريخ 15 ابريل 2012 قدم المستشار السياسي للسفير الايراني نصيحة لبشار الأسد باستخدام أساليب قوية وعنيفة. حسين مرتضى ومراعاة مشاعر المالكي:
وفي نفس التقرير من موقع CNN بتاريخ 15ابريل 2012 نقل حسين مرتضى مدير قناة العالم الايرانية في سوريا نصائح طهران لدمشق ومنها عدم نسب التفجيرات للقاعدة لأن هذا خطأ اعلامي وتكتيكي ويصب في مصلحة المعارضة واميركا. وحسب التقرير ابدى مرتضى اعتقاده ان على القوات السورية احتلال الميادين والساحات العامة لمنع التظاهرات والتجمعات.
وشملت النصائح الايرانية أيضا: استخدام لغة العنف والقوة لاحباط المعارضة والتركيز على قضية فلسطين والمقدسات الاسلامية وخطف راية الاسلام من المعارضة. أي المتاجرة بالقضية الفلسطينية لخدمة انظمة القمع والدكتاتورية وهذا ما تفعله ايران ذاتها لكسب تعاطف الشارع العربي الساذج. ونصح الايرانيون بشار الأسد بعدم الظهور في الاعلام السوري مع شخصيات عراقية بعثية احتراما لمشاعر نور المالكي. نصائح النسوان: لونا وشهرزاد وهديل وحسب التقارير الصحفية نصحت لونا الشبل مذيعة سابقة في الجزيرة النظام بتاريخ 22 نوفمبر 2011 أن يرفض اقتراح الجامعة العربية بتخويل فاروق الشرع للتفاوض مع المعارضة. ونصحت بشار الأسد ان يقف وخلفه جمهور غفير عندما يتم أخذ صوره حتى يظهر انه يحظى بشعبية كبيرة وتأييد في سوريا. ولا تزال لونا الشبل تقدم النصائح الساذجة التي لا تقدم ولا تؤخر ولن تنقذ بشار الأسد ونظامه. شهرزاد جعفري ونصائحها الصبيانية: نجلة بشار الجعفري مندوب سوريا في الأمم المتحدة وحسب تقارير صحيفة الغارديان البريطانية 17 مارس آذار 2012 ونيويورك بوست 13 حزيران بعنوان ((تلفيق الأكاذيب عن الجرائم)) قدمت شهرزاد نصائح للنظام كيف يضلل الاعلام ويبرر العنف كما تناولت الموضوع نيويورك تايمز New York Times في العاشر من حزيران 2012. وفي هذا السياق عين نظام دمشق الآنسة شهرزاد كمستشارة لشؤون الاعلام وما يهمني هنا طبيعة النصائح الساذجة التي قدمتها شهرزاد لبشار الأسد. على سبيل المثال نصحت شهرزاد بشار ان يقلل من اهمية العنف ويقول للاعلام ان عصابات مسلحة ترتكب&المجازر. ولتبرير المجاز يجب ان يقول للاعلام الأجنبي "أن افراد شرطة غير منضبطين يرتكبون اخطاء في الميدان وقد تم اخذ الخطوات اللازمة لعلاج المشكلة".
وقالت ان الشعب الأميركي غبي وسهل التلاعب بعقله وسيصدق أي شيء ينطقه بشار الأسد. ومن النصائح لبشار الأسد بأن يتحدث عن الاصلاح بايجاز مع وسائل الاعلام الأميركية ولا يدخل بالتفاصيل لأن الأميركيين اغبياء ولا يهتموا بالتفاصيل. ونصحته ان يبرر منع المراسلين من دخول سوريا بالقول أنهم يضخموا الاحداث لتصبح مثل أفلام هوليوود. ونصحته ايضا ان يقول ان الشعب السوري يحب استخدام الفيس بوك وتويتر لأن الأميركيون يحبون هذه المواقع وسيرحبون بذلك. هديل العلي: وتعرضت صحف عديدة للدور الذي لعبته هديل العلي في تقديم النصائح لبشار الأسد ومنها موقع العربية 15 مارس 2012 تحت عنوان ((قصة الناصحة الناعمة)) وتناولت الموضوع ايضا صحيفة الغارديان البريطانية 17 مارس آذار 2012 وصحيفة نيويورك تايمز New York Times بتاريخ 10حزيران 2012 وايضا الديلي تلغراف البريطانية بتاريخ 6 سبتمبر 2012 كما تناولت الموضوع الديلي ميل البريطانية 20 حزيران 2012. تلقت هديل تعليمها في الغرب وكتبت مقالات مؤيدة لبشار الأسد وحسب تسريبات ويكيليكس وتقارير صحفية اقترحت على بشار ان يجري تغييرات في المناصب الحساسة في الدولة ويقوم بالتعيينات على أسس طائفية. قدمت نصائح لبشار ما يجب أن يقوله في خطاباته. واقترحت اسماء اشخاص للتعيين في مناصب مختلفة في محافظة اللاذقية. واقترحت تعيين ناطق باسم الجيش ليبرر المجازر. وايضا نصحت بشار الأسد ان يسرب معلومات تبالغ في القدرات العسكرية والصاروخية السورية لمواقع مثل المنار التابع لحزب الله. واسوأ اقتراح جاء اثر تفجيرات دمشق بفرض الأحكام العرفية كما فعل والده في اوائل الثمانينات. كما اقترحت أساليب ووسائل لكشف هوية من يدونوا تعليقات ضد بشار الأسد على موقع فيس بوك للانتقام منهم.
أما شركة لويد جيمس براون للعلاقات العامة الأميركية نصحت بشار الأسد تشكيل نظام وآلية للرد على وسائل الاعلام والمقالات "عليكم مراقبة ورصد مواقع التواصل الاجتماعي. وكذلك عليكم بذل الجهد لاقناع العالم ان الوضع في سوريا عادي". كما جاء في النيويورك تايمز 10 حزيران 2012. للعلم هذه النصائح ليست مجانية بل كلّفت ملايين الدولارات. من هو خلف النصائح باستخدام القبضة الحديدية؟ خالد الأحمد المستشار الأمني للنظام نصح بشار الأسد بتشديد القبضة الأمنية على حمص لاستعادة هيبة الدولة. ولعب دورا تحريضيا لتشجيع النظام على ارتكاب المجازر. نصح النظام بارتكاب المجازر لتعليم المعارضين درسا قاسيا ولا نستغرب انه خلف القصف الجوي لتدمير حلب. هذه النصيحة الكارثية أدت الى مقتل 225 الف سوري حتى بداية عام 2015. كما أدّت الى تدمير المدن السورية الكبرى ونزوح الملايين من منازلهم. وفي الثالث عشر من نوفمبر من عام 2011 وبينما اتخذت الجامعة العربية قرارات بتعليق مشاركة وفود الحكومة السورية في مجلس الجامعة، أرسل خالد الأحمد رسالة إلى بشار الأسد يقترح فيها التصعيد الأمني ضد الشعب السوري.
وقال في الرسالة "يجب أن نشدد القبضة الأمنية وأن نباشر عمليات استعادة هيبة الدولة والسلطة في مناطق إدلب وريف حماة وحمص وبكل الوسائل". الغريب في الأمر لم يستلم بشار الأسد أي نصائح من المذكورين اعلاه بوقف العنف أوالتنحي والخروج الآمن الى طهران او موسكو أو فنزويلا حيث يحظى بشعبية.
أثبت بشار الأسد انه يتمتع بغباء مطلق مثل زملاءه في الدكتاتورية صدام حسين الذي انتهى به الأمر في حفرة بائسة وحبل المشنقة ومعمر القذافي الذي اختبأ في انبوب مجاري للمياه العادمة وموت بشع. يبدو ان بشار حسم أمره واختار مصيرا صداميا قذافيا. النصائح الفاشلة سوف لا تنقذه من نهاية تعيسة مأساوية.
&
التعليقات