مع تصاعد حدة الحملات الإعلامية بين القوى الكوردية الرئيسة في إقليم كوردستان العراق دون تدخل جدي لإيقافها رغم بعض الدعوات المخلصة هنا وهناك يبدو الإقليم مقبل على عاصفة سياسية عنيفة قد تتجاوز الحدود والقواعد المسموح بها والمتعارف عليها في الأنظمة الديموقراطية البرلمانية.
&
ففي الوقت الذي يجري فيه تبادل الاتهامات على نطاق واسع بإساءة استعمال السلطة والفساد والتسلط الحزبي وهو ليس بالأمر الجديد ولا بالسبب الرئيس الذي يدعو الى تصاعد حدة الصراع الإعلامي تتخذ القوى الرئيسة مسارات متعارضة تماما مع بعضها البعض وعلى الاغلب بتأثير القوى الإقليمية ذات النفوذ الواسع في المنطقة الامر الذي يوضح ان الصراع القادم ليس بالصراع الكوردي الكوردي بقدر ما هو صراع الارادات الإقليمية المؤثرة والتي تتفق أساسا في منع أي تطور سياسي إيجابي لصالح الشعب الكوردي وتختلف فقط في كيفية تقسيم الكعكة الكوردية الدسمة مما يثير اكثر من تساؤل حول مدى استقلالية القرار الكوردي ومدى التزام الاطراف الرئيسة في الحركة الوطنية الكوردية بالمصالح الاساسية لشعب كوردستان وبتطوير المكتسبات الهامة التي تحققت رغم كل السلبيات التي رافقت التجربة الكوردية في كوردستان العراق.
&
ان اجرار اي طرف كوردي وراء المخططات الإقليمية المشبوهة لتحقيق مكاسب حزبية وفرض هيمنته على القرار السياسي في الإقليم سيكون على حساب المصالح الوطنية العليا كورديا وعراقيا واي خروج عن قواعد اللعبة الديموقراطية بما فيها من نواقص وفي مثل هذه الظروف المتأزمة التي تمر بها المنطقة ستكلف الشعب الكوردي ضحايا وخسائر فادحة والى انتكاسة خطيرة في الوضع السياسي الكوردي سواء على مستوى العراق او في المحيطين الإقليمي والدولي.
&
الواجب الوطني يفترض ايقافا فوريا لهذه الحملات الإعلامية وقطع الطريق امام المتصيدين في الماء العكر حتى وان كانت المبادرة من طرف واحد لرأب الصدع الموجود في العلاقات الوطنية والتزام كافة الأطراف بقواعد اللعبة الديموقراطية وبعدم الدخول في تحالفات او مشاريع إقليمية كانت ولا تزال وستبقى ضد مصالح وإرادة الشعب الكوردي.
&
المطلوب حماية استقلال القرار الوطني والمكتسبات التي تم تحقيقها والنجاحات الباهرة في التصدي للعدوان الإرهابي الغاشم وحل المشاكل العالقة مع الحكومة الاتحادية التي يضمن دستورها المكتوب بمشاركة كوردية فعالة اكبر قدر من التطور الذي حققته حركة التحرر الوطني في أجزاء كوردستان والذي يمكن ان يكون أساسا ناضجا لأي تطور إيجابي لاحق.
&
المطلوب والمفروض ان لا يكون الكورد وقود وضحايا جالديران جديدة لا ناقة لهم فيها ولا جمل.
&
&