انتهت لعبة البازار التي يجيدها الإيرانيون مع الولايات المتحدة الامريكية واوربا وخرجت ايران من المفاوضات و قد حققت تماما ما كانت تريده فمقابل تخفيض عدد أجهزة الطرد المركزي ومخزونها من اليورانيوم الضعيف التخصيب وتمديد الزمن اللازم لإنتاج كمية كافية من اليورانيوم المخصب لتصنيع سلاح نووي من ثلاثة اشهر الى سنة حصلت ايران على إقرار دولي بحقها في امتلاك الطاقة النووية للأغراض السلمية والتقنية ورفع العقوبات الاقتصادية الامريكية والاوربية بمجرد تأكيد الوكالة الدولية للطاقة الذرية التزام ايران بتعهداتها و أيضا رفع كل العقوبات المفروضة عليها بموجب قرارات مجلس الامن الدولي.

ما سبق يعني ان إيران التي تعاني من الازمات التي سببتها العقوبات الدولية ستستعيد عافيتها الاقتصادية والمالية وسيكون شركاؤها المستقبليون من انحاء العالم لا سيما اوروبا والولايات المتحدة الامريكية بالذات بمجرد ان تؤكد الوكالة الدولية للطاقة الذرية التزام إيران بتعهداتها وهو ما ستفعله إيران يقينا لعدم حاجتها حاليا على الأقل للسلاح النووي والذي تستطيع إيران انتاجه فيما لو ارادت فالفارق بين ثلاثة أشهر وسنة ليس بالكبير مع وجود العلماء الإيرانيين بخبراتهم والإمكانات المادية المتوفرة لهم.

أيضا سيؤدي الاتفاق مع رفع العقوبات وتحسن الوضع الاقتصادي وحل المشاكل المعاشية اليومية للمواطنين والانفتاح الدولي الى تفرغ إيران لإعادة النظر في وضعها الإقليمي وترتيب أولوياتها في المنطقة وفيما إذا كان من الأفضل مواصلة النهج الحالي في تعاملها مع التطورات التي تشهدها المنطقة الذي يتميز بالحدة والتشنج والتدخل والمواجهة المباشرة او انتهاج سياسة جديدة تعتمد على الانفتاح والعلاقات الإقليمية الطبيعية والحلول السلمية والتركيز على مواجهة الإرهاب الذي يهدد الجميع!

لقد حققت سياسة البازار انتصارا كبيرا لإيران والمفروض ان تستثمر هذا النصر من اجل تحقيق المزيد من الانفتاح في الداخل والمصالحة مع الذات ومع المحيط الخارجي واستغلال الطاقة النووية للأغراض السلمية والصناعية وفتح صفحة جديدة في العلاقات بينها وبين دول المنطقة الامر الذي يتفق تماما مع روح العصر ومصالح شعوب الشرق الأوسط التي ابتليت بشراسة الهجمة الإرهابية من جهة وبالتخلف والحرمان من التنمية والتقدم والسلام والعلاقات الطبيعية من جهة أخرى.

انه الوقت المناسب كي تعرف إيران ان أوان بناء امبراطوريات جديدة كما يصرح بعض مسؤوليها قد عفا عليه الزمن وانه عصر التعاون والتكامل مع الاخرين لمواجهة استحقاقات المستقبل.
&

[email protected]