&قال لي "مفيش حاجة اسمها فلسطين، دي أرض اليهود" وقد صدمت لهذا الرأي وظننت أنه يمزح، ولكن بعد الحوار تبين أنه جاد وساق الأدلة التاريخية (المغلوطة) طبعا وقال أنه عندما بعث المسيح، كان قومه يهودا وكان هو يهوديا، إذن فالرجل لم يكن يهذي، ويبدو أن التعاطف مع الفلسطينيين يتضاءل، والنظرة العامة لهم سلبية، وهناك الكثير ممن يبتعدون عمن يقول أنه فلسطيني. فما هو السبب أو ما هي الأسباب؟
إن صدق ظني، فالفلسطينيون قساة وقلة منهم متمسكون بمعايير حضارية لطريقة معيشتهم، وهناك الكثير منهم يعيشون في مستوى معيشة متدن ولكنهم مع ذلك ينجبون كثيرا، حتى أعوزوا وفقدوا احترام معارفهم، كما أنهم يوقعون ظلما كبيرا على نسائهم في حالات كثيرة كالطلاق وهضم حقوق المرأة والطفل وتحميل المرأة فوق طاقتها.&
&
&
وثمة سبب آخر وهو الانقسام الفلسطيني بين فتح وحماس والفظائع التي ارتكبوها بحق بعضهم البعض من قتل وتدمير وحرب إعلامية سوداء. كما أنهم أول من بلع طعم الانقسام على أساس أسلمة نظام الحكم، فكان ذلك كفيلا بخسارة تعاطف الناس معهم.&
&
&
كما أن حالات الفساد في السلطة الفلسطينية والتي نقلتها وسائل الإعلام، جلبت العار للفلسطينيين، بصرف النظر عما إذا كانت صحيحة أو مجرد افتراء، كما أن من يشاهد مقاطع الفيديو على يوتيوب يندى جبينه من تلك الفضائح المنسوبة إلى الفلسطينيين.&
&
&
والسبب الثالث هو توقف المقاومة وسعي الفلسطينيين للصلح مع إسرائيل، وهذا بالطبع حق للفلسطينيين لأنه لا يمكن أن يستمروا بالمقاومة وإزهاق الأرواح وتدمير البنى التحتية مقابل لا شيء، لا شيء على الإطلاق. وكان النهج الذي اختطه عرفات صائبا، حيث كان يقول "خذ ثم طالب" وهو الأمر الذي فطنت إليه إسرائيل فتعنتت في موقفها، وصارت المفاوضات عملية عبثية ومضيعة للوقت. فماذا يجب أن يفعل الفلسطينيون؟ هل يعودون للمقاومة لكي يرضى الناس عنهم؟ هذا ضرب من الجنون، هل الأمهات الفلسطينيات ماكنات تفريخ لإسرائيل كي تقتل أبنائهن؟&
&
&
إن هذا الموقف من العرب إزاء الفلسطينيين هو موقف مجحف وظالم، سيما أن الفلسطينيين قاوموا وقاوموا من كل زاوية جاد بها العرب عليهم، لكنهم طردوا من جميع البلدان التي خشيت على أمنها، وحق لها أن تخاف، ولا أحد يلومها. ولكن لماذا إذن القسوة على الفلسطينيين؟ وهل وصل بهم الحد إلى إنكار حق الفلسطينيين في بلادهم؟ لا أحد ينكر الحق التاريخي للعرب في فلسطين، واليهود لهم حق توراتي فقط ولا يجوز الاحتكام إلى التوراة في البت في القضية الفلسطينية، بل يجب الاحتكام إلى الحق التاريخي وهو الذي فقده اليهود منذ السبي البابلي حيث أنهى نبوخذ نصر وجودهم في فلسطين ولم يعودوا إليها إلا بعد صدور وعد بلفور 1917. أي أنها دولة مصطنعة ودخيلة على التاريخ.&
&
&
يبقى علينا أن نقول كلمة حق وهي أن الفلسطينيين لم يرقوا إلى مستوى المأساة التي تجرعوها، ولم يحرصوا على مستوى حضاري مشرف بأسلوب عيشهم ونشاطهم الإعلامي والسياسي، واحترام اختلافاتهم وعدم الفجور في الخصام، لأن موقفهم حساس والأنظار تتجه إليهم، وهم يحاسبون على كل سلوك يصدر عنهم. وجدير بهم أن يكسبوا احترام وود الجميع لأنهم بحاجة إلى دعم ونصرة إخوانهم العرب.&
&
التعليقات