الأزمة السورية " الحر ب الأهلية السورية" قاربت نهاية عامها الخامس، هذه الأزمة خلفت الدمار وجلبت الخراب للمجتمع السوري، هذا المجتمع الذي كانت مكوناته متعايشة مع بعضها البعض في الوئام وعدم الأختلاف، هذا المجتمع الذي كان يتمتع بالأمن والأستقرار، هذا المجتمع كل أبنائه كان متعاوناً متسامحاً لايعكر صفه شئ سوى سيف الأجهزة الأمنية على رقابه، والتي كانت تتدخل في كل صغيرة وكبيرة في شؤون المجتمع، هذا التدخل خلق حالة من الحقد والخوف وفي الكثير من الأحيان كانت تتسبب في خلق حالة من الرعب والخوف بين صفوف الشعب، أستمر الظلم والإضطهاد بحق الشعب وعدم الأنصاف وعدم المساواة بين أفراد المجتمع السوري، فزادت حالات الفقر والبطالة بين أبناء الشعب، وأنتشرت الأمراض الاجتماعية من الرشوة والمحسوبية والفساد في مؤسسات الدولة حتى كان الربيع العربي" الشتاء العربي"، الذي جلب الدمار لبنية المجتمعات التي أجتاحته، وفرقت الشعب إلى الفئات وطوائف ومذاهب والأديان، فكانت الحرب الأهلية التي حرقت الأخضر قبل اليابس، وتسبب هذا الربيع في التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية للمجتمعات ودمر مؤسسات الدول، وعلى رأسها المؤسسة العسكرية والتي كانت الهدف الرئيس للقوى الخارجية والاقليمية، هذه القوى أتفقت فيما بينها من أجل تقسيم دول المنطقة إلى دويلات على أساس طائفي ومذهبي حتى تكون دائمة الخلاف فيما بينها.

الأزمة السورية كانت القشة التي كسرت ظهر البعير، وجلبت القاصي والداني إلى الأرض السورية، فلم يبقى لاحرامي ولالص ولاقاطع طرق إلا وأتى إلى السورية من أجل سرقة ونهب التراث السوري، فألتم كل مجموعة من الللصوص مع بعضهم وأطلقوا على نفسهم أسم طائفي وأتصل بجهة خارجية لتلقي الدعم المادي والمعنوي لتنفذ أجندتها على الأرض السورية، وكذلك الدول الكبرى بدأت تحارب بعضها البعض على الأرض السورية، فكل منها بدأت تدعم جهة بالمال والسلاح، والفاتورة يدفعها الشعب السوري، قبدأت على الأرض السورية صراع الجبابرة والقوى العظمة، والنتيجة كانت تدمير الدولة السورية ومؤسساتها وتهجير الملايين من الشعب السوري بين الداخلي والخارجي، نعم هذه الأزمة تسببت في خلق حالة من الفوضى والفراغ الأمني وعدم الأستقرار في الدولة السورية، وبدأ الشعب السوري بالبحث عم مكان آمن ومستقر من أجل العيش بالكرامة والشرف، ولكن الموت كان ينتظره في البحر والبر، فدفع الكثير من أبناء المجتمع السوري حياتهم ثمناً لذلك.

الشعب السوري وعلى الرغم بأن أغلبيته يعتنق الديانة الإسلامية، فهو يتوجه إلى الدول الأوربية التي تدين بالديانة المسيحية، هذا الشعب الذي ينعته الكثير من الشعوب المسلمة بالكفر وعدم الإيمان وبالزندقة، وهنا السؤال الذي يطرح نفسه لماذا لاتتجه هذه الشعوب المهاجرة إلى الدول الإسلامية وعلى رأسها الخليجية التي تمتلك المال والبترول والأرض؟، لماذا لاتفتح دول الخليج وعلى رأسها السعودية وقطر أبوابها أمام المهاجرين؟، وهي التي التي تقدم المساعدات المعنوية والمادية لكثير من الجهات المسلحة في سوريا.

ومع الأسف أن الكثير من هؤلاء المهاجرين بعد أن يحطوا الرحال في الأرض الأوربية ويتلقون المساعدات الأجتماعية والرعاية الصحية ويتمتعون بالحقوق والحريات مثلهم مثل أي مواطن أوربي، يبدأون بالتمرد على تقاليد وعادات المجتمعات الأوربية، محاولين عث الفساد في هذا المجتمع الذي فتح له ذراعيه في حين أغلقت بوجهه المجتمعات العربية أبوابها أمامه، وليس هذا فقط فأن الكثير من الدول العربية ومنظماتها وعلى رأسها جامعة الدول العربية كانت سبباً في الحرب الدائرة على الأرض السورية، وباركت قدوم الجهاديين والتكفيريين إلى سورية، ومازالت البعض منها تقدم المال والسلاح لهم.&

ونتيجة هذه الهجرة إلى الدول الأوربية وتصرفات الكثير من المهاجرين وأرتكابهم الأعمال الإرهابية على أرض الدول الأوربية بدأت بعض الأحزاب الأوربية بأخذ مواقف من هذا التدفق، رافضين وجود الجاليات على أرضها وخصوصاً الإسلامية منها، فبدأوا بالخروج إلى الشارع وفي البعض من المدن أحرقوا مساكن المهاجرين. نعم على الدول الأوربية أن تكون حخذرة في أستقبال المهاجرين وخصوصاً في الوقت الحاضر وبالأخص القادمين من سوريا والعراق، لأنه هناك الكثير من الإرهابين مندسين بين صفوفهم، الذين أرتكبوا المجازر بحق المدنيين والأبرياء.\

[email protected]