لا يمكنك فهم الصراع دون تناول موضوع الغاز الطبيعي.&
بقلم روب تيلور&
ترجمة سهى الجندي
&
يشير كثير من التغطية الإعلامية أن الصراع في سوريا هو "حرب أهلية" بين السنة والشيعة العلويين حيث يدافع بشار الأسد عن نظامه ويرتكب الفظاعات لتحقيق ذلك. ولكن السبب الحقيقي هو المال.&
في عام 2009، اقترحت قطر على سوريا مد خط لللأنابيب للغاز الطبيعي يمر عبر سوريا وتركيا ومن ثم إلى أوروبا. لكن الطلب رفض، وقام الأسد بعقد اتفاقية مع العراق وإيران يسمح لهاتين الدولتين التي يسيطر الشيعة عليهما بالوصول إلى سوق الغاز الطبيعي الأوروبي، بينما منع وصول السعودية وقطر السنتين إلى أوروبا. ونتيجة لذلك قررت هاتان الدولتان إزاحة الأسد من على سدة الحكم ومد أنابيب الغاز التي تحتاجانها عبر تركيا.&
إن الخلاف السني-الشيعي التقليدي مختلف قليلا عن الصراعات الأخرى الاجتماعية والإثنية والاقتصادية والسياسية والدينية والتي تندلع كصراع على الموارد، إذ من المعروف أن دول العالم الثالث في الشرق الأوسط والدول في جنوب الصحارى الكبرى أن من يتولى الحكم يسيطر على اقتصاد البلاد، ولكن الوضع في سوريا مختلف بالنظر إلى أن الصراع قائم على غنيمة كبرى وهو الغاز الطبيعي. وقد ظل الشعب السوري يحاول الإطاحة بنظام الأسد منذ أن اختارتهم فرنسا للحكم عندما انتهى انتدابها في عام 1943.&
إن أي تحليل للصراع في سوريا لا يأخذ الغاز الطبيعي بعين الاعتبار هو تحليل منقوص. فعلى سبيل المثال، فقد نشر ستراتفور تحليلا بقلم ريفا بهالا بعنوان "الحرب الأهلية السورية من زاوية جيو-سياسية" قدم فيه ملخصا لتحليل روبرت كبلان بعنوان "الجغرافية تسد الضربة" الذي يعرض تحليل تاريخيا كاملا دون أية إشارة للغاز الطبيعي. وفي الواقع أن هذا الأمر هو محور الصراع فالدولة التي تسيطر على أنابيب الغاز تفتح بابا لدخل كبير وتجذب الاهتمام العالمي وأحبانا تجلب أعمالا إرهابية.&
ولفهم أفضل، علينا أن ندرس حالة جورجيا وأرمينيا وأذربيجان وتركيا، فقد أدى اقتراح مد أنابيب من بحر قزوين إلى أوروبا إلى تدخل وسطاء كثر في محاولة مستميتة لجعل الأنبوب يمر عبرها لما يجلب هذا الأنبوب من دخل للدول التي يمر فيها.&
لقد منع الصراع بين أذربيجان وأرمينيا وهي حليف رئيسي لروسيا مد أقصر أنبوب عبر أرمينيا، وفي النهاية تم مد الأنبوب عبر تبليسي وتشيهان ولكن بعد أن طالبت روسيا بذلك وحصلت على تحويلة جزئية للأنبوب تنقل نفط وغاز أذربيجان إلى موسكو في الشمال. وفي عام 2005، تدفق النفط لأول مرة عبر أنبوب BTC أي باكو، عاصمة أذربيجان ومن ثم إلى تبليسي في جورجيا ثم إلى تشيهان في تركيا.&
وإذا نظرنا إلى الأزمة السورية من خلال عدسة جيو-سياسية واقتصادية، فإن الحرب القائمة ليست حربا أهلية، ولكنها عبارة عن صراع بين قوى كبرى عالمية تريد التموضع على رقعة الشطرنج استعدادا لافتتاح خط الأنابيب في عام 2016. إن القرار الذي اتخذه الأسد بشأن خط الأنبوب سيمنح ميزة للدولتين الشيعيتين (إيران والعراق) كما أنه يبرهن على الصلات الروسية مع البترول السوري وبترول المنطقة عموما من خلال نظام الأسد. وفي هذه الأثناء، تقوم قطر والسعودية والقاعدة وجماعات أخرى بالمناورات المستمر للإطاحة بنظام الأسد والسيطرة على هذا البلد السني، وحكومته والاستفادة من أنبوب الغاز.&
إن النقطة الرئيسية لصناع القرار هي أن الأنبوب القادم سيزيد من الصراع للجهات ذات المصالح الجيو-سياسية، بالنظر إلى أن الأنبوب القادم سيدر ثروة على المستفيدين منه. وهذا الوضع يشبه الوضع في القوقاز تماما، أما التحليلات التي تجاهلت دور أنبوب الغاز الطبيعي في الصراع الحالي في سوريا، فإنه كمن يتجاهل وجود فيل في غرفة.&
يمكن الاطلاع على المقال كاملا من خلال الرابط أدناه.&
http://www.armedforcesjournal.com/pipeline-politics-in-syria/
&
التعليقات