نواب من البرلمان العراقي المحسوبين على كتل سياسية معروفة بعدائها المزمن لكل ما يخص شعب إقليم كوردستان العراق جعلوا من قضية حفر خندق أمنى حول المناطق المهددة من قبل عصابات ما يسمى بالدولة الإسلامية قضية خطيرة تهدد وحدة العراق واعتبروه مقدمة للانفصال والتقسيم.

حقا ليس لدى الكورد أي علاج لمرض الكورد فوبيا التي إصابة البعض ممن اعمى الله بصرهم وبصيرتهم ولا أي دواء للحقد الدفين الذي يكنون لكل ما يتعلق بحقوق شعب كوردستان وحرياته فهذا الذي يعتبر الخندق تعبيرا عن نوايا سيئة وذاك الذي يطالب بتدويل القضية وتقديم شكوى الى الأمم المتحدة واخر يعتبره استقطاعا لأجزاء من العراق واحتلالها من قبل الكورد بموافقة الامريكان والأمم المتحدة...الخ المعزوفة النشاز والمملة التي تعود البعض عزفها دون خجل ولسان حالهم يقول حبذا واهلا بقدوم داعش ولا قدوم الكورد وتصديهم البطولي لهذه العصابات التي تعيث في الأرض فسادا ودمارا.

ان موقف هؤلاء يثير القرف والغثيان حقا فالخندق وحفره كان ولايزال لمواجهة عصابات الجريمة المنفلتة والتصدي لها في غياب هؤلاء السادة الذي لا يعرف أحد اين كانوا يختبؤون وفي غياب أي قوة تتصدى لهم حتى وقت قريب اذ تدخلت قوات الحشد الشعبي التي لولاها وتضحيات مقاتليها لكانت عصابات داعش تسرح وتمرح الان في شوارع العاصمة بغداد وفي أجزاء كثيرة من وسط العراق.

حفر الخندق اجراء أمنى وعسكري بحت لا يمت بأي صلة لهلوسة هؤلاء السادة المرضى وعلى الحكومة الفيدرالية وضع حد لهؤلاء اللذين يفتعلون الازمات مع إقليم كوردستان ويزرعون بذور الفتنة بين أبناء الشعب العراقي والتي قد تؤدي الى حرب أهلية ليس للعراقيين أي مصلحة فيها.

الدولة والقيادات السياسية الوطنية مدعوة الى ادانة هذه التصريحات العدوانية ضد شعب كوردستان ووضع حد لهذا التسيب وعدم الشعور بالمسؤولية تحت شعارات كاذبة لا صلة لها بالواقع فالعراق المهدد بأكثر من مشكلة وأزمة بحاجة ماسة الى وحدة الصف وتمتين العلاقات الوطنية وتحصينها ضد هؤلاء اللذين يتصيدون في الماء العكر ويجعلون من قضية حفر خنادق لأسباب امنية وعسكرية قميص عثمان هؤلاء الجهلة الذين لا يعرفون ان حدود الدول والأوطان لا تقام بالخنادق والاسوار وانما بإرادة الشعوب المناضلة من اجل الحرية والانعتاق فسور الصين العظيم لم يستطع حماية حدود الصين بعد بنائه اذ تم اجتياحه مرات عديدة ومع ذلك ها هي الصين احدى اهم واقوى دول العالم ويحترم الجميع حدودها حتى بالسنتيمترات.

حدود كوردستان لا يصنعها خندق وانما إرادة الشعبين العربي والكوردي فيما إذا اتفقوا يوما ما على التقسيم الودي والى ذلك الحين سيدافع الكورد عن وحدة العراق وسيادته ضد عصابات ما يسمى بالدولة الإسلامية وضد أي قوة تحاول النيل منه وستكون هناك الكثير من الخنادق إذا اقتضت حاجة المعركة شاء من شاء وابى من ابى.

&

*[email protected]