&
’يذهلني البعض من الكتاب وخاصة المشهورين منهم حين ’يصروا على تسمية مقاتلي ومجرمي داعش بالمجاهدين . مجاهدين من اجل ماذا ؟؟؟ مجاهدين لإرساء دعائم خلافة تنتمي للعصور الغابرة مليئه بأبشع أشكال القتل؟؟ ولا تصلح لقرن الحادي والعشرين إطلاقا .
مجاهدون بينوا للعالم أجمع أبشع ما في الدين وماكان معمولا به في الأديان الأخرى في تلك الحقبة، ولكن رجالها استبقوا الزمن ودفنوا كل ما يستطيعون من عنف تلك الحقبه الغابرة وطوّروا في معتقداتهم وحتى في عقيدتهم لتتماشى مع التطور الطبيعي للزمن. حماية لمعتنقيها وحماية للأمن العالمي .
نعم أرفض تسميتهم بمجاهدين لأن المرادف الطبيعي للتسمية هو الشهادة ولا أعتقد أن الله سبحانه وتعالى يرضى بالقتل لأي سبب من الأسباب !!!!&
&لفت نظري خبر صغير في إحدى هذه الصحف المشهورة والتي لها صوت في الشارع العربي يتبعه الملايين "أرامل مجاهدين يحملن الرقم الوطني الأردني عالقات في درعا والسلطات ترفض دخولهن ".&
لست متعاطفة على الإطلاق مع هؤلاء النسوة لزواجهن من مجرمي داعش. لعلمي بأنه وربما لم يكن خيارهن، وإنما خيار أولياء أمورهن للتخلص من عبئهن المادي وتحت تبرير الخوف عليهن وحمياتهن يملك ولي الأمر حرية القرار. &ولكني وفي ذات الوقت لا اؤيد قرارا السلطات بمنعهن من الدخول طالما هن مواطنات يحملن كل الأوراق الثبوتية لأن في ذلك الحكم عليهن مرة أخرى بالشقاء . وإن كنت اعتب على الحكومة الأردنية، لأنه كان الأولى بها توعية هؤلاء النسوة خلال الأربعين عاما التي تصاعد فيها صوت فقهاء الظلام لاستعمال المرأة كهوية إسلامية. كان الأولى أن تتصدى الحكومة من خلال حملات توعية تلفزيونية تضعهن وآباؤهن على علم بالمخاطرة الكبرى التي يتحملونها حين يزوجوا بناتهن من رجال عمى فقهاء الظلام من بصيرتهم وعيونهم . . كان الأولى بالحكومة الأردنية العمل على منهاج تعليمي يستند إلى حقوق المرأة بدل منهاج تعليمي يرسخ لدونيتها ويؤكد صباحا ومساء على حق ولي الأمر في ولايتها نظرا لمسئوليته في الإنفاق عليها ؟؟؟؟ .. كان الأجدر أن تقوم بحملية توعية ثقافية ’مكثفه لتغيير الثقافة السائدة والمستنده إلى فقه كذا وكذا التي جعلت المرأة عالة إقتصادية على كل أولياء أمورها . لماذا إستطاعت العائلات ذات النفوذ في المجتمعات العربية حماية أولادهم بالتعليم والوعي ، ووعوا بأن بأن التمكين المادي هو ما سيحفظ كرامة المرأه وما يقيها من المزلات والمذلات وهو ما سيعطيها القدرة على الإختيار الصحيح والحياة، بينما تغاضوا عمدا عن جهل وتجهيل الشريحة المجتمعية الكبرى ؟؟؟&
كان الأولى بالحكومة أن تراقب ما ’يقال و’يدس في الجوامع من خلال الخطب النارية لفقهاء تؤكد على أن الشهادة في سبيل الله هي أرقى درجات الإيمان بينما هي ليست إلا ترويجا وتشجيعا لثقافة الموت التي ابتلت بها المجتمعات العربية الإسلامية ؟؟&
أما ان ترفض السلطات عودتهن بعد كمية الجهل والتجهيل التي مرت بعقولهن، وتحرمهن من حق لحياه شبه كريمة لأن الأرملة هنا ستكون عالة على عائلتها وعالة على مجتمعها وعلى الدولة التي لا تملك إمكانيات اقتصادية كبيرة ولا تملك مؤسسات رحمة . وبالتالي ستعود مثل هذه المرأة مرة اخرى لتكون مادة سهله هي وأبنائها للإستقطاب من داعش وأخواتها ....
&دور الحكومة حاليا باحتضانهن وأولادهم ولكن يجب العمل على برنامج إعادة تأهيل كامل لهن .. ثم إعادة توظيفهن في حملات التوعية لتغيير ثقافي يحمل الأخلاقيات أكثر مما يحمل سلبيات التدين !!&
نعم تدور المجتمعات العربية في حلقة مفرغه من الجهل والتجهيل .. والحل الوحيد للخروج هي فصل الدين عن الدولة، من خلال التخطيط الشامل لفترة زمنية محددة يبدأ فيها العمل على منهج تعليمي ’يرسّخ للحقوق العالمية للمرأة وللطفل وللإنسان .. ومتلازما مع التغيير الضروري لقوانين الأقليات .. بترسيخ المواطنة الحقيقية . بغض النظر عن اللون والجنس والمعتقد ..&
&