وفقا لميثاق الامم المتحدة والصلاحيات الممنوحة لمجلس الامن قامت قوات حفظ السلام بقبعاتهم الزرقاء في العديد من المناطق الملتهبة في العالم بحفظ حياة المدنيين ومنع الاقتتال وماسي الحرب ورغم عدم نجاحها احيانا الا انها حصلت على جائزة نوبل للسلام عام 1988 بسبب ما قدمته من انجازات عديدة في حفظ الامن والسلام والاستقرار.

الان والعالم يشاهد ماسي الغزو التركي لكوردستان الغربية واستعمال الاسلحة المحرمة دوليا والهدنة الهشة الناجمة عن الاتفاق الامريكي&–&التركي ومخاطر عودة الاقتتال مع التهديدات التركية الاخيرة بكل ما تنذر به من نشر للموت والدمار والضحايا المدنيين العزل فان الحل الامثل يكمن في قيام مجلس الامن بنشر قوات حفظ السلام على طول الحدود السورية&–&التركية، هذا الانتشار الذي هو من صلب واجبات مجلس الامن لا يعني فقط حماية ارواح المواطنيين والمدنيين العزل ودرء المخاطر الناجمة عن اي تغييرات ديموغرافية في المنطقة وانما يمنع عودة الارهاب بالاستفادة من حالة الفوضى والاقتتال كما يمنع حدوث الاشتباك المتوقع بين القوات السورية والتركية والتي ستعيد خلط الاوراق من جديد وتتسبب في افشال اي عملية للسلام &مع كثرة اللاعبين الموجودين في الساحة.

شعب كوردستان الغربية الذي قدم اكثر من (11) الف ضحية في مواجهة الارهاب العالمي ودحره، له الحق في ان يحصل من العالم المتحظر والامم المتحدة ومجلس الامن تحديدا، الحد الادنى من الحماية لارواح المواطنين والمدنيين الابرياء وعدم اجراء اي تغييرات ديموغرافية في المنطقة ستكون كالقنبلة المؤقتة القابلة للنفجار في اي وقت وتهدد الامن والسلام في المنطقة برمتها.

ان وجود قوة دولية لحفظ السلام ستمنع بالتأكيد عودة الاقتتال وقد تؤدي الى حلول سلمية دائمة تنهي معاناة ملايين الابرياء كما تنهي مخاوف الاطراف المتنازعة &الحقيقية منها وليس الدعائية الكاذبة التي يراد منها الغاء وجود شعب كوردستان في المنطقة.

المطلوب والمفروض ان تتخذ الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي الخطوات اللازمة لارسال قوات حفظ السلام للمنطقة تحقيقا لروح العدالة ومباديء الامم المتحدة والمواثيق المرتبطة بحقوق الانسان وكرامته تنفيذا لواحد من اهم واجباتهم الانسانية.

[email protected]