لم يعد الشارع العراقي يثق بأي من ساسة "الجدلي " وعبر عن ذلك صراحة في ساحات التظاهر التي مازالت للآن رافضة لمرشحي السلطة، فيما أعلن المتظاهرون باغلب من موقف وببيان عن مرشحين من بيهم ناشطون.

التلميح بخروج البلاد من أزمة الترشيح لرئيس وزراء بدل المستقيل عادل عبد المهدي " وهم كبير " ولا صحة لرؤيا الحديث عن مخرجات تتعاطى مصل التعافي مما يحدث في الشارع يوميا من مواجهات وشهداء وجرحى وقتل لناشطين وإختطاف مسعفين " وتواثي " وقبعات زرق ، ما يضعنا في صورة المشكك في حوار السلطة البيني مع اطرافها وذيولها وامراءها وبين الشعب الذي قال كلمته ووضع محدداته على مقتربات "ساحة التحرير" للقاصي والداني لقراءتها والتمعن باساسياتها للتفاوض.

الجهات التنسيقية للتظاهرات في بغداد وذي قار وعموم المحافظات التي تشهد احتجاجات ضد الطبقة الحاكمة ، أكدت اكثر من مواجهة ومنازلة شجاعة أن السقف الدستوري لتنفيذ المطالب الاحتجاجية انتهى لذا سيضطر المتظاهرون الى تصعيد الموقف، وهو ماينذر أيضاً بحوادث عنف ودماء جديدة برغم علم التنسيقيات بان آلة القمع ستوسع دائرتها في إطار محاولة إسكات الصوت العراقي الجديد الداعي الى سيادة الدولة والمطالب بالعدل الإجتماعي وإجراء إنتخابات مبكرة. وزوال الطبقة السياسية الفاشلة و تكلساتها من جسد الدولة العراقية وتبعيتها السياسية والمذهبية لهذا الطرف او ذاك.

أن حرب المفاهيم والتغيير الفعلي في العراق بدأت بقوة منذ ثورة 1 إكتوبر 2019 المجيدة بقيادة الشباب المتطلع الى ان يرى العراق بلدا مؤثرا وقويا يمتلك مقومات النهوض والتطور والخلاقية الفكرية والصناعية والزراعية والتنموية، مجتمع متقارب في الرؤية والمضمون المجتمعي تحكمه مبادىء حب العراق والذود والدفاع عن حدوده وكرامته وعدم المساس به من قبل قطاع الطرق من العتاة والإرهابيين والخارجين عن القانون للعبث في مقدراته وجعله حديقة خلفية لمطامعهم وسياساتهم ومصالحهم وتصفية الحسابات الإقليمية والدولية على ارضه مثلما يجري الآن علانية تركية وإيرانية.

الرؤية واضحة لدى متظاهري التحرير والمحافظات الوسطى والجنوبية لم تعد ضبابية شخصت بشكل كبير خلل الساسة واطراف المحاصصة والتخندقات والولاءات المذهبية والقومية وإنطلقت بقوة الى كنسها ووضعها في خانة " الشراذم " وتعريتها امام العالم على خلفية اللقاء الأخير جمع ممثلة الامين العام للامم المتحدة جينين هينيس بلاسخارت بناشطين وضعوا بين يديها رسالة للامين العام توثق كل الممارسات العنفية ضد المتظاهرين العزل وما تضمنته من نقاط مهمة ومحورية وحدها كافية لإدانة السلطة وذيولها وميليشياتها الخارجة عن كل الاعراف والسياقات الإنسانية وقوات فض الإشتباك مكافحة الشغب تحديدا.

أن الطبقة السياسية فقدت شرعيتها عندما تعدت سقف الدستور وتجاهلت مدده وتجاوزها على التداول السلمي للسلطة وعدم تلبية مطالب المتظاهرين، فيما تركت ساحات الإعتصام تفور بمطالب الناس وحاجاتهم متجاهلة ذلك وكأن شيئا لم يكن ويتحدثون بكل صفاقة عن خدمات وابوة للمتظاهرين وحماية في وقت يهاجم المتظاهرين ليلا من قبل ملثمين يستبيحون دماء المتظاهرين ويشبعونهم إهانات وشتيمة وتقريع وإخفاء وحرق الخيام.

المكلف برئاسة الوزراء محمد توفيق علاوي لا يمتلك مصباح " علاء الدين السحري " او الاسم الاعظم " كن فيكون "، وباتت المهمة أصعب من جانب السلطة والاطراف السياسية المتشبثة بالحكم ، فالكرة الآن في ملعب الحكومة التي سيكون بامكانها انهاء الاعتصامات وتهدئة الشارع عبر تنفيذ المطالب المشروعة للمتظاهرين وليس عن طريق العنف، لكن في مدد زمنية تحترمها السلطة لتثق بها الجماهير عند ذاك يبدأ العد التنازلي للتصعيد تمهيدا لحوار وطني شامل وتطبيقات دستورية واضحة.