منذ انطلاق الثورة السورية آذار 2011 لم يتراجع رهاني لحظة عن كل مناطق سورية. خاصة السويداء.

انطلقت حناجر شبابنا في السويداء في مظاهرات عدة في الايام الماضية، تصدح بشعارات الثورة وعلى رأسها" عاشت سورية ويسقط بشار الاسد". واستجابت لها درعا وبعض غوطة دمشق وادلب. في لوحة لم يبخل شعبنا السوري على رسمها منذ انطلاق ثورته. رغم انهم مزقونا شر تمزيق. اسدية سورية واقليمية ودولية. احتلوا ثورتنا وبلدنا لأجل ان يقولوا لنا لا للحرية.

السويداء المحاصرة من احتلال اسدي وايراني وحزب الله وروسي. اهلنا في السويداء الذين رفض شبابهم ان يؤدوا خدمتهم العسكرية كي لا يقتلوا ابناء وطنهم في حرب الاسدية على الثورة السورية. لم تكن الثورة خالية من نبض السويداء لحظة واحدة منذ مظاهرات شهبا والقريا في بدايات الثورة. هذا لا يعني مطلقا ان الاسدية ليس لها ركائزها الامنية والعسكرية والتشبيحية في السويداء. ككل مناطق سورية. تظاهرات السويداء في هذا الاسبوع احيت الامل بشعبنا من جديد عند قطاع واسع منه. أنه رغم الاجرام والابادة الاسدية والاحتلالات الدولية، لاتزال عروق شبابنا تنبض بالحرية من هذا النظام الغاشم. لاتزال تقول رغم كل مظاهر الهزيمة والتعفن في ثورتنا جراء هذه الاسدية المحلية والدولية.

ان الحرية هي اطلالتنا على المستقبل في سورية. هذه التظاهرات تشكل علامة فارقة لسبب بسيط جدا، انه بعد كل هذا الدمار والمقتلة الاسدية المستمرة ودمار المدن الاخرى، لم تثنى شبابنا في السويداء عن ترك بصمتهم الواضحة في الثورة ومطلب الحرية للشعب السوري. السويداء وتظاهراتها تقتضي منا ان نكون واضحين كالشمس:
ان الشعب السوري لم يعد قادرا على التعايش مع هذه الاسدية.
ان الثورة والحرية هي رصيد شعبنا كله.

أن الاصوات التي تحاول تطييف الثورة من كل الاطراف باءت وتبوء بالفشل. كما تبوء وباءت بالفشل محاولات الاسدية تطييف البلد.

احييت الامل في استمرار حلم الحرية لدى بقية ابناء شعبنا في مناطق تواجد مسيحييه وعلوييه.

كما احييت اماله في ان تعيد هذه الاسدية الدولية المحتلة لسورية حساباتها في التعاطي مع حلمنا بالحرية كسوريين. كي يتجلى البعد الوطني لشعارات الثورة وحريتنا بأنقى صوره.

التظاهرات هذه واستجابة بقية المدن وهي مدمرة وتحت التهديد سواء بتظاهرات او بدعم وامل. يؤكد ان معركة الحرية لن تنتهي.

توضح الصورة في هذه الفترة من عمر شعبنا ان هذه الاسدية لا عمقا شعبيا لها. لأنها بنت قاعدتها على القتل والتدمير والقمع والتخويف والافساد.

كسر الخوف في تظاهرات السويداء. له ميزة اخرى هنا. بعد كل الصورة التي قدمتها الاسديات بمختلف انواعها لفرض خيار القمع والدمار والابادة على شعبنا، اتت تظاهرات السويداء لتقول لا لهذا الخيار.

الثورة مرة اخرى ملك لكل شعبنا. وارثه الذي ستكتب عنه الاجيال السورية اللاحقة بكل سلبياتها وايجابياتها. انها تاريخه.

انها روح شبابنا في السويداء وسورية. وهي تخاطب العالم بالقول:
عاشت سورية ويسقط بشار الاسد.