خلافاً لما روجه السفير الأميركي ديفيد فريدمان، وما لبث أن تراجع عنه وهو أنّ الإدارة الأميركية تفكر في تنصيب المسؤول الفلسطيني السابق محمد دحلان مكان الرئيس محمود عباس (أبومازن)، فإنّ المؤكد أنّ هذا مستبعداً جداًّ لا بل وهو غير وارد على الإطلاق أنْ تفكر دولة: "الإمارات العربية" بمثل هذه الخطوة التي هي غير ممكنة لا بل مستحيلة في مثل هذه الظروف وهذه الأوضاع.. وعليه فإن الواضح إن هذه مجرد "دسيسة" أميركية وإسرائيلية لجأت إلى ترويجها صحيفة: "إسرائيل هيوم" التي توصف بأنها "مقربة".. من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحيث قال سفير دونالد ترمب لاحقاً وكتراجع عمّا كان روجه: "نحن نفكر في ذلك رغم أنه ليست لدينا مصلحة في "هندسة" القيادة الفلسطينية".
والمفترض أنّ الأشقاء "الإماراتيين" بحكم قربهم اللصيق من المسيرة الفلسطينية على مدى سنوات طويلة يعرفون إستحالة نجاح أي طرف خارجي، عربي أو غير عربي، في إزاحة أي رئيس فلسطيني أو أحد قادة الصف الأول الفلسطيني وإستبداله بآخر وهذا بالتأكيد يعرفة "الأخ" محمد دحلان تمام المعرفة ولذلك فإنه قد بادر إلى نفي ما نسب إليه وبطريقة وصفها بعض كبار المسؤولين الفلسطينيين بأنها "مُواربة" وأنا أعتقد أنها جادة وصحيحة.
وبالطبع فإنّ السيد دحلان يعرف وإنّ كل الفلسطينيين المعنيين يعرفون ومعهم كبار المسؤولين في "دولة الإمارات" أنّ كل محاولات إستبدال الرئيس الفلسطيني الراحل (أبوعمار) الكثيرة قد فشلت كلها وأنه بقي ثابتاً في موقعه كرئيس وكقائد للشعب الفلسطيني على مدى كل هذه السنوات الطويلة وأنّ الإسرائيليين قد حاولوا أيضاً ولمرات متعددة ومتلاحقة التخلص منه إغتيالاً لكنهم لم يفلحوا في هذا إلا بعد ما أنهكه الحصار الإسرائيلي في الحادي عشر من نوفمبر عام 2004 وحيث أكدت التحقيقات التي أجريت الفلسطينية والعربية وأيضاً الفرنسية والدولية على أنه قد مات مسموماً وفقاً لتقديرات مستشفى بيرسي العسكري الفرنسي ومع العلم أن الفرنسيين بقوا يتكتمون على هذا الأمر وحيث أنه لم يجر الإفصاح عما توصلت إليه التحقيقات في هذا المجال إلى الآن وحتى هذه اللحظة ورغم مرور كل هذه السنوات الطويلة.
والمهم هنا هو أنه وخلال هذه المسيرة الطويلة قد جرت محاولات فاشلة متعددة وكثيرة لإختطاف موقع القرار من القيادة الفلسطينية الشرعية والتاريخية وعلى رأسها (أبوعمار) وأهمها وأخطرها أي هذه المحاولات هي ذلك الإنقلاب "الإنشقاقي" الفاشل الذي كان رتبه الرئيس السوري السابق حافظ الأسد الذي بعدما فشلت محاولاته كلها للسيطرة على القرار الوطني الفلسطيني بادر إلى إستدراج ثلاثة من قادة حركة "فتح" بعد خروج المقاومة الفلسطينية من بيروت عام 1982 هم: عضو اللجنة المركزية: نمر صالح (أبوصالح) وعضوي المجلس الثوري العقيد سعيد مراغة (أبوموسى) وأبو خالد العملة.. ولكن محاولتهم هذه ومثلها مثل محاولات كثيرة قد فشلت فشلاً ذريعاً.. وكانت نهايتها مأساوية بالفعل كما هو معروف!!.
ثم وإنّ ما تجدر الإشارة إليه هو إنّ دولاً عربية كثيرة قد حاولت إختراق هذه الحركة والسيطرة إن ليس عليها كلها فعلى جزءٍ منها ولكنها فشلت والمعروف أنّ إثنين من كبار قادتها هما: صلاح خلف "أبوإياد" وهايل عبدالحميد ومعهما: "أبومحمد العمري" عضو المجلس الثوري قد تمت تصفيتهما في تونس وحيث أن المصادر الفلسطينية قد إتهمت معمر القذافي بأنه كان وراء هذه العملية، والله أعلم، وذلك في حين أنّ الذي أشرف على التنفيذ، كما قيل وتردد، هو صبري البنا (أبونضال) الذي كان تنقل بولائه من العراق إلى سوريا إلى: "الجماهيرية الليبية" والذي كانت نهايته مأساوية في بغداد بعد عودته إليها.
وعليه ومرة أخرى فإنّ المعروف إنّ كل محاولات إختراق هذه الحركة، حركة "فتح"، قد فشلت وأنّ كل محاولات إختطاف القرار الفلسطيني من يدها قد أخفقت وأنّ حركة "حماس" لأنها تعرف هذه الحقيقة لم تحاول ولو مجرد المحاولة السيطرة على منظمة التحرير وبالطبع ولا على المجلس الوطني والسلطة الوطنية وهذا ومرة أخرى يعرفه (الأخ) محمد دحلان ويعرفه العرب كلهم الذين تعاطوا مع هذه القضية إنْ سلباً وإن إيجاباً.. وعلى مدى كل هذه السنوات الطويلة وحيث قد تنقلت القيادة الفلسطينية من دمشق إلى عمان إلى بيروت وإلى تونس.. وفي بعض الأحيان إلى بغداد.. وإلى غزة هاشم ثم إلى رام الله في الضفة الغربية .