في كل الديانات يوجد متخصصون الذين يطلق عليهم رجال الدين أو طلبة العلوم الدينية، هؤلاء متخصصون في إصدار القوانين التشريعية بحسب طريقة كل ديانة. يستقون علومهم من تراثهم والمدارس التي ينتمون لها، لكي يجيبوا أو يرسموا نظاما متبعا للناس الذين يتعبدون بقوانين المدرسة المنتمى لها.

رجل الدين لابد له من صفات يتحلى بها لكي يصبح قدوة لعامة الناس، أهمها التقوى والأخلاق الحميدة؛ لبعث الثقة والطمأنينة في نفوس الناس، حيث إن الناس يعتبرون رجل الدين هو الطريق الأسلم لدينهم، كذلك أنه يمثل رمزية للناس الذين يعيش بينهم لذلك يعرف المجتمع دينه من خلال رجل الدين.

كان لرجل الدين في السابق دور مهم في حياة الناس حيث تبدأ أهميته من بداية ما يولد الفرد حتى الممات، وأن حياة الناس مرتبطة به؛ إذ أنه يمارس دور القضاء وعقود النكاح و الطلاق والإجابة على تساؤل الناس لما له من رمزية في مجتمعه، لكن دوره بنسبة ما قلت حيث أصبح العلم متاحا للجميع ومتداول.

رجال الدين يعيشون في المجتمع على نوعين: الأول يعتبر المؤسسة الدينية التي هو فيها؛ وشغلته هي الدفاع عنها سواء من نقد المجتمع، أو المخالفين لتلك المؤسسة، له دور اجتماعي بنسبة قليلة في مقابل المؤسسة الدينية التي يعطيها اهتمام اكثر.
النوع الثاني هو يعطي اهتمام لمجتمعه وتعزيز دوره، تجده داعما لكل نشاط اجتماعي، كما أنه يؤسس الأنشطة التي تمكن المجتمع للارتقاء ، و أنه حاضر للانفتاح على المكونات الدينية المختلفة، ويتحاور ليصل لنتيجة تخدم مجتمعه على خلاف النوع الأول منغلق على نفسه يرفض الحوار والانفتاح مع الآخر.

بين النوعين اختلاف كبير، فالذي همه مجتمعه يتفاعل مع أي أطروحة؛ ويتناقش لكي يصل إلى نتيجة دينية متوافقة مع مجتمعه، على العكس من ذلك كله عند النوع الآخر يتشدد لرأيه ولا يمكن التنازل عنه.

لابد من الرمزية التي يتمتع بها رجل الدين ترفع من شأن من يتبعه من الناس، مع الاحترام الشديد للمؤسسة الدينية التي هي في خدمة الناس وليس العكس، لذلك فأن رجل الدين الذي يعطي أهمية لمجتمعه هو الذي يشكل الرمزية الحقيقية ومن خلال ما يقدمه للناس يعود الخير على المؤسسة ويعلي من شأنها.