يراهن البعض على الانتخابات المبكرة القادمة والامل بالتغيير حتى ولو في اقل صوره، ومع ذلك فالأمر لا يعدو ان يكون تمنيات واحلام العصافير، فالمشهد العراقي الحقيقي هو كونه دولة فاشلة مع وجود سلطة كارتونية تابعة لمراكز القرار في طهران لا تحترم الدستور الاتحادي وغارقة في الفساد والفقر والمديونية وانخفاض سعر العملة الوطنية وتمارس عن عمد وسبق إصرار الغاء الثقافة الوطنية واغراق المجتمع في كل أنواع التجهيل والتخريفات بشكل منهجي ومنظم وتعيش تحت رحمة المليشيات التي تزداد قوة وبأسا وتتلاعب بمقدرات البلاد والعباد الذين وصلت نسبة الفقر بينهم الى 40% وفق إحصاءات وتقارير عديدة من بينها تقرير معهد بروكنغز الأمريكي.
الانتخابات المبكرة القادمة لن تغير من أوضاع العراق فالأحزاب والكتل السياسية الشيعية التي قاومت يوما أعتى دكتاتورية في المنطقة وقدمت الكثير من التضحيات وقعت بسهولة غريبة في الفخ الطائفي الإيراني ( مع ان العراق هو منبع التشيع وممثلها دون منازع) وفقدت كل ما يخص شخصيتها المتميزة واستقلاليتها في اتخاذ القرار الصائب المرتبط بمصالح العراق الأساسية وأصبحت تابعا ومنفذا بلا حول ولا قوة للإملاءات الإيرانية!!!!!

الانتخابات المبكرة القادمة ستنتج برلمانا وسلطة تنفذ إرادة طهران وتحقق مصالحها في المنطقة ومن يريد الاتفاق مع بغداد حول أي صغيرة وكبيرة عليه ان يتوجه الى طهران والسؤال هو اين الولايات المتحدة الامريكية من كل هذا مع انها مسؤولة الى حد كبير عن الوضع العراقي ؟؟؟ وهل ستكتفي بوجود رمزي في معسكراتها تتلقى بين آونة وأخرى بعض الصواريخ وتشارك في محاربة الإرهاب مثلا؟؟؟ خاصة وان حليفتها التاريخية بريطانيا غير مهتمة كثيرا بالتفاصيل مادام رجال (أبو ناجي) يحتلون اعلى مراكز السلطة في البلاد ولا ضوء اخضر الا عبر موافقاتها المتخفية وراء ألف قناع وقناع!!!

اغلب الظن ان المسرحية الجديدة لن تغير من واقع الامر فالعراق الذي أصبح ضيعة إيرانية سيبقى كما هو ولو الى حين، اللهم الا في مجال تجديد وتصعيد الحملة العنصرية والطائفية ضد شعب كوردستان خاصة واغلب الوجوه المتوقعة ان تتصدر المشهد السياسي القادم هي من العنصريين والطائفيين دعاة (شمالنا الحبيب) !!! وعندها لكل حادث حديث.