هذه الذكري العاشرة لأحداث فبراير 2011 في ليبيا و التي اختلف حولها الليبيون و العرب.
فمنهم من يراها ثورة و الآخر يرها انتفاضة لم تكتمل لتصبح ثورة بل و المعارض لها يراها مؤامرة خاصة بعد تدخل حلف الناتو و حالة الاحتراب التي دارت بين أبناء الشعب الواحد.

المتابع البسيط للوضع في ليبيا يرى بوضوح تردي الاوضاع الاقتصادية و السياسية و الامنية و السيادية. فمن حالة السلاح المنفلت إلى تدني سعر الدينار الليبي و تردي الخدمات من الكهرباء و السيولة يعكس فشل ساسة فبراير و متصدري المشهد.

و لكن منهجيا لكل مرحلة نجاحاتها و إخفاقاتها و ظروفها الموضوعية و يجب ان ننبه ان الاختلاف في الرؤى في كيفية تحقيق مصلحة الوطن لا يجب أن يقود الي تخوين أو تكفير..

اجد نفسي منحازا لوطن و لكل وطني ليبي يؤمن بليبيا وطن لكل الليبين..

و ارى ان ما حدث في فبراير 2011 ( من وجهة نظري ) هو نتاج صيرورة تاريخية كان يجب أن تحدث في فبراير أو بعدها خاصة في دولة بلا نظام سياسي مستدام، و فشل تنموي ذريع استغلها البعض في تصفية الحسابات.

الغوغائية ليست وطنية و أضاعت وطن بدلا من
الحفاظ على وطن مستقر و أمن و تنمية مستدامة في بلد غني و شعب قليل عاش أكثر من أربعين سنة يعالج في دولة جارة صغيرة..

لا شك ان ما حدث في فبراير زلزال اصاب السلم الاجتماعي و شرخ في التركيبة الديموغرافية الليبية قبل أن يكون خلاف سياسي، زلزال فقدت فيه ليبيا سيادتها..

و خسرت مخزونا كبيرا من ثروتها خزنها النظام السابق في( بلد الطز ) امريكا و أروبا رغم أدعائه مرارا مشروع توزيع الثروة..
و جاء سراق فبراير ليكملوا ما تبقي من مال الدولة الغنية و الشعب الفقير.
و في فبراير خسرنا السيادة التي عشناها في سبتمبر و كانت تشبع غرورنا رغم حاجتنا لأبسط الخدمات التي افتقدتها ليبيا..

الحقبات التاريخية في الاوطان لا تقف عند تاربخ محدد. و الوطنية انتماء لوطن و لمستقبل و ليس انتماء للماضي فقط..و يجب ان نفرق بين من فقد وطن و من فقد سلطة.

و في الذكرى العاشرة اقول لشركاء الوطن : تعالوا نستعيد الوطن قبل التفكير الضيق في السلطة.
فليبيا وطن للجميع و بالجميع و ما يجمعنا أكثر من ما يفرقنا و الجرائم مكانها القضاء و العدالة و هي لا تسقط بالتقادم سواء في سبتمبر أو فبراير.

اما سبتمبر و فبراير فهي تواريخ سوف ينصفها التاريخ.