"إن رؤية المملكة 2030 هي خارطة طريق لمستقبل أفضل وأسهمت خلال مرحلة البناء والتأسيس في تحقيق مجموعة من الإنجازات على عدة أصعدة "...
خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
"يسرني أن أقّدم لكم رؤية الحاضر للمستقبل التي نريد أن نبدأ العمل بها اليوم للغد، بحيث تعبر عن طموحاتنا جميعاً وتعكس قدرات بلدنا".
ولي العهد السعودي ورئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.... بهذه الكلمة انطلقت #رؤية_السعودية_2030.
على قدرِ أهلِ العزمِ تأتي العزائمُ
وتأتي على قدر الكرامِ المكارمُ
بيت كنا نسمعه، ونعيش خيالاته ومجازاته، والآن صرنا نراه على أرض الواقع حقيقة.
حين يكون الطموح العظيم اعتقاداً يكون تحقيقه عبادة.
لم تكن الرؤية ترفا، بل كانت استحقاقاً نليق به ويليق بنا.. بهذا اليقين استهل ولي العهد نهضته، ومضى يبني ويعلي ويكسر أنف المستحيل.
في الوقت الذي ننعم فيه بالطمأنينة كانت البلاد تواجه تحديات خارجية، وكان ولي العهد بكل إمكاناته يقف كالجبل الأشم ليحمي وطنه.
ويدفع به إلى الأمام.. يحميه ويعليه، وهاتان غايتان لا يقدر عليهما إلا قائد فذ من طراز نادر.
كان حظه من الراحة يقل في سبيل غايته الكريمة، ولم يتجاوز مجموع ساعات نومه الأربع ساعات في أهنأ الأيام، ويعرف المقربون منه كيف كانوا يتناوبون طاقماً بعد طاقم وهو يعمل على قدم وساق لا كَلال ولا مَلال.
وها هي خمسة أعوام مضت كلمح البصر.. خمسة أعوام والسفينة بقيادة ربان ماهر يبحر بها -وعين الله ترعاه- بكل اقتدار ومهارة متحدياً العواصف والأمواج قاصداً بر الأمان.
خمسة أعوام والوطن كله على متنها بجباله وسهوله وأوديته وتاريخه وبطولاته وماضيه العريق وحاضره ومستقبله المبهر.
بتكبيرات ضيوف الرحمن، ونفحات طيبة، وشموخ المصمك، ونخيل الأحساء، وتمور القصيم، ووهاد جازان، وثلوج تبوك، ورمال الخرخير، ونسمات الخبر...
خمسة أعوام وثلاثون مليون سعودي على ظهر السفينة لا يخيفهم هدير الأمواج، ولا ظلام الليالي.. يقدمون على المستقبل إقدام الأبطال، كلهم يقين وقوة وتأهب لغد مشرق يليق بطموحهم العظيم مع عراب الرؤية الفذ.
لم يكن حلماً بل كانت رؤية، لم تكن محاولةً بل كانت هدفا، لم تكن أمنيةً بل كانت يقيناً خالصا.
خمسةُ أعوام كانت لنا نحن السعوديين مثل انكشاف الستائر عن مسرح العالم، اقتحمنا الكواليس وعرفنا ما يدار حولنا من مكائد ودسائس من القريب قبل البعيد، من الصديق قبل العدو.
خمسة أعوام أعدنا فيها ترتيب أولوياتنا، فليس منا من يجعل شيئاً ما قبل دينه ووطنه وأهله.
اليوم تحديداً نتذكر ما قال خادم الحرمين الشرفين الملك سلمان بن عبدالعزيز: "إن رؤية المملكة 2030 هي خارطة الطريق لمستقبل أفضل لكل من يعيش في هذا الوطن الطموح وأسهمت خلال مرحلة البناء والتأسيس في تحقيق مجموعة من الإنجازات على عدة أصعدة".
وأيضاً ما قاله عنها مهندسها الفذ حين أطلقت الرؤية قبل خمسة أعوام في 24 من إبريل من العام 2016: "هي رؤية الحاضر للمستقبل التي نريد أن نبدأ العمل بها اليوم للغد، بحيث تعبر عن طموحاتنا جميعاً وتعكس قدرات بلادنا".
ونستذكر أيضاً ما قال معزي الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود وحمه الله قبل مائة عام: "سأجعل منكم شعباً عظيما، وستستمتعون برفاهية هي أكبر كثيراً من تلك التي عرفها أجدادكم".
نحن الأحفاد يا مؤسس البلاد، وليتك ترى ما يحققه قائد الأحفاد بالوطن، وكيف أتم ما بدأته أنت والملوك من بعدك.
الريادة قدر صعب، ومنذ قامت هذه البلاد وقدرها الريادة، ولها ما ليس لغيرها؛ إذ إنها مهوى أفئدة المسلمين لا المواطنين فحسب.
ومحضن العراقة الذي تشكل منه تاريخ العرب ولسانهم وأدبهم.. إنها جذع الراسخ الكريم الذي تفرع منه الشرق الأوسط الكبير، واحتذاه العالم أجمع منبهراً بكرامات الشموخ والنجاح.
انطلقت الرؤية الميمونة بتوجيهات سيدي خادم الحرمين، وبأفكار القائد الملهم طويق فاختصرت لوطنٍ بأكمله سنواتٍ من السعي نحو نهضةٍ حقيقيةٍ في كافة المجالات، أي فخرٍ يملأ قلوبنا ونحن نرى وطننا شامخاً في ظل ترنح الأوطان بأهلها، وفي ظل تهاوي الدول المتقدمة على مفاهيمها.
حين قال خادم الحرمين الشرفين الملك سلمان هذه الكلمة: "هدفي الأول أن تكون بلادنا نموذجاً ناجحاً ورائداً في العالم على كافة الأصعدة، وسأعمل معكم على تحقيق ذلك"، كان يعلم علم اليقين أنه يتكئ على طويق، ذاك الجبل الشامخ الذي يحتشد بثلاثين مليون سعودي.
لقد انطلقت الرؤية بأفكار خلاقة، وبعقول عبقرية، وبأيدٍ ماهرة يقول عنها ولي العهد صانع المجد: "رؤية 2030 هي خطة جريئة قابلة للتحقيق لأمّة طموحة. إنها تعبر عن أهدافنا وآمالنا على المدى البعيد، وتستند إلى مكامن القوة والقدرات الفريدة لوطننا، وهي ترسم تطلعاتنا نحو مرحلة تنموية جديدة غايتها إنشاء مجتمع نابض بالحياة يستطيع فيه جميع المواطنين تحقيق أحلامهم وآمالهم وطموحاتهم في اقتصاد وطني مزدهر".
لقد انطلقت رؤية المملكة 2030، واعتمدت على ثلاثة محاور رئيسية، المحور الأول المجتمع الحيوي، والمحور الثاني الاقتصاد المزدهر، والمحور الثالث الوطن الطموح، وتتداخل هذه المحاور مع بعضها لتشكل رؤيةً واضحة نحو مستقبل مشرق قوي تتنوع فيه مصادر القوة سياسيّاً واقتصاديّاً واجتماعيّاً وفكريّا.
قد يظن الكثيرون أن أنفس ما نملكه في الوطن هي الثروة النفطية، ولكن هذا ليس صحيحا، إن أعظم ما نمتلكه في الوطن هو الإنسان السعودي بأصالته وعراقته ونبله وخيريته وذكائه ووفائه.. ذلك الإنسان الذي ملأ كتب التاريخ ببطولاته وأمجاده..
الذي أبهر العالم في كل المجالات، الإنسان الذي لطالما راهن عليه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان "أنا أعيش بين شعب جبّار وعظيم، فقط يضعون هدفاً ويحققونه بكل سهولة، لا أعتقد توجد أي تحديات أمام الشعب السعودي العظيم".
ما حدث خلال الخمسة الأعوام الماضية قصة مثيرة للاهتمام؛ إصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية، وتحديث لمؤسسات الدولة بطريقة لم يسبق لها مثيل على مستوى العالم، تخلل ذلك حرب شرسة على الداء العظيم المدمر للتنمية ألا وهو الفساد، مشاريع ضخمة وعملاقة كانت حبراً على ورق.
واليوم هي على أرض الواقع خبراً عياناً، وكذلك الإدمان النفطي الذي كان طوال عقودٍ مضت أصبح اليوم من التاريخ فأصبح الاعتماد على النفط لا يتعدى ٥٠٪ من الميزانية العامة، وأصبح تنويع مصادر الدخل ٣٠٪ من العوائد غير النفطية و ١٢٪ من الدين العام و٨٪ من الأرصدة الحكومية.
بعد مرور خمسة أعوام من الرؤية الميمونة وبذل الجهود الجبارة في تطبيق أهداف رؤية 2030 قفزت السعودية 16 مركزاً في مؤشر السعادة العالمي لتتصدر الدول العربية، وحازت السعودية المركز الأول على مستوى دول مجموعة العشرين في التحول الرقمي الصاعد؛ إذ قفزت 149 مركزا.
وفي تقرير "ممارسة الأعمال 2020" الصادر عن البنك الدولي، حققت المملكة المركز الأول عالميّاً بين 190 دولة على مؤشر إصلاحات بيئة الأعمال، كما حازت السعودية المركز السابع في تمويل التطوير التقني.لقد كان لبرنامج "جودة الحياة" الذي أُطلِق ضمن برامج رؤية 2030.
أثر فاعل في تغيير نمط الحياة، بالإضافة إلى بقية برامج الرؤية الأخرى؛ فقد حققت المملكة قفزات هائلة على كافة الأصعدة.. تنمية البنية التحتية والإنشاءات الضخمة والمشاريع العملاقة، وأصبحت قِبلةً اقتصادية ضخمة في المنطقة، بالإضافة إلى كونها قِبلة المسلمين.
لقد كان مشروع نيوم من أبرز المشاريع الضخمة التي تمثل الركيزة الأساسية لمشاريع الرؤية.
وأعلنت المملكة إطلاق مشروع سياحي ضخم جداً باسم مشروع البحر الأحمر لاستغلال ٥٠ جزيرةٍ سعودية بالتعاون من كبريات الشركات العالمية في قطاع السياحة والفندقة، ثم واصلت الحكومة السعودية إطلاق المشاريع الضخمة، وذلك بإطلاقها أكبر مدينة ثقافية وترفيهية ورياضية في منطقة القدّية جنوب غرب الرياض على مساحة تقدر بـ ٣٤٣ كيلو متر مربع؛ إذ تعد الأولى من نوعها في العالم، إضافة إلى إطلاق أكبر مشروع ثقافي في العالم بتطوير وتأهيل الدرعية، لتكون وجهة سياحية عالمية.
كما أُطلِقَ مشروع مدينة ذا لاين المدينة الصديقة للبيئة التي ستكون الأولى من نوعها في العالم.
لم تكن الرؤية مقتصرة على السعودية فحسب بل شملت دول المنطقة التي تهدف للنهوض بالمنطقة اقتصاديّاً وتنمويّاً وحيويّا؛ إذ أَطلقت مشروع السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر انطلاقاً من مسؤوليات السعودية تجاه تحسين البيئة، ومحاربة التصحر، وتقليل أضرار الانحباس الحراري في العالم الذي يهدف إلى زراعة أكثر من ١٠ مليار شجرة داخل السعودية و ٤٠ مليار شجرة في الدول المحيطة.
كما أن مشاريع الطاقة المتجددة التي تخطط السعودية لتنفيذها ستوفر نحو 50 بالمئة من إنتاج الكهرباء عام 2030، وكذلك تعزيز الصناعات السعودية.
وأصبحت السعودية في مجال الذكاء الصناعي من أوائل الدول.
فتطبيقات مثل أبشر وتوكلنا وصحتي وتباعد وكلنا أمن وغيرها الكثير من التطبيقات التي أصبحت اليوم بيد كل مواطن ومواطنة، وبإمكانه أن ينجز آلاف المعاملات بضغطة زر واحدة، وكذلك الكثير من دول العالم أصبحت تقتفي الطريقة السعودية في استغلال الذكاء الصناعي لتسهيل حياة الناس.
يقول ولي العهد محمد بن سلمان عن ذلك: "نحن نعيش في زمن الابتكارات العلمية والتقنية غير المسبوقة، وآفاق النمو غير المحدودة، ويمكن لهذه التقنيات الجديدة مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، في حال تم استخدامها على النحو الأمثل، أن تجلب للعالم فوائد ضخمة.
لقد أصبح صندوق الاستثمار السعودي ذراعاً اقتصاديّاً متيناً على مستوى العالم، وأصبح العالم يشهد الصفقات الضخمة التي يبرمها الصندوق الذي أصبح رافداً قويّاً للميزانية العامة للدولة.
كما أن ما تقوم به هيئة الترفيه بقيادة معالي المستشار تركي آل الشيخ وبتوجيهات سمو ولي العهد من قفزات ترفيهية مذهلة جعلت السعودية قبلةً ترفيهية من دول العالم يوازي جهودها الجهود السياحية والإنشاءات الضخمة في المجال السياحي والفندقي، وكذلك الجانب الرياضي.
لقد كانت جائحة كورونا التي احتلت العالم خير اختبارٍ حقيقي على عظم الرؤية السعودية، ومدى قوتها وتماسكها والدعم غير المسبوق في الجانب الصحي؛ إذ استطاعت السعودية أن تدير الأزمة بشكل غير مسبوق عالميّا، وأصبحت الكثير من الدول تنتهج الرؤية السعودية في إدارة الجائحة العالمية.
أعوام مرت كأنها أحلام.. كل شيء تغير فيها للأفضل، ويوماً بعد آخر يتأكد للعالم أجمع أننا محظوظون بقائد فذ لسان حاله يقول:
إذا ما كنتَ ذا شَرَفٍ مَرُومِ
فلا تَقْنَعْ بما دُونَ النجومِ
قدرنا الأجمل أن ولي العهد لا يقنع بالقليل، ولا يرضى لوطنه ومواطنيه إلا بأقصى ما يمكن من كمال، والأجمل من الأجمل أن القادم أجمل.
قفلة:
ابنُ الملوكِ حمى الإلهُ جنابَهُ
يعلو ولا أحدٌ يرومُ عُلاهُ
بطلٌ مَهيبُ الروحِ لو نظراتُهُ
تغزو العدوَّ لأصبحوا أسراهُ
ما كان في وثباتهِ وثباتهِ
إلا هُماماً لا تخيبُ خطاهُ
فكأنه والمستحيلُ أحبةٌ
متصاحبانِ كما أرادَ اللهُ
التعليقات