رغم تواجد الاعلام بكثافه حول مكان الحدث الا ان الغموض لم ينكشف بعد، الاسطوانة المترددة هي ذاتها يتناقلها الكثيرين ولا شيء جديد، ربما عَمل بعض وسائل الاعلام على مبدأ جُملة شهيرة: "نحنُ هنا ايضاً". اما بالنسبة للأقطاب السياسية، الاتهامات ما زالت كما هيَ، كل طرف كما جرت العادة يتهم طرف اخر بالوقوف وراء هجمات داعش الارهابية.

بالتأكيد لا يستطيع تنظيم داعش الارهابي القيام بخطوة تصعيدية داخل اية منطقة في سوريا دون ضوء اخضر من دولة خارجية وعلى الارجح تلك الدولة لها موطئ قدم ايضا داخل سوريا، وبِحسب قراءة تاريخ تواجد القواعد العسكرية الامريكية في عدة دول فأنها دوماً تمتلك مجموعة من الاقمار الصناعية الموجهة نحو تواجدها، وباعتبار انها متواجدة في شمال شرق سوريا ولديها التكنولوجيا الحديثة فهذا يدل انها قادرة على معرفة التفاصيل الكاملة حول هذا الهجوم الارهابي، ويبقى السؤال مشروعا وفق ما ذكر، لِما حتى تاريخ اللحظة لم تُصرح الإدارة الامريكية بالتفاصيل.

سُجن غويران ليسَ سجن عادي بالنسبة لقوات سوريا الديمقراطية، هيَ اشبه بنافذة بين العالم وبين الكرد، وَضحَ الكُرد مسيرة محاربة الارهاب بكافة تنظيماتهِ المتطرفة ومدى تضحياتهِ بدماء ابنائه في سبيل السلام، ذات السجن وَمن بداخلهِ كان بمثابة بوابة انفتاح ايضاً للغرب على الإدارة الكردية في شمال شرق سوريا للتفاوض والتباحث في مصير سجناء داعش ذو الجنسيات العربية والاجنبية، رغم مستوى التمثيل من الفئة الثالثة او الرابعة لمسؤولي الدول الغربية الا انها كانت مشوار طويل لتبادل الدبلوماسية ايضاً وفتح قنوات حاولت الادارة الكردية رفع مستوى قبولها لدى تلك الدول على الصعيد السياسي والاقتصادي والثقافي، وما المحاولات المتكررة في اقتحامها وتَهريب عناصرها من قِبل داعش الا لِغاية العودة للإرهاب ومحاربة الكرد وتدمير منطقة شمال شرق سوريا ومشروع الإدارة الذاتية، كما حصل في معظم المناطق التي احتلتها داعش في جغرافية اخرى او دولة ثانية، حيث اين يستقر هذا التنظيم الارهابي يعم الدمار والقتل.

يبقى موضوع السجن وما حصل منتهي بمرور الوقت من خلال الحصار الذي تنفذه قسد مع التحالف الدولي على السجن ومحيطه، حيث سيؤدي إلى نفاذ الذخيرة لدى السجناء من داعش والمؤون الغذائية واستسلامهم لا محالة، لكن تبقى نقطة ما بعدها هي المفصل، وضع منطقة غويران والمناطق المحيطة بالسجن والحسكة عموما وسيكون مصيرها محسوما لوضعها تحت سيطرة قوة واحدة، على الاغلب ستكون لقسد عسكريا، اما اداريا ربما يبقى الوضع كما هو عليه مناصفة بين الادارة والحكومة.

الإرهاب قبل ان يكون بندقية هو فكر متطرف ينمو بالجهل والاستغلال، البَعث افسدَ سوريا طوال قرن كامل ونتيجة فسادهِ حدث الدمار في سوريا، وهو ما يستدعي ان تكون الادارة الذاتية الحالية ذات طابع مجتمعي للتنمية والعطاء لِسد الفجوات، استحداث وسيلة الغربلة في الإدارة لإعادة تطوير شكل ومضمون الإدارة خطوة هامة والحلول العملية متوفرة ان رَغبت في التطوير والاصلاح، تُبنى الاوطان ببناء الانسان لأنه الحياة ..