ليس متأخراً أن نقول الحقيقة فالهجوم الذي كان قد تعرض له الكاتب والمحلل السياسي الكبير عبدالرحمن الراشد قبل فترة ليست بعيدة على أي حال، يدل على تحجرٍ سياسيٍ وفكري وعلى أنه لا يزال في مجتمعاتنا العربية.. والإسلامية من لا يزالوا يتمترسون في العصور الوسطى التي قد باتت بعيدة جداًّ ما دام أننا كعرب ومسلمين ومعنا العالم كله قد تجاوزنا مفاهيم: "الغول والعنقاء" وما دام أن المملكة العربية السعودية أدام الله عزها بات أبناؤها الذين قد أصبحوا في مواقع المسؤولية من خريجي أهم الجامعات والمعاهد الكونية وهذا ليس متوفراً لا في الولايات المتحدة وحتى ولا في العديد من الدول الأوروبية.
ولعل هؤلاء الذين كانوا قد إستنفروا لمهاجمة كاتبٍ مبدعٍ يشهد له كل الذين يعرفونه وكل الذين قد تابعوا كتاباته وأستمعوا له في ندوات عربية ودولية كثيرة أنه من خيرة المبدعين ليس عربياًّ وفقط لا بل ودولياًّ وهذا يدلُ على تحجرٍ عقليٍ وفكريٍ وحيث أنّ الإسلام العظيم فعلاً وحقاًّ كان مع حرية الرأي الصائب حتى في عصور سابقة قد باتت بعيدة.
إنه من حقِ أيّ كان أن لا يتفق مع هذا الكاتب والمبدع الكبير عبدالرحمن الراشد ولكن بدون تلك الحملة المسعورة التي لا يمكن إلا وصف أصحابها إلّا بأنهم لا زالوا عقلياًّ وذهنياًّ في ما قبل العصور الوسطى وأنه لا يحقُّ لهم أن يتحدثوا بإسم الإسلام العظيم الذي كان مع حرية الرأي والقول حتى في تلك العصور التي وعلى أي حال قد أصبحت بعيدة.
إنّ عبدالرحمن الراشد المعروف عربياًّ ودولياًّ ككاتب مبدع ومعتدل ليس "ماركسياًّ" وليس له أي صلة حتى بأي حزب عربي لا سابقاً ولا لاحقاً وأنه منفتحٌ على كل الإتجاهات العربية والدولية وأنه على الذين تصدّوا له حتى بدون أن يعرفوه وبدون أن يقرأوا له إطلاقاً وأنهم من زمر البطالة الفكرية وأن قصدهم الأقصى أن يجلبوا الأنظار إليهم وعلى أن لهم وجوداً في رابطة الأقلام والكتابة وذلك مع أنهم في الحقيقة يهرفون بما لا يعرفون.
ويبقى في النهاية أنّ المعروف أن الجهلة و"الزعران" هم فقط من يرجمون الأشجار المثمرة بالحجارة وأنّ عبدالرحمن الراشد لا يمكن أن يتأثر بما قاله هؤلاء الجهلة الذين أرادوا أن يلفتوا الأنظار إليهم وأن لهم وجوداً في الساحة الأدبية والسياسية.