يبدو أن استضافة مصر لمؤتمر المناخ "cop 27"، يغيظ البعض على المستويين المحلي والدولي. ومع اقتراب موعد انعقاد المؤتمر العالمي في شهر نوفمبر المقبل، بمدينة شرم الشيخ، بدأت حملة ممنهجة في الانطلاق صوب مصر، والهدف منها التشويش على الحدث قبل انعقاده، وتشويه سمعة الدولة تزامنًا مع الهالة الإعلامية التي تصاحب مثل هذه المؤتمرات على المستوى الدولي.

فوجئت ببث قناة "دويتشه فيله" الألمانية تقريرًا تفوح منه رائحة غير طيبة، يتحدث عن القمع والحريات في مصر، واستخدام السلطة فيها لمؤتمر "cop 27"، لغسيل سمعتها دولياً.

واستخدام التقرير الذي أذيع ضمن برنامج "السلطة الخامسة"، عنوان: لماذا التخوُّف من استخدام "COP27" لغسيل سمعة مصر؟ ونشر فيديوجراف، يتضمن مخاوف من استغلال المؤتمر لتحسين صورة مصر التي وصفها التقرير بأنها بلد تغيب عنها الحريات ويحضر فيها القمع.

وتحدث بالتقرير الذي نشرته الموقع أيضًا بتاريخ 12 أغسطس الجاري، عن حق التظاهر في مصر، وانتقد عدم السماح بالتظاهر أثناء المؤتمر كما هي العادة في انعقاده في دول أخرى، كما انتقد التقرير تنظيم المؤتمر في مدينة شرم الشيخ جنوب سيناء بعيدًا عن العاصمة، حيث الزخم والناس.

وغاب عن صناع هذا المحتوى الإعلامي أن الغالبية العظمى، بل جميع المؤتمرات الدولية تعقد في شرم الشيخ منذ عهد الرئيس الراحل حسني مبارك، بعيدًا عن صخب وزحام القاهرة، ولم يكن اختيار شرم الشيخ لأنها بعيدة عن النشطاء في المدافعين عن البيئة.

ورغم ذلك فإن الدولة أعلنت أنها جهزت مكانًا يمكن أن يمارس فيه النشطاء حقهم في التظاهر أمام القاعة التي يعقد فيها المؤتمر، ولم يتم الحجر على أحد في ممارسة هذا الحق.

وحاول صناع الفيديو جراف إضفاء المزيد من الإثارة السياسية والجنسية عليه، فأقحموا فيه حق جماعة الإخوان في التظاهر والتعبير عن رأي أعضائها في التغييرات المناخية، وقالوا إن الناشط البيئي أحمد عماشة، لن يستطيع حضور المؤتمر أو التعبير عن رأيه.

رغم أن أحمد عماشة ليس ناشطًا بيئيًا، وإنما طبيب أسنان متهم في عدة قضايا منها "الانتماء إلى جماعة إرهابية"، وهو ناشط في الدفاع عن حقوق المختفين قسريًا، وليس ناشطًا بيئياً، إلا لو كان الاختفاء القسري بفعل العوامل المناخية!

الآن.. اتضح الهدف من مهاجمة مصر في هذا الظرف، وبمناسبة قرب انعقاد المؤتمر، هناك دور خفي لجماعة الإخوان في التأثير على وسائل الإعلام الدولية، ومحاولة استغلال كل صغيرة وكبيرة للنيل من مصر.

وكالعادة يتم الاستعانة بمنظمة هيومن رايتس ووتش في التدليل على القمع في مصر، ونقل التقرير عن مدير قسم الشرق الأوسط بالمنظمة قوله: مصر خيار سييء لاستضافة cop 27، ومكافأة لنظام السيسي القمعي".

الغريب أن التقرير، يشير إلى أن مصر تستخدم مثل هذه المؤتمرات العالمية "لتبييض سجلها المروع في حقوق الإنسان"، وأن هناك تحذيرات كثيرة من استغلالها لمؤتمر المناخ في الحصول على تمويلات قد تذهب ضمن ما وصفه بـ"عجلة الفساد".

وحتى تكون الخلطة في التقرير "حراقة" و"مثيرة"، انتقد الفيديوجراف مصر، لأنها لن تسمح لـ"المثليين" بالتظاهر والدفاع عن حقوقهم أثناء انعقاد المؤتمر.. ولست أدري ما هي العلاقة بين ـ لامؤخذة ـ الشواذ جنسيًا، ومؤتمر الدفاع عن المناخ الذي يطلب من الدول اتخاذ تدابير كثيرة وكبيرة للحد من الآثار الضارة للصناعات على المناخ؟!

ويرى التقرير أن هناك احتمالية من تعرض "المشاركون في المؤتمر لمخاطر ناتجة عن قمع الحريات في مصر كالمثليين"، وكأن الإخوان والشواذ فقط هم من يدافعون عن المناخ، ويقفون ضد ارتفاع حرارة الأرض!

في مثل هذه الحملات الممنهجة والمركزة، عادة ما يتم استخدام الخلطة نفسها للتشويش على مصر، والتقليل من شأن حدث يحصل فيها وإحباط نتائجه الإيجابية على المستويين الدولي والمحلي.

وهذه الخلطة تتضمن الدفاع عن حق الإخوان في التواجد سياسيًا، وكذلك حق ـ لامؤاخذة ـ "الشواذ" وليس المثليين في التواجد بالمجتمع وحقهم في ممارسة ـ لامؤاخذة ـ حياتهم غير السوية بحرية وفي العلن، وكأن السماح للمثليين بممارسة طقوسهم الشاذة هو ما يصلح حال الكرة الأرضية، ويحمي مناخها.

من الملفت للنظر أن هذه الحملة تتزامن مع إطلاق شركة ديزني حملة أخرى لنشر المثلية أو الشذوذ عبر المحتوى الترفيهي خاصة أفلام الكارتون الموجهة للأطفال، ما يؤكد أن هناك من يسعى إلى تحويل البشرية إلى شواذ، على غير الطبيعة التي خلقنا الله جل جلاله عليها، مصداقًا لقوله تعالى في الآية 13 من سورة الحجرات (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ).

فاحترسوا يا أولي الألباب من هذه الخطط الشيطانية.