حتى فترة قريبة ما كان متوقعاً حتى بالنسبة للذين يعتبرون أنهم الأكثر تشاؤماً أن يصل الوضع العربي إلى ما وصل إليه وحقيقة أنه لم يعد هناك أي وضع عربي وهذا مع أنّ هناك دولاً عربية قد دأبت على الشد إلى الأمام ويقيناً أنّ هذا التبعثر القومي لم تشهده أسوأ المراحل التاريخية السابقة.
إنّ هذه ليست مجرد قناعات سوداوية فالحقيقة أنه عندما يصل "الإنفراط" القومي إلى ما هو عليه الآن وعندما يكون كل هذا التشتت فإنه بالإمكان القول، وكما ذهب حتى بعض القادة التاريخيين إلى ما يمكن وصفه بأنه: "فالج لا تعالج" وأنّ لملمة الأمور، وهذا إذا أمكن، بحاجة إلى سنوات يبدو أنها باتت "قاصية" وبعيدة!!.
وبالطبع فإنه لا يمكن إنكار أن هناك جامعة عربية لكن هذه الجامعة ومع التقدير والإحترام للذين يرفضون إعتبار أنّ هذه الجامعة لم تعد تجمع الذين من المفترض أنهم يشكلون الوحدة المطلوبة فالمعروف أنّ هذه "الجامعة" الموجودة في القاهرة قد دأبت على لملمة هذا التشتت.. لكن ما بقيت تفعله "كثر الله خيرها" هو إستقبال وفوداً كل واحد منها يغني على ليلاه وحقيقة أن هذا يشكل: "خيراً من البلاش".
والمعروف، إلّا للذين محشوة آذانهم بالوقر السياسي والمغمضة عيونهم عن حقائق الأمور، أنّ هذه الحالة العربية ليس بإمكانها مواجهة كل هذه التحديات التي قد تجاوزت الحدود كلها وحيث أنّ هذه الجامعة العربية، ومع التقدير والإحترام لكل الذين يقيمون في القاهرة تحت رايتها، لا هي جامعة ولا هم يحزنون فالعرب دولاً وليس شعوباً كلٌّ يغني على ليلاه... وهنا فإن المطلوب هو ليس مجرد الكلام والبيانات بل العمل القومي الفاعل وبخاصة في الهيئات الدولية.. والأمم المتحدة.
إنه لا شك، كما يقول البعض، ومعهم الحق كله، أنه ما دام أنّ هذا هو الممكن حسب الظروف وواقع الحال فإنه علينا أن نتمسك به.. لكن ومع ذلك فإنه علينا أن نأخذ بالإعتبار أن واقع الحال هذا قد تجاوزته دولاً كثيرة.. وأن دول أوروبا التي كانت متصارعة ومتحاربة ها هي قد وحدت توجهاتها وأصبحت كدولة واحدة تواجه كل هذه الصراعات الكونية المحتدمة في هذا الكون.
التعليقات