عملية ألإغتيال عبر العصور تعني محاولة مرتكبيها حرف مسار عجلة المجتمع وفق رؤى محددة أو إيقافها (العجلة) لان المرتكبين ببساطة لا ينسجمون مع ثوابت حركة الشعوب (المتعلقة بالتغيير)، والاغتيال نوعان هما اغتيال دموي بالتصفية الجسدية للشخص الهدف او إغتيال مجتمعي ويعني محاصرة شخص ما وعزله عن الناس أي قتله إجتماعيا وهو الأصعب بالطبع على الضحية.
وعادة ما تكون الخلافات إما سياسية او عقائدية او مالية بين المتخاصمين عبر الزمن، فالدافع لتنفيذ عملية إغتيال ما يتكون من أمرين:
الاول هو عجز المنفذ عن التفاهم مع الخصم والثاني هو عدم شعور المنفذ بالمسؤولية لعدم إدراكه عظم التداعيات التي سوف تترتب على المجتمع من إرباك ويأس وإنتشار الفوضى لذا ينبري على العقلاء الوطنيين من وجوه المجتمع إدانة و إستنكار اي عملية إغتيال ليس فقط تعاطفا مع الضحية ولا مجرد بغضا بالقاتل وانما من اجل ايصال رسالة للقاتل مفادها أن هناك طريقة أخرى لحل المشاكل بين الخصمين (الضحية والقاتل) هو 'الحوار' الذي يعني وجوب وجود الرأي الآخر وإحترامه من اجل منع انزلاق المجتمع في فوضى وإنفلات أمني مكلف لجميع الاطراف والدليل أن من يتبنى عملية ألإغتيال لا يعلن عن نفسه في اغلب الأحيان لانه يعلم أن للضحية مؤيدين كما لو هو (المنفذ) وبما أن المنفذ لعملية ألإغتيال شرع لغة السلام للغلبة على الخصم فحري بالخصم أن يستعمل نفس اللغة للرد ايضا وهنا يدخل المجتمع في أتون حرب داخلية يصعب التنبؤ بها لذا تاتي الحاجة للادانة والاستنكار لتشريع وجود الرأي الاخر واحقيته بالعمل وإلغاء فكرة امتلاك الحقيقة المطلقة لطرف دون غيره وهذا يعني أن تعدد الرؤى والافكار هي افضل آلية لديمومة حياة المجتمع التعددي كالعراق وليس بتهميش الشريك ذو الرأي الاخر او التخلص منه.
وفي الختام علينا أن نعي أن الاختلاف هو الاصل في الوجود والتهميش هو الطارئ ولا وجود لثقافة الاغتيالات وتسويقها في المجتمعات التعددية.