سيتنافس في هذا اليوم (الخميس) ثلاثة وثلاثون مرشحاً على منصب الرئيس العاشر للعراق ويقيناً لو أنّ الذين قاموا بذلك الانقلاب الدموي على النظام الملكي في عام 1958 قد استيقظوا من سباتهم ولو لبعض دقائق لشدوا شعر رؤوسهم ولذهبوا إلى مكان "سحق" القادة الملكيين الذين أطاح بهم أولئك الذين قد فتحوا أبواب "الانقلابات العسكرية" ليقرأوا الفاتحة على أرواحهم الطاهرة.

ويقيناً لو أنّ هذين الجنرالين قد استيقظا من سباتهم الطويل لذهبا إلى مسرح مذبحة رموز النظام الملكي الهاشمي ليستغفروا ربهم والمؤكد أنه لن يغفر لهم مادام أنّ بلاد الرافدين قد انتهت إلى هذا الذي انتهت إليه.

والمحزن أن كل هذه الانقلابات العسكرية، التي قد قطعت طرق العراق كلها على بدايات التحول الديموقراطي والتي قد أعطاها أصحابها اسم "الثورات" وحيث أنّ التساؤل الذي قد بقي مطروحاً منذ ذلك الحين وحتى الآن.. وأي "ثورات" هذه التي قد أوصلت أقطاراً عربية قد كانت واعدة إلى ما وصلت إليه!!.

كانت بلاد الرافدين التي قد شكلت بداية الضوء القومي العروبي.. والبعض يقول والديموقراطي واعدة بالفعل وكانت دولة فعلية وحقيقية بكل معنى الكلمة.. لكن هذا كله قد تم "الانقلاب" عليه.. باسم الثورة.. وباسم الاشتراكية.. وباسم تحرير الوطن العربي ومن المحيط إلى الخليج ومن أفريقيا إلى آسيا.

والمؤكد أنّ من يستطيع متابعة الأمور على أساس بيانات الانقلابات العسكرية، التي كان أصحابها "يتشدقون" ويصفونها بأنها "ثورات" لوجد أنها مجرد انقلابات عسكرية كانت ترفع الشعارات البرّاقة وأصحابها في حقيقة الأمر مجرد عصابات دموية قد قطعت الطريق خلال سنوات طويلة على محاولات الوحدة العربية الحقيقية وعلى الديموقراطية.. وأيضاً على الحريات العامة ولو في الحدود الدنيا!!.

وحقيقة أنّ الذين قد تابعوا فترات هذا التاريخ المحزن كلها قد ناموا وأيديهم على قلوبهم.. فأنْ يكون هناك ثلاثة وثلاثون مرشحاً لمنصب الرئيس العاشر للعراق فإنّ هذا يعني تجاوزاً فعلياًّ وحقيقيا لكل ما جرى منذ عام 1958 وحتى الآن!!.

#فضاءـالرأي