لا تزال جولة التصعيد بين جيش الاحتلال الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة مستمرة في ظل تعثر المباحثات الأممية من أجل التوصل لإتفاق وقف إطلاق نار مع دخول القتال يومه الخامس.

وتقود القاهرة التي تعد الوسيط الأول الذي يحظى باحترام طرفي النزاع اتصالات على مدار الساعة للتوصل إلى وقف إطلاق النار، في ظل ارتفاع حصيلة التصعيد العسكري الى ما لا يقل عن 33 فلسطينيا، وإسرائيلي واحد حتى اللحظة.

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي يغير بشكل مستمر على مواقع تابعة لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد، قد ذكر أن 866 صاروخا على الأقل أطلقت من قطاع غزة باتجاه إسرائيل، مؤكد ا أن 25 بالمئة منها سقطت في القطاع نفسه بسبب حياد مسارها، فيما اعترضت القبة الحديدة ومقلاع داود جزءا اخر منها.

وبحسب وسائل اعلام عبرية فان إسرائيل لا تخطط لإستهداف حماس في الوقت الحالي نظرا لعدم انخراطها المباشر في التصعيد العسكري الأخير، رغم الدعم الإعلامي لقياداتها لحركة الجهاد و"لوحدة المقاومة".

ويرى المحلل السياسي الفلسطيني حسن سوالمة ان حماس أمام اختبار حقيقي باعتبارها المتحكم الأول في القطاع، حيث تدرك الحركة أن الدعم الشعبي لها مقترن بمدى قدرتها على إدارة الصراع وفقا لمبدأ الأولويات من جهة، وحماية الفلسطينيين من تهديد الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة من جهة أخرى.

ويضيف سوالمة ان حالة الدعم الشعبي للمقاومة في غزة لا تعني عدم وجود تحفظات من تحركات الجهاد الإسلامي، لاسيما في ظل موقف حماس بعدم الانخراط المباشر في التصعيد الأخير.

ويبدو أن تؤخر قرار التوصل لوقف إطلاق نار يعود لرفض الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة المتواجد خارج القطاع، لاسيما في ظل تسريبات الاعلام الإسرائيلي حول توصيات قيادات أمنية إسرائيلية بوقف العملية العسكرية بعد تحقيق الأهداف المنشودة.

ومن المتوقع أن تضغط القيادة السياسية لحماس على حركة الجهاد الإسلامي خلال الساعات القادمة لتسريع عملية التوصل لاتفاق إطلاق نار، لاسيما وأن حماس تدرك جيدا أن موجة التصعيد تخدم أساسا أجندة نتنياهو الذي يسعى للخروج من المأزق السياسي الذي تعيشه حكومته عبر بوابة غزة.

أخيراً وليس آخراً ستكون الساعات القليلة القادمة محورية لمعرفة ما ستؤول اليه الأوضاع في قطاع غزة المحاصر، والذي يعيش سكانها أوضاعا إنسانية هي الأصعب في المنطقة وسط تحذيرات دولية من كارثة إنسانية قد يشهدها القطاع في ظل تواصل وقف الامدادات بسبب غلق المعابر، فهل يشهد القطاع هدوء ونهاية تلك الجولة من الحرب قريبا في ظل الجهود المصرية الكبيرة لوقف نزيف الدماء الفلسطيني، أم يدخل القطاع في كارثة إنسانية جراء غلق الإحتلال المعابر (شريان الحياة) على غزة في ظل نقص مواد الإسعاف والأدوية والمستلزمات الطبية وغيرها.