لا يمکن أبدا الفصل بين ما يقوم به النظام الايراني على صعيد المنطقة بشکل خاص وعلى الصعيد الدولي بشکل عام عن أوضاعه الداخلية، ذلك إن إنتفاضة 15 سبتمبر2022،، قد فتحت بابا على هذا النظام ليس لايمکن إغلاقه فقط بل وإنه سيفتح المزيد و المزيد من الابواب المربکة إذ أن هذه الانتفاضة لم تنتهي وتندثر کما حدث وجرى مع الانتفاضات السابقة، بل إنها بقيت ولازالت نارا لم تنطفئ وقد تستعر لهيبا في أية لحظة، ذلك إنها"أي هذه الانتفاضة"، نشاط سياسي لعبت فيها وحدات المقاومة التابعة للمعارضة الإيرانية، دورا محوريا فيها أغضب النظام بل وحتى أفقده صوابه بدليل التحرکات الدولية ضد المعارضة خلال الاشهر السابقة، ومن عادة المعارضة الإيرانية"کما يعرف النظام قبل غيره" هي أن لاتترك نشاطا إلا وتنجزه کليا ولها الصبر المميز المناسب وطول النفس الخاص بهذا الصدد.

النظام الايراني الذي بالاضافة الى عدائه الکبير مع الشعب الايراني، فإنه قد أثبت فشله الکامل على مختلف الاصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفکرية، وهو ينتقل من فشل الى فشل ومن هزيمة الى هزيمة، فيما عانى ويعاني الشعب من جراء ذلك ويدفع ضريبة فشل السياسات العشوائية المجنونة للنظام لکن يبدو إن صبر الشعب قد نفذ فعلا ولم يعد يجد مناصا إلا من إسقاطه وتغييره تماما کما دعت وتدعو المنظمة منذ أعوام طويلة مٶکدة بأن هذا النظام لايصلح معه أي شئ وهو يقود ايران والشعب الايراني نحو مصير مجهول وإنه لامحال من إسقاطه، وهذه هي القناعة النهائية التي توصل إليها الشعب والتي أثبتها جسدها في إنتفاضة سبتمبر2022، والاحتجاجات والنشاطات المضادة للنظام في سائر أرجاء إيران، ناهيك عن نشاطات وحدات المقاومة التي تستمر وتتزايد بشکل مضطرد.

الشعب الايراني، يريد فعليا إسقاط النظام وقد صمم على ذلك ولايرضى بأنصاف الحلول أو المعالجات المخادعة المشبوهة التي تعود بالنفع على النظام وتساهم بإطالة أمد بقائه وإستمراره الذي صار واضحا مدى ضرره الکبير على الشعب الايراني وشعوب المنطقة والعالم، وکما يعمل النظام على تصعيد إجراءاته القمعية التعسفية من أجل السيطرة على الاوضاع و إجبار الشعب على التخلي عن نهجه هذا، فإن الشعب ومن جانبه قد عقد العزم بأن يرد الصاع صاعين للنظام وأن لايسمح له بإلتقاط أنفاسه الکريهـة خصوصا وإنه يعاني من ضعف و تراخ وتراجع على أکثر من جبهة، وإن الملفت للنظر هنا إن النظام وبعد تهافته على إعادة علاقاته مع بلدان في المنطقة والسعي من أجل تحسين علاقاته الدولية وذلك من أجل الالتفاف على الغضب الشعبي وعدم إستفادته من ذلك، فإنه لجأ الى العبث بأمن وإستقرار المنطقة من أجل خلط الاوراق وإيجاد ثمة منفذ له للخروج من مأزقه الحالي وذلك مايتجلى بصورة واضحة جدا في الحرب الدموية الضروس في غزة والتي صار العالم کله يعرف الدور المشبوه للنظام فيها ظنا منه بأن ذلك من الممکن أن يغير من مسار أوضاعه المتدهورة.

ضرب رأس الافعى في إيران کان وسيبقى الحل الجذري الوحيد لکافة الامور المتعلقة بنظام تصدير الموت والحروب والدمار ومعاداة الانسانية في طهران، وقبل ذلك هو بمثابة الحل الشافي للأوضاع في إيران والمنطقة وطي هذه الصفحة السوداء من التأريخ الايراني المعاصر، وإن المطلوب إقليميا ودوليا هو دعم وتإييد النضال المشروع الذي يخوضه الشعب الايراني من أجل الحرية والتغيير.