تستعد العائلات المسيحية في محافظات ومدن وقرى إقليم كوردستان لاستقبال عيد الميلاد المجيد، وقد تهيأت الكنائس والأديرة لتحتضن أبناءها ولتعلو فيها أصوات التراتيل والصلوات صوب السلام الذي دعا إليه السيد المسيح له المجد.

شوارع مدن إقليم كوردستان تزينت بأشجار الميلاد، التي حملت في طياتها المزيد من المعاني والأمنيات... فحال المسيحيين، وإن كان في إقليم كوردستان جيداً، لا يختلف كثيراً عنه في بقية المحافظات العراقية، لا سيَّما أنَّ أعداد المسيحيين تناقصت في العراق، وبعد أن كان عددهم مليوناً ونصف المليون مواطن، تراجع اليوم إلى ما يقارب الثلاثمئة ألف فقط، معظمهم لجأوا إلى إقليم كوردستان.

ولعل بداية الهجرة والنزوح بدأت بعد تفجير كنيسة سيدة النجاة في بغداد عام 2007، وما لحقها من أحداث طالت دور المسيحيين في الموصل وسهل نينوى عام 2014، وصولاً إلى فاجعة عرس الحمدانية قبل أشهر من الآن. وما زال الأمل قائماً، وإن كان الألم هو العنوان!

وعلى الأقل، نحن نتحدث عن التعايش والسلم في إقليم كوردستان، الذي صنعه الرئيس مسعود بارزاني وجعله واقعاً بين مكونات الشعب كافة، ومن بينهم المسيحيين، إذ لا تزال أعداد الكنائس والأديرة تزداد يوماً بعد آخر، وبحسب أحدث إحصائية، فإن عدد الكنائس في إقليم كوردستان وصل إلى ثلاثمئةِ كنيسة تتوزع بين المدن والقرى في الإقليم، منها كنائس ما زالت مُحافِظة على تراثها الأول العتيق، ومنها ما تم تجديده واستحداثه ليكون آخرها افتتاح المقر البطريركي للكنيسة الأشورية في أربيل، التي أنشأت على نفقة مقر الرئيس مسعود بارزاني، والذي أكد بدوره حينها أثناء حضور حفل الافتتاح أنه سيواصل دعم أبناء شعب إقليم كوردستان ومن دون استثناء، بغض النظر عن القومية أو الدين أو الطائفة، لِتـُقابَلَ تلك الدعوات بفرح وبهجة وسرور من قبل المسيحيين في إقليم كوردستان، الذي صار عنواناً للتعايش والأمن والأمان بين الجميع.