زاد الولي الفقيه الإيراني الحاكم من موجة القمع والتعذيب والإعدام والقتل على طريقة جميع الديكتاتوريين، في سياق سقوط نظامه الدكتاتوري. ووفقاً للإحصاءات المتاحة، أعدم النظام أكثر من 400 شخص في الأشهر الأربعة الماضية في إيران بالتوازي مع إثارة الحروب في الشرق الأوسط، وفي عام 2023 أعدم ما يقرب 900 شخص، ومن المتوقع أن يزداد هذا العدد في الأيام القادمة! لماذا؟!

إنَّ التفكير في الوضع الحالي لنظام ولاية الفقيه يساعدنا على الإجابة على هذا السؤال. في منتصف العقد الخامس من حكمه، أصبح نظام الملالي في إيران مهتزاً وهشاً وطرق العودة إلى التوازن السابق مغلقة أمامه! هذه عملية علمية ومنطقية ولا مفرَّ منها. لأنه استخدم كل تكتيكات البقاء، والآن ليس لديه خيار سوى السقوط.

بعبارة أخرى، فإنَّ الوضع الذي يقع فيه نظام ولاية الفقيه للملالي هو ممر أجبر على العبور من خلاله جميع الطغاة والدكتاتوريين قبل الإطاحة بهم. إن النظام الدكتاتوري للشاه هو مثال موضوعي على حقيقة أنَّ الشعب الإيراني أطاح به في عام 1979.

بحثاً عن أسباب هذا الوضع العابر والمؤقت، وواضح الأفق، نجد أنَّ هناك عدة عوامل مهمة ورئيسية:

. داخل إيران، الناس غاضبون، ولا يرضون بشيئ أقل من الإطاحة بدكتاتورية ولاية الفقيه. وعلى وجه الخصوص، انتشرت الآن وحدات المقاومة في جميع أنحاء إيران وتقود الاحتجاجات الشعبية. هذه المراكز، بنشاطاتها اليومية، أصبحت الآن أمل الشعب الإيراني في تحقيق الحرية.

· فشلت كل مخططات النظام الحاكم ومؤامراته وشيطنته في إلهاء الجمهور وتهميش القوة الرئيسية للمقاومة الإيرانية. حتى الدور المدمر لبقايا الدكتاتورية السابقة والدعم الغربي السري للنظام لم يستطع علاج أزمة الإطاحة بالدكتاتورية في إيران.

· لقد فشلت سياسة الاسترضاء مع دكتاتورية ولاية الفقيه في إيران، التي كانت دائماً حاجزاً ضد انتفاضة الشعب، وهي الآن كانت ولا تزال تخدم بقاء هذه الدكتاتورية ضد إثارة المرشد الأعلى للحرب في الشرق الأوسط!

· الحرب في الشرق الأوسط ليس لها أكثر من جانبين. من جهة هي الدكتاتورية الدينية الحاكمة في إيران، وعلى وجه الخصوص ذراعها العسكري الخطير، الحرس الثوري ووكلائه، وعلى الجانب الآخر الشعب الإيراني وشعوب المنطقة. وبعبارة أخرى، فإنَّ الحرب الرئيسية بين النظام الدكتاتوري الديني والشعب الإيراني هي التي تحدد التطورات الأخرى في المنطقة!

إقرأ أيضاً: "القوات الوكيلة": أداة النظام الإيراني لترويج الحرب وخلق الأزمات!

· في قلب الحرب الرئيسية المذكورة أعلاه، كان من الممكن التنبؤ بإثارة الحرب من قبل المرشد الأعلى في الشرق الأوسط. إنَّ إثارة الحرب من قبل الدكتاتورية الثيوقراطية الحاكمة في إيران، والتي هي "ظاهرة مشؤومة ومؤلمة"، لم ولن تكون قادرة على منع الإطاحة بدكتاتورية ولاية الفقيه فحسب، بل ستعجل بها، وبالتالي تحفز الرأي العام العالمي لدعم انتفاضة الشعب الإيراني والمقاومة!

· إنَّ الانتفاضة الشعبية عام 2022 ليست انتفاضة مفككة، بل هي نقطة نضج واستمرار للانتفاضات السابقة، وتكمل بشكل خاص انتفاضة الشعب الإيراني في عام 1978 ضد دكتاتورية الشاه. الشعب الإيراني ومقاومته مصممان على القضاء على الدكتاتورية في إيران إلى الأبد! لقد أثبتت التجربة أنَّ مقاومة الشعب الإيراني ستحقق ما يريده ويخطط له، وخصوصاً الحرية!

. حتى الآن، يفتقر المجتمع الدولي إلى "استراتيجية سليمة" في ما يتعلق بإيران. الاستراتيجية الصحيحة هي "الاعتراف بنضال الشعب الإيراني والمقاومة لإسقاط النظام الدكتاتوري" ثم "إنشاء بديل ديمقراطي" يؤدي إلى فصل الدين عن الدولة، والمساواة بين المرأة والرجل، والحكم الذاتي للقوميات، وإلغاء عقوبة الإعدام، وبناء إيران غير نووية وجمهورية تعددية وسلام وصداقة ملتزمة تجاه العالم.

إقرأ أيضاً: الرأس وليس أذرع الأخطبوط

· الاستراتيجية الصحيحة هي الإطاحة بالنظام الإيراني على يد الشعب الإيراني والمقاومة. دعونا لا ننسى أنه في العام الماضي، أدى استرضاء الحكومات الغربية مع النظام الثيوقراطي الحاكم في إيران إلى جعل نظام ولاية الفقيه أكثر جرأة. إنَّ الحرب الشريرة التي تشن الآن في الشرق الأوسط هي نتاج بقاء الدكتاتورية وسياسة الاسترضاء معها. بينما كان واضحاً منذ البداية أن "رأس الأفعى في طهران" واتباع هذه الصيغة ضروري لحل أزمة الشرق الأوسط!

· إنَّ الهدف الأساسي للنظام من تكثيف واستمرار موجة القمع والإعدامات في الداخل وإثارة الحروب خارج الحدود هو الحفاظ على الدكتاتورية والهروب من الإطاحة و"تشويه" القيم الإنسانية والسياسية وبث الفرقة بين صفوف الشعب والتيارات السياسية، ولو هي قصيرة الأجل ولا يمكن أن تكون حلاً طويل الأمد لأزمة السقوط، لكنها لا تخلو من تأثير. الأطراف المعنية داخل إيران وخارجها تشتري تكتيكات هذا النظام الدكتاتوري وبالنتيجة تراق المزيد من دماء الشعب وأبناء الشعب في إيران والمنطقة.

إقرأ أيضاً: إيران وفشل نظرية ولاية الفقيه

· لطالما كانت قوى المعارضة للنظام هي قاعدة مقاومة النظام الدكتاتوري. وبعبارة أخرى، معارضة النظام، بالرغم من أنها تمثل مجموعة واسعة من الناس ضد الدكتاتورية، إلا أن مقاومة الشعب تحمل ثورة وتحولاً جذرياً في بلد لديه حلول جذرية للمشاكل. لهذا السبب كانت الأنظمة الدكتاتورية في إيران ولا تزال دائماً في "رعب خاص" بسبب وجود المقاومة ووحداتها ومراكزها!

الاستنتاجات:
النظام الدكتاتوري الحاكم ليس لديه مفر من مقصلة الإطاحة به. إيران والإيرانيون لن يرضوا بأقل من الإطاحة بالدكتاتورية. على عكس "دائرة انكماش النظام"، مع توسيع "دائرة التوسع على الجبهة الشعبية"، إلا أنه ينبغي زيادة "تقوية المقاومة" ومواءمة المطالب والشعارات معها. لذلك، يجب تحييد مؤامرات النظام الدكتاتوري الهادفة إلى تشويه رسم الحدود وتقويض الجبهة الشعبية، والقيام بتعزيز صفوف الشعب ومقاومته ورد كيد وتكتيكات نظام الملالي على نفسه. هذه الصيغة هي ترجمة أخرى لصيغة "رأس الأفعى في طهران" التي شرطها صقل الإرادات وتقوية العزيمة والإصرار لمواصلة الطريق وتحقيق ثمار نضالات الماضي. هكذا ستختفي الدكتاتورية في إيران والمنطقة!