منذ سنوات، تطالب المعارضة الإيرانية كافة الجهات الأوروبية والأميركية المعنية بإدراج حرس الملالي على قائمة الإرهاب. لكن جماعات الضغط والمهادنين منعت تنفيذ هذا المطلب المشروع واستسلمت لجهود النظام الإيراني. النظام يخدع جمهوره ويقول: حرس الملالي هو هيئة حكومية رسمية ولا يمكن من الناحية القانونية إدراجه في قائمة الإرهاب. في حين أن حرس الملالي هو في الواقع رأس الإرهاب وترويج الحروب في هذه المنطقة من العالم، وهو أكبر منظمة إرهابية، ويتكون جسمها من حزب الله اللبناني، والحوثيين في اليمن، والحشد الشعبي العراقي، وميليشيات النظام في سوريا، وجميعها تنظيمات إرهابية. إنَّ حرس الملالي إرهابي من الدرجة الأولى.
في 25 نيسان (أبريل) 2024، أصدر البرلمان الأوروبي قراراً بأغلبية 357 صوتاً إيجابياً مقابل 20 صوتاً سلبياً وامتناع 58 عن التصويت بشأن الأزمات في المنطقة ودور حرس الملالي والدعوة إلى تصنيف حرس الملالي إرهابياً، وكانت خطوة إيجابية، بالرغم من أنها ليست كافية، وفي الاتجاه الصحيح.
وفي هذا الصدد، أوضح الصحفي والسياسي السوري أحمد كامل في حلقة نقاش عقدت على برنامج الزوم وتم نشرها على يوتيوب، أن نظام الملالي أنشأ حرس الملالي بعد ثلاثة أشهر من تسلق نظام الخميني سلم السلطة في إيران عام 1979، معتبراً أن هذا أسلوب شائع لدى الأنظمة الاستبدادية، كإقامة جيش خاص به خارج مؤسسات الدولة.
وأشار كامل إلى أنَّ حرس الملالي تحول إلى أداة تؤدي مهمة مزدوجة وعلى جانبي الحدود: أي قمع الشعب الإيراني من جهة وتعزيز النفوذ الاستراتيجي للنظام خارج الحدود من خلال ذراع قوة القدس، منوهاً لحالة مقتل سبعة مستشارين إيرانيين، من بينهم العميد زاهدي، بقصف إسرائيلي على القنصلية الإيرانية بقلب دمشق قلب عدة أسابيع.
وأكد كامل أن تصنيف حرس الملالي كمنظمة إرهابية يعني قطع الذراع الخارجية للحرس الثوري في دول المنطقة، وأن سعي أحرار ومقاومة الشعب الإيراني لتنفيذ هذا المطلب سيكون خطوة ثقيلة. وبين إنه لا يوجد كيان أو منظمة في العالم أكثر إرهاباً من حرس الملالي.
وفي مداخلته قال الدكتور الكاتب والصحفي أيمن خالد إنَّ نظام الملالي أنشأ حرس الملالي لهدف رئيسي وهو حماية النظام. وأشار إلى عمليات الإعدام الواسعة وغير المسبوقة التي نفذها نظام الملالي ضد معارضيه من شتى التيارات السياسية، بصفتها من الموجبات التي تفرض تصنيف حرس الملالي كمنظمة إرهابية.
وأشار خال إلى عمليات القمع الواسعة التي نفذها حرس الملالي ضد المنتفضين الإيرانيين خلال الانتفاضات السابقة، خاصة الانتفاضة الأخيرة التي اندلعت على خلفية مقتل الشابة الكردية مهسا أميني، وللجرائم العديدة الأخرى التي ظلت خلف الستار بسبب عمليات الكبت والتستر الحكومية على حرية البيانات، بحسب وصفه.
ولفت الصحفي والسياسي اليمني صالح عبدول إلى النشاطات العابرة للحدود للحرس الثوري خارج حدود إيران، مشيراً إلى أنَّ ضباط حرس الملالي قدموا في وقت مبكر لليمن لتدريب عناصر مليشيات الحوثي الإرهابية حتى وصلنا للوضع اليوم الذي تهدد فيه هذه المليشيات الإرهابية مصالح دول المنطقة والعالم.
وأضاف أنَّ حرس الملالي استطاع أن يخلق نوعاً من التعاون والتنسيق والنشاط الإرهابي بين تنظيم القاعدة فرع اليمن مع الحوثيين، حيث أن تنظيم القاعدة اليمني هو التنظيم القاعدي الوحيد في العالم الذي أصبح يمتلك طائرات إيرانية مسيرة من خلال الحوثيين.
ورجحت الباحثة والإعلامية والأستاذة الجامعية اللبنانية زينة منصور أن أهمية وقيمة الحرس الثوري تعادل أهمية البرنامج النووي للنظام الإيرانية كأداة للتهديد والوعيد. وأكدت منصور أن القنبلة النووية الإيرانية الحقيقية هي الحرس الثوري الإيراني، وبطبيعة الحال لم تستخدم للأغراض المدنية.
وأشارت منصور إلى اعتراض كل من فرنسا وألمانيا لعملية تصنيف الحرس الثوري على قوائم الإرهاب، موضحةً أن الدولتين الكبيرتين في أوروبا ما زالتا تحسبان حساباً لعلاقاتهما مع نظام الملالي.
وأشارت منصور إلى بعض العمليات الإرهابية التي قادها حرس الملالي خلال السنوات السابقة كتفجير قوات المارينز وتفجير آميا في الأرجنتين، وتفجير الخبر والعديد من العمليات الإرهابية الأخرة في دول الخليج العربي كالسعودية والكويت والبحرين وغيرها.
وعن العوائق التي تمنع تصنيف حرس الملالي، يقول أحمد كامل إنَّ تصنيف حرس الملالي كإرهابي يعني تصنيف إيران الدولة بأكملها كإرهابية، مما سيمنع التعامل معها، وهذا ما لا تريده الدول الغربية. وأوضح أن التهديد بتصنيف حرس الملالي أكثر جدوى من وضعه بشكل فعلي من وجهة نظر غربية.
وبين كامل أنَّ الوقت سيأتي وتدرك فيه الدول الغربية خطأها بالسماح لوحش الحرس الثوري الإيراني بالنمو والتمدد في المنطقة والعالم.
وأشار خالد إلى نوع من التخادم الاستراتيجي الموجود بين الدول الغربية ونظام الملالي يمنعهم من تصنيف حرس الملالي.
وأكدت منصور أن اللحظة التي نشاهد فيها تصنيف حرس الملالي بشكل واقعي فهذا يعني بدء العد التنازلي لنظام الملالي.
التعليقات