بالتزامن مع الحركة الدؤوبة والاستمرارية بالعمل الحكومي اليومي لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني في تغيير الواقع الاقتصادي وتحسن الوضع المعاشي للمواطن العراقي والإرادة في تغيير واقع بغداد والمحافظات، تأتي رغبة السوداني في أن يشق طريقه السياسي عبر المشاركة في الانتخابات القادمة وبقائمة "الفراتين"، وهو يحمل إصراراً على النجاح في الملف الحكومي ليكون حلقة من حلقات الدعم له ولقائمته في الانتخابات القادمة، وهو أمر صحي خصوصاً مع وضوح الصورة في القوائم المشاركة فيها وطبيعة التحالفات التي من المفترض ان تكون بين هذه الكتل أو القوى السياسية.
طبيعية وشخصية السوداني التي تميل إلى التحرر والاستقلالية أكثر من غيره تجعله تحت ضغط القوى السياسية، كما هي حظوظه في التصدر في المشهد السياسي أو الحصول على ولاية ثانية، لأن الآلية المعقة لاختيار رئيس الوزراء لا تعطي أي حق لأحد بأن يكون رئيساً للوزراء ما لم يحصل على (1/2+1)، وهذا صعب جداً للسير نحو الرئاسة، بالإضافة لطبيعة التحالفات السياسية بين القوى الشيعية نفسها، فالمشهد السياسي الشيعي معقد، وتعقيده يحميه من أي تجاوز لحقوق المكون الاكبر ويتيح لقواه السياسية أن تكون مجتمعة ليس إلا، وإلا لاستطاع التحالف الثلاثي تشكيل حكومته، ولكن طبيعة هذه التحالفات التي لم تراع حقوق ومصالح المكون الأكبر تجعل من الصعب على أي شخص أو كتلة أو قوى سياسية أن تذهب لوحدها دون النظر لمصالح المكون أو القومية.
نعم... السوداني سيكون خصماً لقوى الإطار التنسيقي، وسيحصل على مقاعد جيدة في الانتخابات البرلمانية القادمة والتي تتراوح بين (25-30)، بالاتساق مع إظهار جديته في الاستجابة السريعة لمطالب الشعب العراقي، وتخفيف شحن الشارع عبر حملة الإعمار التي يقودها في البلاد، سواءً على مستوى بغداد أو المحافظات.
هناك من يعتقد أنَّ السوداني يمثل رغبة الشعب العراقي في بناء دولة مستقلة يكون القانون هو الحكم فيها، وإبعاد المليشيات والخارجين على القانون عن المشهد السياسي والأمني، بالاضافة إلى حصر السلاح بيد الدولة، ومنع انزلاق العراق إلى صراعات طائفية وعرقية أخذت الكثير من حياة العراقيين وفرقتهم، وأن يصبح العراق لاعباً إقليمياً ودولياً، لذلك فإنَّ السوداني يكاد يكون الحاكم الوحيد الذي نال احترام أغلب العراقيين، بالإضافة إلى القيادات والحكام العرب والغربيين باعتباره شخصاً صادقاً وقادراً على قيادة العراق إلى الإصلاح والتغيير.
تحدو الشعب العراقي آمال كبيرة بالاستقرار والحصول على مصدر رزق، وتحسين ظروفه المعيشية، وهي معلقة في دوامة الصراع السياسي والذي أخذ ينعكس على الشارع ويهيمن عليه، لذلك فالسوداني يعمل بصورة جيدة أمام كل هذه التحديات، لكن يبقى السؤال الأهم في كل هذه الأحجية عن مدى قدرته على الاستمرار ضد من يريد أن يبقى مهيمناً على المشهد السياسي، ساعياً لإحباط أي مسعى للتغيير لا يمر من خلاله.
التعليقات