الأوضاع الكارثية جراء حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة تتصاعد بشكل لا يعرف العالم مثيلاً له، فهذا الإجرام الذي ترتكبه حكومة الاحتلال وجيشها الوحشي، راح ضحيته آلاف الشهداء والجرحى، بالإضافة إلى التدمير الكامل للبنى التحتية من مباني سكنية ومستشفيات ومدارس ومراكز مجتمعية وغيرها. لقد باتت حياة مليوني إنسان مهددة في القطاع جراء مجاعة مفتعلة ومتعمدة بسبب منع الاحتلال دخول المساعدات الإنسانية والغذائية، وتدهور الوضع الصحي بسبب النقص الحاد في دخول الأدوية والمعدات الطبية والعلاجية، مما يهدد أصحاب الأمراض المزمنة والمصابين وغيرهم.

وفي الوقت نفسه، تتواصل الهجمات التي ينفذها المستعمرون في الضفة الغربية والقدس المحتلة، والاعتداءات المتكررة على المقدسات الإسلامية والمسيحية، والاقتحامات الإسرائيلية اليومية للمدن والقرى الفلسطينية. ويواجه العالم حكومة إسرائيلية متطرفة وعنصرية غير معنية بتحقيق السلام العادل المبني على أسس الشرعية الدولية. ويجب على المجتمع الدولي التحرك لوقف العدوان الهمجي على قطاع غزة، والعمل على إنقاذ حياة الأطفال والنساء والمدنيين والسماح بدخول المساعدات الإنسانية والطبية.

عمليات القمع والاغتيالات اليومية في مدن وبلدات الضفة الغربية هي حرب مفتوحة تقودها مجموعة من المتطرفين في حكومة اليمين الإسرائيلي العنصرية. آخرها كانت عمليات قصف المنازل بالصواريخ والطائرات المسيرة في بلدة كفر دان في محافظة جنين، واغتيال ستة شبان مدنيين، والعديد من الإصابات. هذه المجازر وعمليات التطهير العرقي والإبادة الجماعية تفتك بشعبنا الفلسطيني في غزة، وتسعى هذه الحكومة العنصرية بكل السبل لتفجير الأوضاع في الضفة الغربية والمنطقة وتحويل الصراع إلى صراع ديني عقائدي يدخل المنطقة في أتون من العنف والقتل وارتكاب المجازر لاستكمال مخطط الترانسفير والهجرة القسرية لشعبنا الفلسطيني في الضفة الغربية.

إقرأ أيضاً: نحو فرض حظر على الأسلحة وعقوبات على إسرائيل

بات واضحًا للجميع في ظل هذه الجرائم أن الاحتلال حول قطاع غزة إلى منطقة منكوبة وغير صالحة للحياة الآدمية، كي يجبر الناس على الهجرة القسرية جنبًا إلى جنب مع جريمة التطهير العرقي والإبادة الجماعية في شكل غير مسبوق لم يشهده العالم من قبل.

يجب التحرك العاجل لوقف كل محاولات التهجير القسري لسكان قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس، وضرورة فرض حل دائم لوقف الحرب الدموية وانسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة، وتقديم المساعدات الضرورية والعاجلة للشعب الفلسطيني. يجب على المجتمع الدولي اتخاذ خطوات لجم هذا الجنون واتخاذ مواقف عملية تردع حكومة اليمين العنصرية التي تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة قبل فوات الأوان.

يبقى السلام العادل والشامل والدائم خيارًا استراتيجيًا وضرورة للأمن والسلم الإقليميين والدوليين. يجب أن تتكاتف جميع الجهود لتحقيقه، وضرورة الحفاظ على الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية، ورفض جميع الممارسات التي تستهدف المساس بهذا الوضع.

إقرأ أيضاً: نتائج وتداعيات حرب الإبادة والعدوان الإسرائيلي

لذلك، يجب على المجتمع الدولي استمرار تقديم الدعم لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، وضرورة توفير الدعم المالي الذي تحتاج إليه، للحفاظ على قدرتها على تقديم الخدمات الحيوية للاجئين الفلسطينيين وفق تكليفها الأممي. يجب التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية، باعتبارها القضية العربية الأولى والمواقف الثابتة في دعم الشعب الفلسطيني وحقوقه العادلة والمشروعة، وفي مقدمتها حقه في تجسيد دولته المستقلة ذات السيادة على حدود الرابع من حزيران (يونيو) 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وفق القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية.