بدأتُ التواصل مع شركة مختصة بتقديم خدمات الإعلام الرقمي للأفراد والمؤسسات بهدف الحصول على خدمات تدعم حسابي على الانستغرام، وكان استفساري حول طبيعة الفيديوهات التي يتم إنتاجها للعملاء من حيث التصوير والمونتاج بما يتناسب مع كتاباتي، والإجابة كانت صادمة!

لا تتوفر حتى اليوم في محيطي شركات إعلام اجتماعي مُختصة بتقديم خدمات إعلامية للكُتاب، كأن تُحول الكتابات والقصص إلى فيديوهات جاذبة تُسهل على القارئ مهمة القراءة التي أصبحت عبئاً ثقيلاً عليه. عرضت علي إحدى الشركات إعداد فيديوهات (ريل) قصيرة للانستغرام تكون عبارة عن فيديو 30 ثانية لصور مدموجة مع موسيقى وإظهار النص في المونتاج حسب نوعية المحتوى المُرسل. قرأت رسالة الشركة أكثر من مرة وبقيت مصدومة ماذا أجيب!

أليست تلك أبسط أنواع الريلز التي يمكن لطفل في العاشرة من عمره إنتاجها؟ ألا تنتشر برامج الذكاء الاصطناعي والتطبيقات الذكية أو حتى النماذج المجانية المتوفرة عبر منصات التواصل الاجتماعي والتي تؤهل أي مستخدم لأن يصبح صانع محتوى بامتياز؟ لماذا نلجأ إذاً للشركات المُختصة؟

عند بحثنا عن المختصين في المجال فالفكرة في إنتاج فيديو مُبتكر جديد غير مُكرر أو مستهلك بصورة مبالغ بها عبر الانترنت، ما نبحث عنه هو فيديو خاص بالمحتوى الذي نكتبه، لا فيديو يصلح لأي محتوى مشابه. الإنتاج الإعلامي وإعداد الفيديوهات من شركات مُختصة من المتوقع أن يحمل كلفة التصوير والإنتاج والابتكار، لا إعادة نشر ما سبق نشره مع عملاء آخرين.

إقرأ أيضاً: تذكرون المادة السادسة من اتفاقية حقوق الطفل؟

ما زلت أتساءل إن كانت شركات الإنتاج الإعلامي ما زالت توفر نفس الخدمات في السنوات العشر الأخيرة، فما حاجتنا لها! الشركة التي تعمل في هذا المجال عليها أن تبتكر وتقدم أفكار ومواد تٌقنعنا بإبداعها. المجتمع بدأ يتنازل عن حاجته لتلك الشركات، فهي لا تنافس في سوق الذكاء الاصطناعي المبدعين والهواة من صناع المحتوى. وفي النهاية، أحتفظ بحسابي لنفسي، وأعمل على الفيديوهات بإبداع مني أفضل من إعطاء نصوصي لمن لا يُقدر قيمتها ولا يستطيع أن يحولها لعمل فني تستحقه!