ما جرى في سوريا من تطورات متسارعة واحدة من أهم وأخطر اللحظات في تاريخها الحديث، كون المرحلة الدقيقة الحالية تتطلب من جميع السوريين إعلاء مفاهيم التسامح والحوار، وصون حقوق جميع مكونات المجتمع السوري، ووضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار من أجل ضمان الحفاظ على وحدة أراضي سوريا وسيادتها، ورفض التدخلات الأجنبية بكافة أشكالها. تبقى تلك التحديات عناصر محورية وأساسية في الإجماع العربي حيال سوريا، يتعين صونها والدفاع عنها. لذلك، ندعو كافة القوى المهتمة بتحقيق الاستقرار إقليمياً ودولياً إلى دعم الشعب السوري لتخطي هذه الفترة الانتقالية المليئة بالتحديات، بما في ذلك رفع أية عقوبات لتمكين السوريين من الانطلاق إلى آفاق المستقبل الزاهر والواعد لسوريا الجديدة.
تشكل التطورات والأحداث التي شهدتها سوريا، وتلك الخطوات الإيجابية التي تم اتخاذها لتأمين سلامة الشعب السوري، عملاً إيجابياً كبيراً؛ وذلك حقناً للدماء والحفاظ على مؤسسات الدولة السورية ومقدراتها. إننا ننحاز ونقف بكل قوة ووضوح إلى جانب الشعب السوري وخياراته في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ سوريا. ندعو إلى تضافر الجهود للحفاظ على وحدة سوريا وتلاحم شعبها بما يحميها من الانزلاق نحو الفوضى والانقسام. كما نشدد على دعم كل الجهود العربية والدولية التي من شأنها تحقيق أمن سوريا واستقرارها، بما يصون سيادتها واستقلالها ووحدة أراضيها.
لا بدَّ من الوقوف إلى جانب الشعب السوري واحترام إرادته وخياراته السياسية بما يضمن أمنه واستقراره، والحفاظ على منجزاته، واحترام وحدة وسيادة وسلامة الأراضي السورية، والحفاظ على أمنها واستقرارها. نتمنى دوام التقدم والازدهار للشعب السوري.
إقرأ أيضاً: حرب الإبادة ووعد بلفور المشؤوم
سوريا التاريخ العربي والإسلامي والحضاري العريق، سوريا البلد العربي الذي يحمل الفكر والإسهام الضخم في مسيرة الحضارة الإنسانية، سيتمكن من تجاوز الصعوبات وصولاً إلى تخطي المرحلة الحالية بسلام، ووضع حد لتدخل الاحتلال الإسرائيلي وما سارعت إسرائيل إلى تحقيقه بشكل غير قانوني مستفيدة من تطورات الأوضاع الداخلية في سوريا، سواء على صعيد احتلال أراضٍ إضافية في الجولان أو اعتبار اتفاق فض الاشتباك لعام 1974 منتهياً.
يجب على المجتمع الدولي الوقوف إلى جانب الشعب السوري والتعاون معه في كل ما يخدم سوريا ويحقق تطلعات شعبها، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية. كما يتعين مساندة سوريا في هذه المرحلة لمساعدتها على تجاوز ويلات ما عانى منه الشعب السوري الشقيق خلال سنين طويلة، راح ضحيتها مئات الألوف من الأبرياء والملايين من النازحين والمهجرين، وعاثت خلالها في سوريا الميليشيات الأجنبية الدخيلة لفرض أجندات خارجية على الشعب السوري.
إقرأ أيضاً: الموقف الدولي ومواجهة حظر عمل "الأونروا"
آن الأوان ليعمل الجميع من أجل سوريا، وأهمية تغليب جميع الأطراف السياسية لمصالح الشعب السوري، بما يضمن استعادة دور سوريا الهام في المنطقة والعالم، والذي يصب في مصلحة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة نحو الحرية والاستقلال، لينعم الشعب السوري الشقيق بالحياة الكريمة التي يستحقها، وأن يساهم بجميع مكوناته في رسم مستقبل زاهر يسوده الأمن والاستقرار والرخاء، وأن تعود لمكانتها وموقعها الطبيعي في العالمين العربي والإسلامي.
التحدي الأكبر اليوم هو إطلاق عملية البناء والعمل ضمن نظام سياسي يلبي طموحات الشعب السوري، ويحفظ حقوقه، ويضمن إعادة بناء وطنه ومؤسساته ونظامه السياسي، بما يضمن أمن سوريا وسيادتها وحريتها، والعيش الحر الكريم لكل مواطنيها، ويضع سوريا على طريق بناء المستقبل وحمايتها من الانزلاق نحو الفوضى، والحفاظ على مؤسساتها الوطنية.
التعليقات